يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 20:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس الغرض من هذا البحث المختصر ، سرد التفاصيل المتعلقة بالأحاديث ، من كتب ومحدثين و .. ، ولكن أضاءتي تتعلق " بمدى مصداقية سرد الأحاديث النبوية " ! - مع لمحات حول عدد الأحاديث أجمالا ، وسرد مقتطفات عن الأحاديث الصحيحة والضعيفة والمتروكة ، لدى أهل السنة والجماعة ومدرسة آل البيت .
الموضوع :
* من أهم كتب الأحاديث - لدى أهل السنة والجماعة ، هي الكتب الستة " 1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود 4- الإمام الترمذي 5- الإمام النسائي 6- الإمام ابن ماجه . أما صحيحا البخاري ومسلم فقد تلقت الأمة ما جاء فيهما من الأحاديث بالقبول ، وأجمعوا على صحة كل ما فيهما إلا ألفاظاً يسيرة جدا . وأما سائر كتب السنن ؛ فإنها لا تخلو من وجود أحاديث ضعيفة في ثناياها ، بعضها نبه عليها صاحب الكتاب ، وبعضها بيّنها غيره من العلماء .. / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب " . * أما فقهاء ومحدثي الشيعة ، فلهم مراجع أخرى للأحاديث ، وهي الكتب الأربعة { وتسمى أيضا الأصول الأربعة ، وهي الكتب الحديثية الأربعة ، التي حظيت بمكانة خاصة بعد القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية وهي : الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار وكتاب من لايحضره الفقيه .. أن أول من استخدم هذا الاصطلاح / الكتب الأربعة ، هو الشهيد الثاني " الشهيد الثاني هو زين الدين بن نور الدين العاملي (911 ــ 965 هـ) من أحفاد العلامة الحلي ، ومن أبرز علماء وفقهاء الإمامية في القرن العاشر الهجري " .. بعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية / نقل من موقع ويكي شيعة } .
القراءة :
1 . بدءا ليس من أتفاق على عدد أحاديث الرسول - وفق أهل السنة والجماعة ، وعلى مصدرها ، وحتى على تصنيفها بين جمهور العلماء ... وسأعرض هذه الفقرة من موقع / أوراق عربية ، الذين تبين بكل وضوح مدى الأختلاف في عدد الأحاديث - تحديدا الصحيحة ، والتي تعطي صورة واضحة عن أشكالية الأحاديث { إنَّ الحديث عن عدد الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله حديث شائك جدًّا .. فمنها أحاديث الصحيح والضعيف والمنكر والمرسل .. ويقدَّر عددها بالآلاف ، وهذا يعني إنَّ تحديد عدد الأحاديث الصحيحة بشكل دقيق أمر صعب للغاية .. وقد وردت أقوال عدَّة للعلماء ، الذين حاولوا حصر عدد الأحاديث الصحيحة : يقول أبو زرعة الرازي : “ ومنْ يحصي حديثَ رسول الله ، وقد قبضَ عن 114000 من الصحابة ، ممن رآه وسمع منه . ” يقول الإمام البخاري : “ حفظت من الصحاح 100000 حديث ، ومن غير الصحاح 200000 حديث ..”. يقول نجم الدين القمولي : “ إن مجموع ما صح من الأحاديث 14000 حديث ”. } .
مما سبق يتضح لدينا الهوة بين ما قاله الفقهاء ، ووسع الفارق بالأحاديث على أختلافها بين 14 ألفا - 200 ألف حديث !.
2 . بالنسبة لمدرسة آل البيت ، نورد بعض التفاصيل حول كتاب الكافي ، بصدد الأحاديث الضعيفة { " وان اقدم الكتب الأربعة زماناً ، وأنبهها ذكراً ، وأكثرها شهرة هو كتاب الكافي للشيخ الكليني ، وقد ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت 9485 حديثاً ضعيفاً من مجموع 16121 حديثاً " .. وهناك رواية أخرى حول الأحاديث الصحيحة في الكافي " وقد ألف أحد الباحثين - وهو محمد باقر البهبودي في عصرنا صحيح الكافي واعتبر من مجموع 16121 حديثاً من أحاديث الكافي 4428 صحيحا فقط ، وترك 11693 حديثاً منها لم يرها حسب اجتهاده صحيحة." / نقل باختصار من موقع فيصل نور}. ونلحظ هنا وجود تخبط في أرقام الأحاديث الصحيحة والمتروكة والضعيفة ، وكل ماذكر هو مجرد تخمينات واجتهادات ! .
أضاءة :
* بعض التساؤلات التي تتبادر الى الذهن ، لم كان هناك ، الكتب الستة / لأهل السنة والجماعة ، والكتب الأربعة / لأل البيت - للأحاديث الواردة في أعلاه . فهل في حقبة الرسول ، كان هناك مذاهب وفرق ، نعم كان هناك وتحجيما لآل البيت ، ولكن لم ولن يكون هناك فصلا في الأحاديث النبوية بالعموم . ولكن نلحظ من جانب أخر ، أن الكثير من الأحاديث المنشورة ، في الكتب الأربعة ، مصدرها آل البيت حصرا ، وهذا يدل على وجود فرق جوهري بالأحاديث ، بين الكتب الستة والأربعة. وسأورد مثالا على ذلك ، من موقع المكتبة الشيعية / الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ١١٦ ، أنقل التالي { ( قال رسول الله : إن كان في شئ شؤم ففي اللسان - عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، والحسين بن محمد .. عن الوشاء قال : سمعت الرضا "ع" يقول : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين ) و( محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح .. عن جعفر ابن إبراهيم قال : سمعت أبا عبد الله "ع" يقول : قال قال رسول الله : من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ) و ( أبو علي الأشعري .. عن منصور بن يونس ، عن أبي عبد الله "ع" قال : في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسان )} . * معظم الأحاديث المتداولة اليوم ، قد تم فبركتها تبعا للظروف السياسية والمذهبية وتقلبات الحكم والسلطة ، ولأنقل من موقع / أسلام ويب ، التالي الذي يدلل على ذلك { كان الزهري أول من وضع حجر الأساس في تدوين السنة ، ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري ، فجمعه بمكة ابن جريج ، وابن إسحاق ، وبالمدينة سعيد ابن أبي عروبة ، والربيع .. وبالبصرة حماد ، وبالكوفة الثوري .. ثم جاء القرن الثالث ، فكان أزهى عصور السنة فصنفت المسانيد ، كمسند الإمام أحمد ، وإسحاق ، ثم الصحاح: البخاري ، ومسلم ، ثم ألفت بعدها السنن لأبي داود ، والنسائي ، وابن ماجه .. } .
* والذي يلفت النظر أن تدوين الأحاديث أزدهر في القرن الثالث الهجري ، فكيف يكون ذلك ، وقد أنقضى على موت الرسول ثلاث قرون ، وكل الحفاظ الصحابة وأحفاد أتباع التابعين قد قبروا ، أرى أن معظم ما كتب وسرد من أحاديث ، كان مشكوكا بصحته ، وذلك لوسع الفترة بين ما كتب وبين حقبة محمد . وقد تحدث بذلك " أحمد أمين " في كتابه فجر الإسلام أنقل فقرة منه{ برأي ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة أن الخصومات السياسية بين السُنّة والشيعة ، ثم الأمويين والعباسيين ، إضافة للخلافات الكلامية والفقهية بين المذاهب الدينية في العصور الأولى للإسلام ، كانت سببًا في وضع الأحاديث التي هدف واضعوها إلى تغليب فئة على أخرى ، مستغلين التوجُّه السائد حينئذ بتفضيل عدم تدوين الحديث } .
خلاصة :
بالنسبة للأحاديث - وفق كتب السنة والشيعة ، هناك تساؤل : من أفتى بالضعيف والصحيح والحسن و .. ومن كان له المصادر والوثائق والقرائن ليثبت ذلك ، كما أن الأختلاف الواسع بين عدد الأحاديث عامة ، دليل أخر على عدم دقة هذه الأحاديث . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، فأن كل دولة كان لها فقهائها ومحدثيها ، يكتبون وسيف الحاكم على رقابهم . أن صفحات الموروث الأسلامي ، حبلى بالتدليس والتزوير ، ومعظم الذين كتبوا بهذا المجال ، كانوا غير دقيقين وبعيدين عن الحقيقة ، ومثال ذلك البخاري الذي " جمع الجامع الصحيح ، وذكروا أنه استخرج أحاديث كتابه من بين ستمائة ألف حديث ، وقد أتم كتابته في ست عشرة سنة " ، فهل يعقل لفرد أن يجمع من 600.000 حديث ، وأن يخرج منها 2761 حديثا / وفي كل حديث كان يتوضأ ويصلي .. أنه مجهود خرافي لرجل واحد - بعدة كتابة أقل من بدائية ، فهل يعقل هذا ! ، ولا بد لنا ان نتأكد من كل واقعة ، ويقول أبن خلدون " أعمال العقل في الخبر " .. هذا هو الموروث الأسلامي ، الذي جعل من صحيح البخاري/ المملوء خرافات ، أهم كتاب بعد القرآن . أن الأحاديث هي نتاج عصرها / نتاج دولة يحكمها خليفة مطلق مستبد - يعتبر ظل الله على الأرض ، يحكم الفقهاء والأدباء والمفكرين ، ويحكم الشعب ، ويتكلم نيابة عن الله بسيفه.
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟