أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - إشكالية كتابة التاريخ














المزيد.....

إشكالية كتابة التاريخ


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* التاريخ ومن يكتبه ! .. ففي الحروب : إذا كتبه المنتصر ، فأعلم أن الوقائع لم تكن حقيقية ، لأنها كتبت بنشوة النصر ، وإذا كتبت من قبل المهزوم ، فإنه سيبرر هزيمته - أي أيضا ستكون الوقائع غير حقيقية ! . وهذا الأمر ينطبق ويسري على الكثير من الأحداث والوقائع .. فالواقعة المأساوية / مثلا ، في إغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي - الرئيس 35 للولايات المتحدة الأميريكية في دالاس عام 1963 ، من قبل لي هارفي أوسولد . لا زالت لحد الأن / عملية الإغتيال ، محل نقاش وجدل وشك ! ، وما كتب في التاريخ عن واقعة الإغتيال من الممكن أن تنسف ! ، والادارة الحالية - لترامب ، ستنشر الألاف من الوثائق التي كانت تحت درجة من السرية والكتمان ! - ولكن أيضا ، ليس كل الوثائق سوف تنشر ! .. أي لا زال التاريخ ، غائبا عن كتابة الحقائق كاملة - في ما تم بالضبط في إغتيال كينيدي : هل القاتل كان " أوسولد " وحده ! ، أم كان هناك شركاء ! ، ومن خطط ! ، ومن نفذ ! ، ومن كان المستفيد ! ، ومن المتضرر ! ، وكيف لبندقية القاتل الغير ألية / كالبنادق الحديثة ، أن تنفذ كل هذه الإصابات بكينيدي بهذه السرعة ! .. هذه كلها تساؤلات ! .

* " قاتل القاتل " .. وقاتل الرئيس جون كينيدي - لي هارفي أوسولد ، قتل أيضا ، بعد أن أنكر كل الإتهامات المنسوبة إليه ( أنكر أوزوالد الاتهامات ، وذكر أنَّه «كبش فداء» . بعد ذلك بيومين ، أصاب مالك النادي الليلي المحلي ، جاك روبي ، أوزوالد برصاصة قاتلة على البث المباشر في الطابق السفلي من مقر شرطة دالاس / نقلا عن The New York Times ) .. فالقاتل قتل وذهبت الحقيقة بعيدا ، عن كل ما كتب في التاريخ ! .

* في هذا المقام ، سأستعرض أيضا ، ما حدث في سوريا ، ففي 8 ديسمبر 2024 ، إنهار نظام الأسد ، خلال هجوم واسع شنته قوات المعارضة - قادت " هيئة تحرير الشام " هذا الهجوم .. ولكن هل من المعقول ان يسقط نظام إستمر لعقود بأيام / سيطر حافظ الأسد على السلطة عام 1971 إثر انقلاب عسكري ، ولم تشتبك هيئة تحرير الشام ، بأي معارك مفصلية مع قوات الأسد ، كأنها عملية إستلام وتسليم ! ، نعم الأن / في شهري شباط وأذار ، بدأت بعض الإشتباكات بين الهيئة وفلول نظام الأسد ، ولكن من سير الأحداث سيتم السيطرة عليها .

* " الشيطان يكمن في التفاصيل " بدءا الهجوم التي شنته الهيئة كان بدعم أساسي من الجيش الوطني السوري المدعوم من قبل " تركيا " ، أي أن تركيا قادت الهجوم بشكل أو بأخر ، وأكيد بتنسيق ودعم خارجي / قطري .. ! . التاريخ ماذا سيكتب هنا ! . هل نظام الأسد سقط / وهرب الأسد الى روسيا ، وأنتصر الجولاني - الشرع لاحقا ! ، أم أن نظام الأسد أسقط بتكتل إقليمي ، والشرع كان حلقة أخيرة ، حتى يضفى على السقوط سمة قانونية وطنية أمام العالم ! . أي بمعنى أخر أن السوريون هم من غيروا نظام الحكم وليس دول أخرى ! - علما أن الهيئة تضم ألاف المجاهدين العرب و الأجانب ! .

* النظام الجديد في سوريا ، لا يستطيع ان يخرج من شرنقته الإرهابية السابقة / بل التي كان عليها قبل أيام من سقوط الأسد .. ونتيجة للتطرف المتزمت للإسلام السني للهيئة ، فقد هجمت مجاميع من الهيئة على مناطق مختلفة من سوريا هدفها القضاء على الأقليات - بحجة تطهير فلول النظام السابق ، فقد ورد في موقعBBC / التالي ( قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ، الجمعة ، إن أحياء فقيرة ذات غالبية من الطائفة العلوية في دمشق شهدت تصاعداً في حملات التحريض والكراهية ضدها عبر الإنترنت .. وذكر المرصد أن أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غربي سوريا بدءاً من السادس من مارس/ آذار ، خلفت 1383 قتيلاً مدنياً على الأقل ، غالبيتهم العظمى من العلويين ) .

* ذكرت فيما سبق حادثتين الأولى " إغتيال كينيدي " والثانية " إسقاط الأسد " / على سبيل المثال وليس الحصر .. فهل حقا أن لي هارفي أوسولد بمفرده هو من قتل كينيدي ! .. وعجبا ماذا سيكتب مستقبلا في التاريخ عن سقوط سوريا - تحديدا ! .. وهل هيئة تحرير الشام / والجماعات المنضوية تحت أجنحتها ، هي التي أسقطت الأسد بهجومها ، أم أن الأمر هيأ وجهز لها ، وهيئة تحرير الشام ، دخلت على الجاهز ونسب لها النصر ! .. كل ذلك سوف لن نعلمه ، دون كتابة حقيقية صادقة لتاريخ تلك الواقعتين .

خاتمة :
1 . تاريخنا معظمه مزيف ، وواقعنا مرقع ومدلس ، وماضينا كتب من قبل أزلام السلطة ، أما التاريخ فواقعه مجهول .
2 . ولا زلت أرى ، أن التاريخ الحقيقي " لمعظم " الأحداث والوقائع والمعارك .. لم يكتب ولن يكتب بعد ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لآية - فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ...
- قراءة لحديث الرسول - أطاعة الأمير وان ضرب ظهرك .. -
- تساؤلات .. الصحابة بين طاعة أو رفض خطبة الغدير
- تساؤلات للآية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .. / 1 ...
- حول تحريف الأنجيل .. أضاءة ثانية
- أضاءة .. في التشيع
- أضاءة في أسس العقائد الدينية
- سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات
- الدين بين المعجزات وبين الهلوسات
- أضاءة .. حول ( القندرة ) في المفهوم العراقي
- أضاءة حول حديث - لا تكتبوا عني شي سوى القرآن ، ومن كتب فليمح ...
- بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة ثانية
- سوريا الى أين !! ..
- قراءة أولية للآية : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ ...
- أضاءة حول تطبيق الشريعة الأسلامية
- قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ...
- قراءة .. بين ما ينطق عن الهوى وبين أنا بشر مثلكم
- سوريا - فركش -
- أضاءة بين مسارات المسيحية والأسلام
- الأنجرار الى الظلام


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - إشكالية كتابة التاريخ