أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - سوريا - فركش -















المزيد.....


سوريا - فركش -


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحور الأول :
* سوريا في ظل عائلة الأسد .. يمكن إعتبار إنقلاب البعث في سوريا عام 1970 - ويُعرف أيضاً باسم الحركة التصحيحية ، بداية حكم عائلة الأسد ، حيث تسلم حافظ الأسد رئاسة الجمهورية في عام 1971 ، وعندما توفى حافظ الأسد في 10 حزيران 2000 ، تسلم إبنه بشار الأسد سدة الحكم / وهو المنصب الذي كان مهيأءا له باسل الأسد - الذي توفى في حادث مشبوه عام 1994 .. أي أن عائلة الاسد حكمت أكثر من نصف قرن .
* حكمت العائلة بغطاء حزب البعث السوري ، الذي كان مع مجلس الشعب ، وكل المفاصل الحكومية ، أدات مطيعة بيد حافظ الٍأسد ، السياسي والعسكري المحنك ، خلاف أبنه بشار ، الذي لبس لبوس الحكم إضطرارا ، بعد أن خلع لبوس الطب الأبيض / ولكنه فقد الأثنين معا الطب والحكم . * لا أعتقد ان بشار الأسد كان يحكم كأبيه بقبضة حديدية ، الذي صفى معارضيه / كالإخوان المسلمين وأقصى شقيقه رفعت .. ففي حقبة بشار ، كان أبناء العم ومراكز القوى في الأمن والمخابرات .. كانوا يحكمون معه ، إضافة لزوج شقيقته آصف شوكت / الذي قتل في عام 2012 ، وأيضا أبن خاله رامي مخلوف الذي حجم فيما بعد ، أما أخيه ماهر ، فكان الرجل الأول في الجيش و الثاني في الدولة .
* لم يحسن بشار الاسد معالجة حراك الثورة " انطلقت الثورة السورية من احتجاجات شعبية عفوية سلمية في المناطق السورية المهمشة عام 2011 تطالب بالحرية والكرامة والانعتاق ، ووضع حد للقمع والفساد والدكتاتورية ، لكنها سرعان ما عمت معظم مناطق سوريا .. / نقل من موقع الجزيرة نت " وتلك الشرارة تمخض عنها السقوط الذي حدث في كانون الأول 2024 .. وخلال بداية الشرارة ومن ثم الثورة التي أستمرت 13 عاما ، لم يتعض بشار الأسد ، بل أستمر في عمليات الترهيب والتغييب وخنق الحريات وسجون السحق والسلخ في صيدنايا .. وبالرغم من كل هذا ، كانت فئات من الشعب تهتف " معا الى الأبد بشار الأسد " ، هذا هو ديدن العرب ، كما كان يحصل مع صدام حسين والقذافي وغيرهم .

المحور الثاني :
* بين ليلة وضحاها .. تسلم أحمَد حُسين الشرع ، المعروف بكنية أبو مُحمّد الجَوْلَانِي / رئيس هيئة تحرير الشام ، في عملية أقرب ما تكون كإستلام وتسليم كل مفاصل الشأن السوري .. فمن هو الجولاني - المولود في السعودية عام 1982، بل من هو أحمد حسين الشرع : فهو مجاهد إسلامي متطرف ، تنقل بين منظمات أرهابية إسلامية متعددة ، منها ( القاعدة 2004 - 2006 ، مجلس شورى المجاهدين في العراق 2006 ، دولة العراق الإسلامية 2006 - 2012 ، جبهة النصرة 2012 - 2016 ، جبهة فتح الشام 2016- 2017 .. من ثم واخيرا هيئة تحرير الشام2017 - الى الأن ) .
* وهذا الترحال بين المنظمات الإرهابية الإسلامية ، يثير الإنتباه ! ، خاصة إذا علمنا من جانب أخر ، أن رأسه مطلوب دوليا ، فوفقا ل CNN ( أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ، منذ سنوات ، عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أبو محمد الجولاني ، الذي يترأس هيئة تحرير الشام ، وصنفته في البداية كإرهابي منذ أكثر من عقد ، قائلة إن جماعته " نفذت هجمات إرهابية متعددة في جميع أنحاء سوريا". ) . فكيف لإرهابي مطلوب دوليا أن يحكم دولة ك سوريا ، وكيف سيتم التعامل معه وبطاقمه دبلوماسيا ! .. ولكن في السياسة والمصالح كل شي ممكن ! .
* التساؤل كيف سيتم التواصل بين هيئة تحرير الشام والفصائل الاخرى ، التي تعارض ، بل تخالف الجولاني ومنها : { " الجيش السوري الحر" / المؤلف من ضباط إنشقوا من الجيش السوري النظامي .. و " رجال الكرامة " التي تنشط في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية .. و " الجيش الوطني السوري " / رواتبهم وتسليحهم من تركيا وتولى بالأساس قتال " قوات سوريا الديمقراطية - قسد " الكردية / التي تسيطر على مساحات واسعة في المناطق ذات الأغلبية الكردية على الحدود مع تركيا في معركة الإطاحة بالأسد ، ولا تعد حليفا لقوات "هيئة تحرير الشام" باعتبارها معارضة للتيار الإسلامي وتطالب بـ" سوريا علمانية " - تمنح الحكم الذاتي للأكراد وغيرها .. / نقل بتصرف من موقع - فرانس 24 } .

المحور الثالث :
من المؤشرات الأولية على مرحلة أبو محمد الجولاني ، التالي :
* خطاب الجولاني في الجامع الأموي ، يعيد إلينا صورة أبو بكر البغدادي / زعيم داعش ، الذي كان أول ظهور له في الجامع الكبير في " الحدباء - الموصل / العراق " ، وإعلان نفسه خليفة للمسلمين ، فما أشبه اليوم بالبارحة . * من المؤكد حصول صراع بين منظمة هيئة تحرير الشام ، بقياد أبو محمد الجولاني والفصائل المذكورة في أعلاه ، التي لها نفوذ وسيطرة على مدن سورية أخرى ، ومن المستحيل أن يترك الجولاني بلهم الكعكة لوحده ! . * ظهور رئيس الوزراء محمد البشير / المعين من قبل الجولاني ، وخلفه علمان / علم الثورة السورية ونسخة من علم طالبان في أفغانستان . ويعد هذا بروز رمزي خطير ، فنقلا عن بي بي سي ( في أول اجتماع لرئيس الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير ، ظهر خلفه علمان : أحدهما "علم الثورة" باللون الأسود والأبيض والأخضر تتوسطه ثلاث نجوم حمراء . أما العلم الآخر فأبيض وكتبت عليه الشهادة باللون الأسود ، يشبه إلى حد كبير العلم الذي أعادت حركة طالبان تبنيه في أفغانستان بعد استعادة سيطرتها على البلد عام 2021. ) . وهذا مؤشر على مرحلة مبطنة لحكم سوريا ، بصبغة إسلامية ، ومن جانب أخر ، يعني أقصاء مقولة سوريا لكل السوريين ، كما إنه يعد إعداد لحكم إسلامي سني .. وهذا يعني : خرجنا من دكتاتورية بشار الأسد ، ودخلنا في حكم طائفي مذهبي ! . إذن ليست هناك دولة سورية علمانية ! .

المحور الثالث :
* هل يستطيع أبو محمد الجولاني ، الذي إستلم وزارة الدفاع / العمليات العسكرية ، أن يحافظ على التراب السوري ، وهو لا يسيطر على كل المدن السورية ، وبذات الوقت على صراع مع باقي الفصائل المشاركة في الثورة .. هذا تساؤل أخر . * هل ستمنح حكومة الجولاني ، فسيفساء الشعب السوري ، من أكراد ودروز ومسيحيين وعلويين وإسماعيليين .. حقوقا ، كباقي حقوق الاغلبية السنية / تحت مظلة العلم الطالباني ! . أم سيكون الجولاني وحكومته ، تحت الضغط التركي الإسلامي - الذي جاء الجولاني بقطارهم ، معتمدا على السنة و ساحقا للأكراد ( وقد يسحق الأخرين أيضا كحكم إسلامي متزمت - بحسب خلفية الجولاني المتطرفة المؤشرة بسيرته الذاتية في أعلاه .. ) .
* ويبرز تساؤل هنا : هل بأمكان الجولاني ، الذي تموضع في حياته الجهادية ، بالإنخراط بمنظمات إرهابية متعددة ، تمارس ثقافة القتل / كما هو مذكور في أعلاه ، أن يكون مؤهلا لحكم أو إدارة ، سوريا العراقة والتاريخ والثقافة ! .

سوريا فركش :
* هروب الأسد وحلول الجولاني بمنظمته فقط - دون المنظمات الأخرى ، وبلا أي معارك تذكر ، دليل على أن ما حصل ليس بقوة هيئة تحرير الشام ، بل هو مخططا له .. أدى الى إنسحاب إيران بمستشاريها وفصائلها من سوريا ، وكشف غطاء روسيا للأسد ، وقبلها إنكفاء حزب الله وبعض المليشيات العراقية . وفق رأي الشخصي : كل ذلك يدلل على أن ما تم هو مخطط كبير ، تقوده تركيا ، وفق مشاركات دولية وإقليمية ! والدليل أن " أصحاب العلاقة " ! ، في زيارة لدمشق ، فوفق بي بي سي في 12.12.2024:( أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن في العاصمة دمشق ، مع وفد قطري ، يتكون من رئيس جهاز أمن الدولة خلفان الكعبي ، برفقة فريق استشاري موسّع ) ! .
* بعد ضرب مئات المواقع العسكرية والستراتيجية السورية من قبل إسرائيل ، وتحطيم ما يسمى بالترسانة العسكرية / التي شملت أنظمة صواريخ أرض - جو متقدمة ومنشآت تصنيع وتخزين الصواريخ الباليستية وقواعد ومخازن أعتدة عسكرية متعددة إضافة لتدمير الأسطول السوري .. التي بنتها الدولة السورية بعقود من الزمن ، مع إحتلال إسرائيل لمساحات من سوريا ، منها " جبل الشيخ " في الجولان .. فلم لم تطلق رصاصة ضد هذا العدوان ، من قبل هيئة تحرير الشام تحديدا .. كل هذا والمحرر المغوار أبو محمد الجولاني لم ينطق بكلمة واحدة ! .. هذا وغيره مؤشر على إنهيار سوريا كدولة .
التساؤل هنا :- بعد كل ما ذكر في أعلاه ، هل ستوجد دولة سورية ذات سيادة بعد الأن ، تستطيع أن تدافع عن تراب الوطن - خاصة بعد أن حلت المؤسسات وتفكك الجيش النظامي ، وحل محله مليشيات مصنفة أرهابية ، الجواب سيكون : كلا ..
إذن عندما ينتهك أمن وسيادة سوريا ، برا وجوا وبحرا - نستطيع أن نقول : " سوريا فركش ".



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضاءة بين مسارات المسيحية والأسلام
- الأنجرار الى الظلام
- قراءة لحديث الحوت - أن الأرض مرتكزة على قرن ثور .. -
- قراءة لحديث محمد - خير القرون هو قرني ثم الذي يليه -
- قراءة للآية 194 من سورة البقرة
- أضاءة للآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَ ...
- ما قيل وما يقال عن زواج الرسول بخديجة ودور القس ورقة - اللغز ...
- قراءة للآية - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّ ...
- قراءة للآية 67 من سورة الأنفال - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَك ...
- قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا ...
- الوضع اللبناني الفلسطيني .. أضاءة !
- تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا ...
- أضاءات في المعتقد الأسلامي ..
- تساؤلات .. حول ولادة علي بن أبي طالب في الكعبة
- قراءة .. في سحر رسول الأسلام
- واقعة الطف .. تساؤلات عقلانية
- تساؤلات حول حديث ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة .. )
- أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني
- حد الردة في الأسلام .. أعدام للرأي الحر
- أضاءة .. حول صحابة محمد وتلامذة المسيح


المزيد.....




- مصر.. إطلاق خدمة -مكالمات الواي فاي-.. ما مميزاتها؟
- بعد انسحاب ترامب.. أورسولا فون دير لاين من دافوس: اتفاقية با ...
- انسحاب ترامب من منظمة الصحة واتفاقية باريس للمناخ ..أي تداعي ...
- غزة.. الهدنة تنكأ جروح الفلسطينيين
- ترامب: يجب إنهاء الحرب بأوكرانيا سريعا
- أوربان: شمس جديدة تشرق على أوروبا
- نواكشوط.. مؤتمر إفريقي لتعزيز السلم
- ترامب: مراسيم وأوامر بالجملة... كيف سيطبقها؟
- حسن خريشة: ما يحدث في جنين ذريعة لضم الضفة والسلطة تشيطن الم ...
- هل يترشح أردوغان لولاية جديدة متجاوزا العقبات الدستورية؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - سوريا - فركش -