أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 194 من سورة البقرة















المزيد.....

قراءة للآية 194 من سورة البقرة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ / 194 سورة البقرة " .
الموضوع :
من موقع / أهل الحديث والأثر ، أقدم تفسيرا مختصرا للآية أعلاه { قال الله : الشهر الحرام بالشهر الحرام )) يستفاد من هذه الآية الكريمة : تسلية الله عز وجل للمسلمين بأنه إذا فاتهم قضاء عمرتهم في شهر الحرام فيمكنهم أن يقضوها في شهر الحرام من السنة الثانية كما حصل ذلك )) . ومن فوائدها أيضا : (( أن الحرمات قصاص يعني أن من انتهك حرمتك فلك أن تنتهك حرمته مثلا بمثل )) ، ولهذا فرع عليها قوله .. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . ويستفاد من الآية (( أن المعتدي لا يجازى بأكثر من عدوانه ، لقوله : بمثل ما اعتدى عليكم )) ، فلا يقول الإنسان أنا أريد أن أعتدي للتشفي ، (( ومن ثم قال العلماء إنه لا يقتص من الجاني ، لا يقتص إلا بحضرة السلطان أو نائبه من الجاني خوفا من الاعتداء ، أن الإنسان يريد يتشفى لنفسه فيعتدي أكثر مما يمثل به أو ما أشبه ذلك )) . ومن فوائد الآية : وجوب تقوى الله عز وجل في معاملة الآخرين وفي كل حال ، لقوله : اتقوا الله . ومنها : إثبات أن الله مع المتقين ، لقوله: واعلموا أن الله مع المتقين . ومن فوائدها (( تأكيد هذه المعية ، ولهذا قال: واعلموا ، لم يقتصر على مجرد أن يخبر بها بل أمرنا أن نعلم بذلك وهذا الأمر فوق المجرد الإخبار )) . ومن فوائد الآية (( فضيلة التقوى حيث ينال العبد بها أيش ؟ معية الله ، فأنه من المعلوم إذا كان الله معك ينصرك ويؤيدك ويثبتك فهذا يدل على فضيلة السبب الذي هو التقوى .. )) } .

القراءة :
سيكون تركيزي منصبا على مقاطع التفاسير التالية : ( أن الحرمات قصاص يعني ، أن من انتهك حرمتك فلك أن تنتهك حرمته مثلا بمثل ) ، ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ، ( وجوب تقوى الله عز وجل في معاملة الآخرين وفي كل حال ، لقوله : اتقوا الله ) .. وذلك لأن قراءتي ستعتمد على مفرداتها ، دون ما جاء بالتفسير من تأويل ! .
* هذه الآية تتوافق مع نص قرآني محدد ( كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ / 45 سورة المائدة ) . أي تتفق مع سياق نص الآية التي نحن بصددها " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " .
* من الآية يتوضح لنا ، أنه لا سماح ولا غفران ولا عفو ، لمن أنتهك أو أساء أو تجاوز عليك / المسلم ، بالرغم من أن عقائديا - أنه من أسماء الله الحسنى ، هو الغفار " اَلْغَفَّار : هو وحده الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب في الدنيا والآخرة " .. أي أن الآية تتقاطع مع مبدأ الغفران الألهي . * الأشكال ، بذات الآية ، أنها تنص ، على أن يكون " الرد " مثل فعل الأعتداء ، وهذا الأمر لا يمكن تطبيقه ، وذلك لأستحالة قياس رد فعل الأعتداء وطريقته وأسلوبه ومدى تأثيره ! .
* أشكال اخر ، كيف أن تنص الآية على رد الأعتداء بالمثل ، ومن جانب أخر ، تبين الآية على ( وجوب تقوى الله عز وجل في معاملة الآخرين ) . فكيف أن ترد الأساءة بالمثل ، ومن جانب أخر ، ذات الآية توصي بمعاملة الأخرين بتقوى الله . * هذا النص القرآني يناقض أو يتقاطع مع نصوص أخرى : تشدد على " الصفح " ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ / 85 سورة الحجر ﴾ . وأخرى تنص " على العفو والأحسان " ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ والضراء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ / 133 - 134 سورة آل عمران ﴾ . وأخرى تشدد " على المعاملة الحسنى والتفاهم مع الأخرين " { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ / 34 – 35 سورة فصلت } .
* هذا هو ديدن الموروث الأسلامي / قرآن وأحاديث وسيرة ، كل يناقض بعضه البعض ! .

خاتمة :
لو فرضنا جدلا قبول مبدأ الآية أعلاه ، وهو " فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ .. " ، ولكن هناك حالات نفذ بها الأرهاب الأسلامي / داعش .. ، عمليات قتل وحشية ، بحق مواطنين لم يقوموا بأي أعتداء تجاه المسلمين ، مثلا : ( أعدم تنظيم داعش 21 مصريًّا قبطيًّا تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب في 15.02.2015 ) و ( ونفذ داعش قتل أكثر من 144 روسي في مجمع كروكوس الروسي في 22.03.2024 ) . أذن المسألة ليست قضية رد فعل على أعتداء ، وأنما هي حقد دفين ووحشي ماضوي ، ضد كل المعتقدات الأخرى المخافة للأسلام ، وفق النص القرآني " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ / 191 سورة البقرة " . نقطة رأس السطر .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضاءة للآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَ ...
- ما قيل وما يقال عن زواج الرسول بخديجة ودور القس ورقة - اللغز ...
- قراءة للآية - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّ ...
- قراءة للآية 67 من سورة الأنفال - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَك ...
- قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا ...
- الوضع اللبناني الفلسطيني .. أضاءة !
- تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا ...
- أضاءات في المعتقد الأسلامي ..
- تساؤلات .. حول ولادة علي بن أبي طالب في الكعبة
- قراءة .. في سحر رسول الأسلام
- واقعة الطف .. تساؤلات عقلانية
- تساؤلات حول حديث ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة .. )
- أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني
- حد الردة في الأسلام .. أعدام للرأي الحر
- أضاءة .. حول صحابة محمد وتلامذة المسيح
- أضاءة .. أنتقال الخلافة في سقيفة بني ساعدة وعزل علي بن أبي ط ...
- قراءة للآية 22 من سورة الكهف
- هل يبقى الله حكرا على الأسلام
- أضاءة عن مولد رسول الأسلام
- ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله 2 / القضية الفلسطينية


المزيد.....




- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...
- إسرائيل تعود إلى سياسة -فرّق تسد- الطائفية لتفكيك سوريا
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ومتع أطفالك بأحلى الأغا ...
- سامي الكيال: ما حصل في سوريا هو هجمة منظمة على الطائفة الدرز ...
- بالفيديو.. -بلال فيتنام- يصدح بالأذان بأكبر مساجد هو تشي منه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 194 من سورة البقرة