|
قراءة لحديث الرسول - من قال لا الله الا الله يدخل الجنة وأن زنى وأن سرق .. -
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 20:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : من موقع / الدرر السنية ، أقدم ما جاء بصدد الحديث أعلاه ، وبشكل مختصر : * { أَتَيْتُ النبيَّ ، وعليه ثَوْبٌ أبْيَضُ ، وهو نَائِمٌ ، ثُمَّ أتَيْتُهُ وقَدِ اسْتَيْقَظَ ، فَقالَ : ما مِن عَبْدٍ قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، ثُمَّ مَاتَ علَى ذلكَ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ قُلتُ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ ؟ قالَ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ ؟ قالَ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ ؟ قالَ : وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ علَى رَغْمِ أنْفِ أبِي ذَرٍّ وكانَ أبو ذَرٍّ إذَا حَدَّثَ بهذا قالَ : وإنْ رَغِمَ أنْفُ أبِي ذَرٍّ .. / الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : البخاري . المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 5827 خلاصة حكم المحدث : صحيح - التخريج : أخرجه البخاري (5827) ، ومسلم (94). } . * { خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ يَمْشِي وحْدَهُ ، وليسَ معهُ إنْسَانٌ ، قالَ : فَظَنَنْتُ أنَّه يَكْرَهُ أنْ يَمْشِيَ معهُ أحَدٌ ، قالَ : فَجَعَلْتُ أمْشِي في ظِلِّ القَمَرِ ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي ، فَقالَ : مَن هذا ؟ قُلتُ : أبو ذَرّ ٍ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قالَ : يا أبَا ذَرٍّ ، تَعَالَهْ ، قالَ : فَمَشَيتُ معهُ سَاعَةً ، فَقالَ : إنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ المُقِلُّونَ يَومَ القِيَامَةِ ، إلَّا مَن أعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا ، فَنَفَحَ فيه يَمِينَهُ وشِمَالَهُ ، وبيْنَ يَدَيْهِ ووَرَاءَهُ ، وعَمِلَ فيه خَيْرًا . قالَ : فَمَشَيتُ معهُ سَاعَةً ، فَقالَ لِي : اجْلِسْ هَاهُنَا ، قالَ : فأجْلَسَنِي في قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ ، فَقالَ لِي : اجْلِسْ هَاهُنَا حتَّى أرْجِعَ إلَيْكَ ، قالَ : فَانْطَلَقَ في الحَرَّةِ حتَّى لا أَرَاهُ ، فَلَبِثَ عَنِّي فأطَالَ اللُّبْثَ ، ثُمَّ إنِّي سَمِعْتُهُ وهو مُقْبِلٌ وهو يقولُ : وإنْ سَرَقَ ، وإنْ زَنَى ، قالَ : فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أصْبِرْ حتَّى قُلتُ : يا نَبِيَّ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، مَن تُكَلِّمُ في جَانِبِ الحَرَّةِ ؟ ما سَمِعْتُ أحَدًا يَرْجِعُ إلَيْكَ شيئًا ؟ قالَ : ذلكَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ ، عَرَضَ لي في جَانِبِ الحَرَّةِ ، قالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أنَّه مَن مَاتَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ ، قُلتُ : يا جِبْرِيلُ ، وإنْ سَرَقَ ، وإنْ زَنَى ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : قُلتُ : وإنْ سَرَقَ ، وإنْ زَنَى ؟ قالَ : نَعَمْ ، وإنْ شَرِبَ الخَمْر َ. / الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث: البخاري . المصدر : صحيح البخاري . الصفحة أو الرقم: 6443 خلاصة حكم المحدث: أورده في صحيحه } .
القراءة : * بداية ، ومن نظرة تحليلية للمصدر أعلاه ، فأن الراوي / أبو ذر الغفاري ، يعرض روايتين لذات الحديث ، ولكن بواقعتين مختلفتين ، الأولى : كان محمدا نائما ثم أستيقظ " أَتَيْتُ النبيَّ ، وعليه ثَوْبٌ أبْيَضُ ، وهو نَائِمٌ ، ثُمَّ أتَيْتُهُ وقَدِ اسْتَيْقَظَ .. " ، أما الرواية الثانية : " خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ يَمْشِي وحْدَهُ ، وليسَ معهُ إنْسَانٌ .. " . ونحن نتساءل هل كان الرسول نائما وأستيقظ ، زمن قوله للحديث أعلاه ، أو كان ماشيا ! . * كما أن الرواية الثانية ، أضاف الراوي للحديث ( عدم الأشراك بالله ، وأن شرب الخمر ) ، " وإنْ سَرَقَ ، وإنْ زَنَى ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : قُلتُ : وإنْ سَرَقَ ، وإنْ زَنَى ؟ قالَ : نَعَمْ ، وإنْ شَرِبَ الخَمْر َ. " . ولكن الرواية الثانية ، تبين أن الرسول ترك أبا ذر واختلى مع جبريل ، وأن جبريل هو الذي أبلغه بهذا الأمر " من قال لا الله الا الله يدخل الجنة .. " . * وهذا دليل على أن الموروث الأسلامي خياله واسع ، بأحاديثه ورواياته وسردياته .. لذا نرى الكثير منه ، أما متضادد أو مختلف ، متقاطع ، أو مسترسل ، بوقائع أضافية . * المثير للأعجاب ، أن محمدا / وفق الرواية الاولى ، يدخل الجنة من يشاء ، فقط أن شهدوا " من قال لا الله الا الله يدخل الجنة .. " - وهنا يقوم محمد ، مقام الله سبحانه في الغفران ! . ولكن في الرواية الثانية ، ينقل محمد كلام جبريل ! . * من جانب أخر ، هذا الحديث يشجع المسلمبن على أقتراف كل أشكال الذنوب ، ما دام هناك غفران في أخر الأمر ، فقط أن قالوا : لا الله الا الله يدخل الجنة وأن زنى .. * ولكن لم نقرأ في قرآن محمد كهكذا آية ، عدا مثلا آية مقاربة لهذا الحديث " اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 98 سورة المائدة " . ولكن حتى هذه الآية ، فأن القرآن أكد أو قرن ذلك ، من أنه " شديد العقاب " . * وهناك أيضا ملاحظة تستحق الوقوف عندها ، وهي عدم أقتران الحديث " من قال لا الله الا الله يدخل الجنة .. " ب :" محمد رسول الله " ، ليكون الحديث كما يلي " من قال لا الله الا الله محمد رسول الله يدخل الجنة .. " ، وذلك حتى يعطي محمد ، له ولرسالته المحمدية المكانة العليا ! .
خاتمة : هذا الحديث يدخل الموروث الأسلامي في أروقة مظلمة ، وذلك لأن اليهود والمسيحيين / وغيرهم ، موحدين أيضا ، أي هل انهم سيدخلون الجنة أيضا / وفق الحديث أعلاه .. فاليهود ، يعترفون بأله واحد ( يصف موسى بن ميمون ، الإله قائلًا: إن أساس كل الأسس ، وعمود الحكمة ، هو معرفة أن هناك كائنًا أولًا هو الذي أوجد كل الوجود . وما جاءت جميع كائنات السماء والأرض وما بينهما إلا من حقيقة وجوده . ) . وكذلك المسيحيون أشاروا ( وفق قانون الإيمان المسيحي أو القانون النيقاوي القسطنطيني / دستور الإيمان - الأمانة المقدسة .. يؤكد على : " بالحقيقة نؤمن بإله واحد ، الله الآب ، ضابط الكل ، خالق السماء و الأرض .. " / نقل من موقع سانت تكلا ) . ولكن هناك نص أخر - آية قرآنية تصفهما / أي اليهود والمسيحيين ، بصفات بذيئة ، وفق الآية التالية " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ / 7 سورة الفاتحة " ، وتفسير ذلك ( قال ابن كثير بعد أن ذكر تفسير المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى : " قال ابن أبي حاتم : لا أعلم بين المفسرين مثلا تأويل ذلك اختلافًا / نقل من موقع الألوكة ) . أذن كيف لليهود والمسيحيين / وهما موحدين ، أن يدخلوا الجنة ، وهما مغضوب عليهم وضالين ! . مما سبق ، يتضح لنا كم هذا الموروث الأسلامي ، متقاطع مع الكثير من النصوص . ويغلب عليه مخيال الرواي ، لذا نرى ، أن النص الواحد له عدة تاويلات ، مع عدد لا يحصى من التفاسير . وأن كل محدث يفسر ويؤول وفق قريحته وهواه ، و سيف الحاكم مسلط عل رقبته ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلوك محمد بن عبدالله .. من الرعي الى النبوة
-
طوفان أم خذلان الأقصى
-
أضاءة بين واقعين - الحداثوي و الماضوي -
-
إشكالية كتابة التاريخ
-
قراءة لآية - فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ
...
-
قراءة لحديث الرسول - أطاعة الأمير وان ضرب ظهرك .. -
-
تساؤلات .. الصحابة بين طاعة أو رفض خطبة الغدير
-
تساؤلات للآية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .. / 1
...
-
حول تحريف الأنجيل .. أضاءة ثانية
-
أضاءة .. في التشيع
-
أضاءة في أسس العقائد الدينية
-
سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات
-
الدين بين المعجزات وبين الهلوسات
-
أضاءة .. حول ( القندرة ) في المفهوم العراقي
-
أضاءة حول حديث - لا تكتبوا عني شي سوى القرآن ، ومن كتب فليمح
...
-
بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة ثانية
-
سوريا الى أين !! ..
-
قراءة أولية للآية : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ
...
-
أضاءة حول تطبيق الشريعة الأسلامية
-
قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
...
المزيد.....
-
وفاة شاب داخل المسجد الأموي بدمشق.. والداخلية السورية تعلّق
...
-
اعتقال حاخامات يهود خلال احتجاجات في واشنطن ونيويورك للمطالب
...
-
زياد الرحباني.. خاطب الوعي وانتقد الطائفية بأعماله الفنية
-
وزير التراث الإسرائيلي يدعو لاحتلال قطاع غزة كاملا والتخلي ع
...
-
خارج الحدود.. الإخوان يعيدون تشغيل -ماكينة التحريض- ضد مصر
-
قصة النفوذ اليهودي في بنما
-
موقع أميركي: الكنيسة العالمية فشلت بواجبها إزاء الإبادة في غ
...
-
منذ “الربيع العربي”.. هل تمكنت دول الخليج من تحييد الإسلام ا
...
-
-هددوا سلامة الركاب أم غنوا بالعبرية؟-.. حملة على طيار بعد ط
...
-
إقامة مراسم أربعين شهداء الحرب الأخيرة بحضور قائد الثورة الا
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|