شك عمر بنبوة محمد في صلح الحديبية

يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 20:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في هذا البحث المختصر ، سوف أركز على شك عمر بن الخطاب بنبوة محمد - أثناء التوقيع على وثيقة صلح الحديبية ، أما صلح الحديبية كواقعة ، فيمكن الرجوع والأطلاع عليها ، من المصادر الأسلامية المتاحة .

الموضوع :
1 . من موقع / منتديات أبو الفضل العباس ، أنقل مقدمة عن صلح الحديبية ، وبأختصار { أن رسول الله خرج سنة 6 هجرية يريد العمره ، وأحرم هو وأصحابه بذي الحليفة ، وقلدوا الهدى ليعلم قريش أنه إنما جاء زائر معتمر وليس محارب ، ولكن قريش خافت أن يسمع العرب بأن النبي محمد دخل مكة ، فبعثوا إليه بوفد يرئسه سهيل بن عمرو بن عبد ود ، وطلبوا منه أن يرجع هذه المرة من حيث اتى ، على أن يتركوا له مكه في العام القادم 3 ايام ، وقد إشترطوا عليه شروطا قاسية قبلها الرسول ، ولكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي محمد وعارضوه في ذلك .. } . 2 . عند توقيع الوثيقة حصل الجدال التالي { وقد روى الإمام أحمد أن النبي بدأ يُمْلي شروط الصلح ، و علي بن أبي طالب يكتب ، فأملاه النبي : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل: أما الرحمن فوالله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم ، فأمر رسول الله - عليًّا فكتبها كذلك ، ثم أملى : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله ، فوافق رسول الله وقال: والله ، إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب } . 3 . هنا تدخل عمر قاطعا جدال توقيع الصلح ، ومن موقع / منتديات يا حسين ، أنقل { من صحيح ابن حبان ج11ص224 :" فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ، فأتيت النبي ، فقلت : ألست رسول الله حقا ؟ قال : بلى ! قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ قال : إني رسول الله ! ولست أعصي ربي وهو ناصري . قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ! قال : بلى ! فخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا . قال : فإنك تأتيه فتطوف به . قال : فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟! قال : بلى ! قلت : أو لسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ قال : أيها الرجل إنه رسول الله ! وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه على حق … قال عمر بن الخطاب : فعملت في ذلك أعمالا يعني في نقض الصحيفة " ./ تفسير الطبري ج26 ص100:" قال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ". وأخرجه البخاري ج2ص978 .. صحيح البخاري ج4ص1832وصحيح مسلم ج3ص1411 : " فقال : يا بن الخطاب ! إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر". } .

القراءة :
* بداية نلحظ ان الرسول خضع للمشركين : بعدم كتابة البسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " وبعدم ذكر أن محمدا " رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك .. اكتب محمد بن عبد الله " بمعنى أخر ، لوكان حقا ، بأنه رسول الله ونبيه المرسل ، لما تنازل فورا ! لذا أدخل الشك في الصحابة - خاصة عمر ، الذي يتميز بجرأته ! .
* للتثبت .. أن شك عمر بن الخطاب - بنبوة محمد ، جاء من عدة مراجع ومصادر أسلامية ، وبصيغ مختلفة ، ولكنها تعطي ذات الغرض والمعنى والدلالة ، يمكن الرجوع أليها ، منها : ( الجمع بين الصحيحين لأبن ابي نصير الحميدي ، ودلائل النبوة للبيهقي وصحيح ابن حبان ومصنف عبد الرزاق الصنعاني وصحيح البخاري ./ نقل من موقع ثقافة القرآن ) .
* كيف لصحابي عتيد ، يعتبر من أقرب الرجال الى محمد - ومن العشرة المبشرين بالجنة ، والذي سانده في نشر دعوته ردحا من الزمن .. أن يشك بنبيه ورسوله ! . هذا تساؤل كبير وخطير ، علما أن عمر يعتبر من الذين أسلموا في السنين الأولى الصعبة للنبوة ، ولم يكن حديثا بأسلامه ( فقد كان إسلام عمر بن الخطاب فتحاً عظيماً أعز الله به الإسلام والمسلمين ، وقد كان إسلامه في ذي الحجة سنة ست من النبوة ، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة / نقل من موقع أسلام ويب ) .
* من جانب أخر ، لم لم يتخذ الرسول أي موقفا عقابيا ، ولم لم يحاسب الرسول ، عمر على شكه ، الجواب : أكيد أن الرسول ، كضم غيضه تجاه عمر - خيرا له ، من أن يفقد أحد أقوى الصحابة الذين شكلوا أهم المناصرين له في دعوته ! .
* هناك الكثير من الوقائع ، التي تبين على نهجا من التطاول على رسول الأسلام ، منها ، التالي : رفض عمر ان يكتب محمد وصية قبل وفاته ( كما في البخاري عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، قال عمر : إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط ، قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع .. / نقل من موقع أسلام ويب ) .. ومن صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن ، أسرد بعضا من تطاول عمر ، منها : معارضة عمر أعطاء قميص الرسول الى عبدالله ( عبيد بن اسماعيل .. عن ابن عمر ، قال : لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله فسلهن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ، ثم سلهن يصلي عليه فقام رسول الله ، ليصلي فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ، فقال : يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ، فقال رسول الله : إنما خيرني الله ! ) .. وأنقل واقعة أخرى وهي رفع صوتي أبو بكر وعمر بحضرة الرسول ( عن ‏يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ‏، حدثنا : ‏ ‏نافع بن عمر ‏‏، عن‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏، قال : كاد الخيران أن‏ ‏يهلكا ‏أبو بكر ‏وعمر ،‏ ‏رفعا أصواتهما عند النبي ‏،‏ ‏حين قدم عليه ‏ركب ‏‏بني تميم ‏ ‏، فأشار أحدهما ‏، ‏بالأقرع بن حابس ‏‏أخي ‏ ‏بني مجاشع ‏، ‏وأشار الآخر برجل آخر ، قال نافع ‏: ‏لا أحفظ اسمه ، فقال أبو بكر ‏لعمر ‏: ما أردت الا خلافي ، قال : ما أردت خلافك فارتفعت . ) .

خاتمة :
# من كلام عمر / حين توقيع وثيقة صلح الحديبية ، بقوله مخاطبا محمد " ألست رسول الله حقا ؟ " .. " فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبو بكر .. " ، هي دليل على عدم أيمانه برسالة محمد ، ولو كان مؤمنا ، لأمن بما قال محمد دون نقاش او أعتراض - في الحالتين ، أي في حالة توقيع الوثيقة ب " محمد رسول الله " أو ب " محمد بن عبد الله " . أما مقولة عمر : " يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا " ، فأرى انها أتت من باب التصغير والأستهجان .
# أن عمر بن الخطاب و أبو بكر الصديق .. وغيرهما من الصحابة ، هما طلاب سلطة وليس دعاة أيمان ، لذا ، لم يكونوا يعيروا أهمية خاصة لمحمد ك " رسول ونبي " ، وأكبر دليل على ذلك ، ما أسلفت من أحداث ووقائع في أعلاه . # أما الواقعة التي تدل على عدم أعطاء الرسول أي مكانة ، هو تركه متوفيا ثلاث أيام مسجى في دار عائشة / في ذلك الطقس الحار دون قبره - والصحابة يتنازعون في سقيفة بني ساعدة / عمر وأبو بكر وغيرهما ، على الخلافة والسلطة ! .
خلاصة القول : لا طاعة ولا ولاء ولا أيمان ، بالأضافة للشك صراحة ، حول نبوة ودعوة محمد - حين توقيع صلح الحديبية ، كل ذلك كان منطق ونهج وتصرفات عمر بن الخطاب / وغيره من الصحابة ، تجاه رسولهم محمد بن عبدالله .

#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات