|
زوجات الرسول .. واقع إشكالي
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 04:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : * زوجات الرسول ، عددهن وكيف تزوجهن ، وجواريه وكيف إمتلكهن - وفق ما ذكر في النص القرآني ( " وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " في سورة النساء وغيرها ، قد يراد به الرقيق عموماً من الذكور والإناث كما في الآية: " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً / سورة النساء:36 " .. وقد يراد به النساء المملوكات خصوصاً ويسمين : الجواري والسراري وملك اليمين ، ويجوز لمالكها أن يطأها ويستمتع بها بغير عقد زواج بل بملك اليمين ، كما في قوله في سورة المؤمنون" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ / سورة المؤمنون:5-6 " / نقل بإختصار من موقع إسلام ويب ) .. إن الكثير من التفاصيل الشخصية لحياة الرسول ، تؤسس لواقع إشكالي - من جميع جوانبه ، وبذات الوقت ، لم ينل الكثير منها البحث والنقد العقلاني البناء . * أما عدد زوجات الرسول ، فوفق صحيح البخاري ( زوجات الرسول ، فهن إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع ) ، وفي مكان أخر ، تبين بعض المصادر إنهن 12 زوجة .. هذا الإختلاف قد يجوز ، سببه في إختلاف المصادر في تحديد من تزوج محمد من السراري. بينما مصادر أخرى تبين أنه تزوج ضعف هذا العدد ( ذكر العلامة محبّ الدين الطبري أن الرسول تزوج في المجموع 23 امرأةً أو 21 امرأةً . كان قد طلّق 6 - 9 زوجة وفقاً للروايات المختلفة). * ولكن النص القرآني قد حدد الزواج بأربع زوجات ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ / سورة النساء:3 ) ، فالتساؤل هنا : لم محمد لم يلتزم بالنص القرآني ، بما أن القرآن هو كلام الله ! . ولكن الفقهاء يرقعون هذا التجاوز من قبل الرسول ، بقولهم ( إلا أن محمداً كان معفياً من هذا الحكم وسُمح له بالزواج من عدد غير محدود من الزوجات .. ) ! - بالرغم من عدم وجود نصا بهذا ! . ولكن لو كان الأمر يقتصر على ملك اليمين لصح القول ، وذلك لأن الوضع الأخير مفتوح على مصراعيه ، وتذكر المصادر أن الخلفاء ملكوا ألاف الجواري ( وقال الوائلي في فقه الجنس / ٢٣٩ : إن الخليفة جعفر المتوكل ـ محيي السنة ومميت البدعة ـ كان له أربعة آلاف سرية ، وإنه كما يقولون وطأ الجميع ، وهو أمر لو أردنا تصديقه وقلنا إنه يقوى على الوطأ مرتين في اليوم ، فلا يلحق الجارية إلا حصة واحدة كل خمس سنوات أو أكثر ! / نقل من موقع مؤسسة السبطين ) .. هذا هو الموروث الإسلامي غير مؤكد ، ولا تعرف حقائقه وصدقه من خرافاته . * الموروث الإسلامي يؤكد على حرمة زواج نساء الرسول من بعد وفاته ( ابن كثير فى تفسيره: ولهذا اجتمع العلماء قاطبة على أن من توفي عنها رسول الله من أزواجه أنه يحرم على غيره تزوجها من بعده ، لأنهن أزواجه في الدنيا والأخرة !! .. وقال القرطبي فى تفسيره: فحرم الله نكاح أزواجه من بعده وجعل لهن حكم الأمهات / نقل من موقع إسلام ويب ) . ولكن من جانب أخر ، فهناك زوجة قد إستعاذت من الرسول فطلقها / من ثم تزوجت - والتساؤل لأي سبب أستعاذت منه !! ( " الكندية التي استعاذت منه ، فقال لها : الحقي بأهلك ، فتزوجها الأشعث بن قيس في زمن عمر " ،" وهناك زوجته - قتيلة بنت قيس الكلبية التي زوجها أخوها الأشعث بن قيس من الرسول ثم حملها معه إلى حضرموت فتوفي الرسول ، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل"- ويرقع الفقهاء ذلك من أن محمدا لم يدخل بها / نفس المصدر السابق). * ولكن هناك تقاطع بالنسبة " أن زوجات الرسول في الدنيا هن زوجاته في الأخرة " ! فقد جاء في موقع / الإسلام سؤال وجواب - خلاف ذلك ، أنقل المحتوى بإختصار ( فقد روي عن بريدة قوله : وعد الله نبيه أن يزوجه ، فالثيب : آسية امرأة فرعون ، وبالأبكار : مريم بنت عمران .. رواه الطبراني في "المعجم الكبير" - نقلا عن تفسير ابن كثير ) . هذه من الهلوسات الجنسية في الموروث الإسلامي ، خاصة فيما يخص البتول مريم العذراء / التي لم يمسسها بشرا ! . * اما بالنسبة لمكائد زوجات محمد ، فنذكر / مثلا : خديجة بنت خويلد ، التي تزوجت محمدا بعد أن أسكرت والدها ( نقل من مسند أحمد - ومن مسند بني هاشم " حدثنا أبو كامل .. عن إبن عباس فيما يحسب حماد ، وكان أبوها لا يرغب أن يزوجها فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها وزمرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة لأبيها إن محمد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه فزوجها ، فخلعته وألبسته حلة .. فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني محمد بن عبد الله ، قال أنا أزوج يتيم أبي طالب ، لا لعمري فقالت خديجة : أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي " ! / نقل من الشبكة الليبرالية الحرة ) . * أما عائشة بنت أبي بكر - فأهل السنة والجماعة يبجلوها ويعظموها ، وتوصف ب " عالمة بيت النبوة وفقيهة الأمة " ، ولها مئات الأحاديث ، التي تحدث بها عن وقائع جنسية مع الرسول ، لا تجرؤ أي زوجة أخرى من زوجات النبي على البوح بها ! منها ( وعن عائشة ، سئلت عن المني يصيب الثوبَ ، فقالت : كنت أغسله من ثوب رسول الله ، فيخرج إلى الصلاة وأَثَرُ الغَسْلِ في ثوبه بُقَعُ الماء .. وعن عائشة ، قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضًا ، فأراد رسولُ الله أن يباشرها ، أمَرَها أن تتَّزر في فور حيضتها ، ثم يباشرها ، قالت : وأيكم يملك إرْبه كما كان النبي يملك إربه .. وعن عائشة ، قالت : كان النبي يباشرني وأنا حائضٌ ، وكان يُخرِج رأسَه من المسجد وهو معتكفٌ ، فأغسله وأنا حائض / موقع صيد الفوائد ) . والتساؤل هنا : لم الرسول يباشر زوجة حائض ، ولديه زوجات أخريات غير حائضات !! . * وعائشة ذاتها هي المتهمة بواقعة الأفك ، وأنقل من موقع ويكي شيعة ، ملخصا لها ( ورد بحسب المصادر السنية وأيضاً بعض المصادر الشيعية ، أن آيات الإفك " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ . لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ .. / سورة النور 11 - 18 " هذه الآية نزلت بحق عائشة بعدما افترى المنافقون عليها ، ووفق هذا الخبر فإن عائشة كانت مع النبي في غزوة بني المصطلق ، وتخلفت عن جيش المسلمين ، ولحقت بالجيش بمساعدة صفوان بن معطل ، فتهم المنافقون منهم عبد الله بن أبي ، وحسان بن ثابت عائشة وصفوان بأنهما على علاقة غير مشروعة معه !! ) . وكان علي بن أبي طالب يحث الرسول على تطليقها ! .. وهذه الواقعة ، أسست لبذرة العداء بين عائشة وعلي ، وقادت فيما بعد الى معركة الجمل .
إضاءة : نساء محمد .. وقائع وقصص وأحداث لا زال الكثير منها ، لم يطرح للبحث ، فمثلا ، حول حقيقة جماع الرسول بنسائه بغسل واحد ( أنَّ النَّبِيَّ كان يطوفُ على نسائِهِ بِغُسلٍ واحِدٍ / الراوي : أنس بن مالك - المحدث : ابن العربي / نقل من موقع الدرر السنية ) - فهل كان الراوي أنس بن مالك مرافقا للرسول ، خلال هذه الوقائع .. نساء محمد أسرار وغموض وخفايا لم يفصح عنها المحدثون ، لأن معظم الوقائع لم تروى بل طمست ! ، والكثير من الروايات رقعت ، لتصبح مقبولة للعامة !. وأعتقد أن ما روي من موروث نساء الرسول ، هو الجزء اليسير ، وما خفي كان أعظم ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضاءة في رحاب ثبات أو إنهزامية الفكر - من ذاكرة الحزب الشيوع
...
-
قراءة لحديث - أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين -
-
إضاءة .. حول خلق السماوات والأرض قرآنيا
-
قراءة للآية 52 من سورة آل عمران
-
قراءة لحديث - قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ -
-
قراءة لحديث الرسول لعمر : حتى أكون أحب إليك من نفسك
-
إضاءة في .. الجهل المقدس
-
إضاءة حول إسلام - النُبُوَّة - وإسلام الخلافة
-
إضاءة عن إفرازات التدين
-
خير الأمم !! .. أمة لا تقرأ
-
بين المحبة والسيف .. أضاءة
-
النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل
-
الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
-
شك عمر بنبوة محمد في صلح الحديبية
-
أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية
-
أضاءة ل - سيرة صحابة محمد ورسل المسيح -
-
حكم تارك الصلاة في الاسلام .. اضاءة
-
أضاءة حول .. فكر - أبو الأعلى المودودي -
-
قراءة لحديث الرسول - من قال لا الله الا الله يدخل الجنة وأن
...
-
سلوك محمد بن عبدالله .. من الرعي الى النبوة
المزيد.....
-
-التعاون الإسلامي- تؤكد مركزية قضية القدس في وجدان الأمة الإ
...
-
حريق المسجد الأقصى.. هل انطفأت النيران أم تحولت لأشكال جديدة
...
-
السيد فضل الله: الطائفة الشيعية لا تعمل لمشروعها الخاص بل لو
...
-
أكثر من نصف قرن على حرق المسجد الاقصى.. والنيران لاتزال متشت
...
-
بين -سلاح الله- و-الجيش وحده يحمي-: الانقسام حول حزب الله يص
...
-
حماس: لا شرعية للاحتلال في المسجد الأقصى
-
استمرار الخلافات مع أستراليا.. نتنياهو يصعد هجومه على ألباني
...
-
حتى لا يقال: -كحلم ترمب بالجنة-!
-
الكنيسة الميثودية المتحدة تسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب ا
...
-
جيش الاحتلال يتجه إلى يهود الشتات لتشجيع التجنيد
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|