|
ملامح .. بين المسيحية والنصرانية في القرآن
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 19:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* بدءا النصارى ليسوا مسيحيون ! ، وكتبة القرآن أستخدموا مصطلح " النصارى " بالآيات القرآنية خطأءا ، أما لجهلهم أو لعدم إطلاعهم على حقيقة الفرق بين المسيحية والنصرانية . وبهذا البحث ، سأسرد بعض الإضاءات بهذا الصدد . * وفقا للعقيدة الإسلامية - فأنها جنحت بعيدا في نسب النصرانية للمسيح ، فقد ورد بموقع الدرر السنية / موسوعة الأديان ، التالي - بخصوص النصرانية { التعريف : هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى ، مكمِّلة لرسالة موسى ، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم ، موجهة إلى بني إسرائيل ، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح } ويكمل الموقع بما يلي { تطلق النصرانية على الدين المنزل من الله تعالى على عيسى ، وكتابه الإنجيل ، وأتباعها يقال لهم : ( النصارى ) نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين - وهي التي ولد فيها المسيح . أو إشارة إلى صفة : وهي نصرهم لعيسى ، وتناصرهم فيما بينهم . وهذا يخص المؤمنين في أول الأمر ، ثم أطلق عليهم كلهم على وجه التغليب . وتشهد لذلك الآية التالية " قالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ / سورة آل عمران 52 "... # وللإجابة على ما ورد في أعلاه ، أبين التالي : ( أولا ) بالنسبة للمسيحية ، لا يمكن حسرها بتعريف ، وكذلك أنها ليست كأي رسالة عادية / كالذي ذكر بصدد النصرانية في أعلاه ، بل إنها مشروع حياة ، فقد جاء في موقع / هدى ونور ، عن المسيحية التالي : { ( المسيحية تدور حول المسيح . إنها ليست ديانة تشبه أية ديانة أخرى . لا يمكنك مقارنة المسيحية مع أية ديانة أخرى .. ) أم بخصوص الإنجيل ( فالإنجيل ليس بديانة بل هو رسالة الأخبار السارة والوعود المحققة لكل مَن يؤمن . قال السيد المسيح “ هذه هي مشيئة الذي أرسلني : أن كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير ” / يوحنا 4: 60 . )}. ( ثانيا ) أما بخصوص تنزيل النصرانية على المسيح ، فلم يذكر أي مصدر ذلك ! - لذا فإن هذا إختراع قرآني ! .. ( ثالثا ) وبخصوص النصرانية : فإن فقهاء المسلمين ليسوا متأكدين بخصوص تسمية النصرانية ، فمرة ينسبوها لبلدة الناصرة ، علما ان المسيح ولد في بيت لحم وليس في الناصرة ، إذن نسب النصرانية الى مدينة ولادة المسيح غير راجح!. ، أما بالنسبة للرأي الثاني ، وهو تناصر الحوارين فيما بينهم ، فللإجابة عليه أقول : من أن المسيح بقوته وسلطانه هو من أمد التلاميذ بالروح القدس ، من أجل إعدادهم للبشارة بالمسيحية ، فوفق إنجيل يوحنا سأسرد ما جاء بهذا الصدد ( " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا : سَلاَمٌ لَكُمْ ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا / آية 21 " ) .. من ثم يضيف الإنجيلي يوحنا التالي ( " وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ : اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ . مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ/ 22 ، 23"). .. إذن المسيح هو من وهبهم القوة والإيمان للتبشير بالمسيحية ، وليس تناصر الحواريون فيما بينهم ، وذلك لأنهم لا يملكون أي قوة أو سلطان قبل منحه أياه من قبل المسيح .. إذن الرأي الثاني / تناصر الحواريون ، أيضا غير صائب . كما أن الإستشهاد بآية قرآنية لا تعزز ذلك الرأي ، كان من المفروض أن يتم الإستشهاد بآية من الإنجيل - إن وجدت ! . * مما سبق ، يظهر لنا ، أن كتبة القرآن لم يطلعوا أو لم يبحثوا جيدا ، حول أصل تسمية أتباع المسيح بشكل علمي دقيق ، فالقرآن الذي يجهل بالضبط مدى أكتملت كتابته النهائية - وأكيد أنها أنجزت / بعد موت محمد بعشرات العقود ، فنقول : أن تسمية المسيحيين جاءت في أوائل الحقبة الميلادية ، فقد ورد بموقع / سانت تكلا ، بهذا الصدد التالي { ( دُعِيَ المؤمنون " مسيحيين " أول مرة في أنطاكية - نحو سنة 42 م أو 43 م . وَيُرَجَّح أن ذلك اللقب كان في الأول كَتُهْمَة تَرِد على ألسنة خصومهم ) .. ويسترسل الموقع فيبين ( قد وردت كلمة " مسيحي " أو " مسيحيين " ثلاث مرات في العهد الجديد . ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ : ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا ، أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح ..) } . إذن جهلوا كتبة القرآن ، الإطلاع على ما ورد في العهود الأولى - أو ما يطلق عليه بالحقبة المبكرة للمسيحية ، لأجله جانبوا الصواب بتسمية المسيحيين بالنصارى . * وللتفرقة بين المسيحية والنصرانية ، أسرد ما ورد بموقع / نورسات ، وبإختصار : ( فالنصرانية : هي فئة من اليهود " الإبيونيون " المتنصرين ، إلتحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا من الأنبياء ، لا يعترفون بألوهيته ولا ببنوته لله ، بل يقولون بأنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان ، تكون رسالته على التبشير دون الفداء والخلاص . يقبل الأبيونيون إنجيل متى وحده ، ويسمونه "الإنجيل بحسب العبرانيين" .. أما المسيحية : فالمسيحيون يؤمنون أن الكتاب المقدس موحى به من الله ، وأنه كلمة الله التي بلا عيب ، وأن تعاليم الكتاب المقدس هي السلطة العليا لحياة المسيحي . وأيضا يؤمن المسيحيون بان الله واحد ، ويظهر لنا شخصه من خلال الثالوث المقدس : الأب والأبن " يسوع المسيح " والروح القدس ، بإختصار هذا المعتقد المسيحي .. ) . * أما بخصوص ومعنى كلمة أبيونيين ( فهو مصطلح آباء الكنيسة ، للإشارة إلى حركة مسيحية يهودية وُجدت في العصور الأولى للمسيحية ، كانت تنظر إلى يسوع على أنه الماشيح وتنكر ألوهيته ، وتصر على اتِّباع الشريعة اليهودية ، ولا يؤمنون إلا بأحد الأناجيل المسيحية - يؤمنون بإنجيل متى وحده ، ويسمونه "الإنجيل بحسب العبرانيين" .. ) . * مما سبق يتضح لنا ، إنه ليس من توافق أو إتفاق في المقتربات بين المسيحية والنصرانية ، سوى إعترافهم بإنجيل واحد ، دعوه "الإنجيل بحسب العبرانيين" .. * أما بخصوص الأناجيل - الكتب المسماة بالأناجيل المسيحية ذات الصبغة اليهودية : فأنقل التالي من موقع / الأنبا تكلا هيمانوت بصددها ( الإنجيل أو الأناجيل التي استخدمها المسيحيون من أصل يهودي الذين تمسكوا بالناموس اليهودي ، وهم الناصريون ، والأبيونيون ، الذين خرجوا عنهم في النصف الأول من القرن الثاني . وهي إنجيل الناصريين وإنجيل العبرانيين وإنجيل الأبيونيين ، وهي قريبة الشبه جدا بإنجيل متى ، بل هي إنجيل متى مع حذف الإصحاحين الأول والثاني ، وإضافة عبارات تفسيرية ونصوص تلاءم أفكارهم الغنوسية اليهودية . وترجع هذه الأناجيل إلى أوائل القرن الثاني .. ) . * أما الغنوسية : فهي مجموعة من الفلسفات الباطنية المعقدة ومجموعة من الحركات الدينية المتداخلة كثير منها لا علاقة له على الاطلاق بالمسيحية ولكن بعضها اخذ منحنى جديد عندما بدا ياخذ من المسيحية .. / نقل من drghaly.com .
إضاءة : من الممكن أن كتبة القرآن ، أكتشفوا / بعد فوات الأوان ، خطأ ما سردوا بالقرآن من آيات ، حول تسمية أتباع المسيح بالنصارى - والصواب : هم مسيحيون وليسوا بنصارى ، ولكن كيف سيعالجون الأمر ! ، وما كتب قد كتب ! . وممكن أيضا كإحتمال ثان ، أن القرآن ، سرد مصطلح النصارى ، لغاية ! ، وهي ليقولوا : أن الأنجيل الأساس محرف / كما يزعمون ، وإن الأنجيل الأساس ، هو الأنجيل حسب العبرانيين ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة لحديث .. الولد للفراش وللعاهر الحجر
-
إضاءة تاريخية بين القرآن والمصحف ..
-
حدود الإسلام .. إضاءة
-
محمد .. بين القرآن وبين الأحاديث
-
رجال الدين - الدعاة .. تجارة العصر
-
إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة
-
قراءة ل حديث عبدالله بن عمر - قل أخذت من القرآن ما ظهر منه .
...
-
الشرع / الجولاني .. الرجل اللغز
-
زوجات الرسول .. واقع إشكالي
-
إضاءة في رحاب ثبات أو إنهزامية الفكر - من ذاكرة الحزب الشيوع
...
-
قراءة لحديث - أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين -
-
إضاءة .. حول خلق السماوات والأرض قرآنيا
-
قراءة للآية 52 من سورة آل عمران
-
قراءة لحديث - قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ -
-
قراءة لحديث الرسول لعمر : حتى أكون أحب إليك من نفسك
-
إضاءة في .. الجهل المقدس
-
إضاءة حول إسلام - النُبُوَّة - وإسلام الخلافة
-
إضاءة عن إفرازات التدين
-
خير الأمم !! .. أمة لا تقرأ
-
بين المحبة والسيف .. أضاءة
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان يشيد بالصحفيين لنقلهم الحقائق من غزة
-
المستوطنون يستبيحون المسجد الاقصى وسط إجراءات عسكرية مشددة
-
مالي: شهر على حصار العاصمة من قبل -جماعة نصرة الإسلام والمسل
...
-
قائد الثورة: الترويج للصلاة، واجب حتمي لاجهزة الدعوة الدينية
...
-
مستعمرون يعتدون على مواطن وزوجته ويسرقون محصول الزيتون غرب س
...
-
السعودية تعرض لأول مرة عملات إسلامية نادرة.. بينها أول دينار
...
-
كنيسة المخلص اللوثرية.. ثاني كنيسة بروتستانتية تبنى في القدس
...
-
مجلس التعاون الخليجي يدين اقتحام مسؤولين ومستوطنين إسرائيليي
...
-
هجوم على كنيس في مانشستر.. الشرطة تكشف ولاء المهاجم لتنظيم ا
...
-
بعد غياب عشر سنوات باسم يوسف يشعل مواقع التواصل بعد ظهوره في
...
المزيد.....
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
المزيد.....
|