أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - من عصر النبوة الى الأن صنع الحضارة ؟















المزيد.....

من عصر النبوة الى الأن صنع الحضارة ؟


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير من التساؤلات حول من صنع حضارة اليوم ، ومن شارك بها ، ومن كان دوره سلبيا ، ومن إستخدمها دون أن يضع حتى لبنة على عجلتها ، التي لا تتوقف ولا تهدأ .. سأسرد إضاءات مقتضبة ، على حال الدول الإسلامية - من بداية حكم الرسول الى الدولة العباسية ، مع لمحات على سبيل المثال وليس الحصر لكل حقبة ، من ثم سأضع قراءتي ، فخاتمة .
الحقبة المحمدية :
سيرة محمد المتوفي 11 هج ، لم تشهد سوى التالي : ورود القرآن وأحاديث محمد ، ونظرا لإختلاط الأحاديث بالقرآن قال محمد : ( لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) ، وكان الرسول مشغولا بنسائه ، وتقول المصادر " أن عدد زوجات الرسول 11 امرأة . توفيت منهن اثنتان في حياته ، وتوفي هو عن تسع "، وزواجه من الطفلة عائشة ، وكذلك بغزواته "عدد غزوات الرسول التي قادها بنفسه وشارك فيها بالقتال هي 19 غزوة ، وفقًا لابن باز " . وأعتقد أن من أهم لمحات هذه المرحلة هي قتل أسرى يهود بني قريضة / بتحكيم سعد بن عبادة ، وذلك لأنها ، سابقة دموية لنبي يقتل أسراه ( .. عندها نطق سعد بحكمه قائلًا : " إني أحكم فيهم أن تُقتل الرجال ، وتُقسم الأموال ، وتُسبى النساء والذراري ".. فأقر النبي حكمه ، وقال له : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات " ، أي أن حكمه كان موافقًا لحكم الله .. ) .

الخلفاء الراشدين :
هذه الحقبة تمتد من 11 هج – 40 هج ، أهم اللمحات : إجتماع سقيفة بني ساعدة / مبايعة الصديق ، بغياب الإمام علي ، الذي كان مشغولا بتحضير الرسول للدفن . كذلك إنشغال الخلفاء بحروب الردة ، وجمع القرآن في مصحف ، من ثم حرق كل نسخ المصاحف من قبل عثمان ، وإعتماد نسخة واحدة ، سميت بمصحف عثمان .. ومقتل معظم الخلفاء / عدا أبو بكر . أما مقتل عثمان من قبل مسلمي محمد ، وكان إشارة على أن بموت محمد ، إنتهت حقبة الدعوة ، وبدأ عصر السلطة ( وروى الحافظ ابن عساكر أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ، ولم يبق عنده سوى أهله : تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه ، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم ، إلا محمد بن أبي بكر الصديق/ البداية والنهاية ).

الدولة الأموية :
هذه الحقبة إمتدت ما بين سنة 41 – 132 هجرية ، من أبرز وأفجع أحداثها هو مقتل الحسين حفيد الرسول / سنة 61 هجرية ، في نزاعه على الخلافة في عهد يزيد بن معاوية / الذي حكم ما بين 60 – 64 هج ، وأرى أن هذه الحادثة أكدت من أن العرب في سبيل الحكم والسلطة لا يكترثون بقتل كل من يقف أمامهم ، وحتى وإن كان حفيد الرسول ، كذلك في هذه الحقبة إستحدث مبدأ التوريث ، فمعاوية بن أبي سفيان ، أورث إبنه يزيد والأخير أورث أبنه معاوية . الحدث الأخر " حين أمر الخليفة عبد الملك بن مروان بقِتالِ الصحابي عبد الله بن الزبير ، فزحف الحجاج الثقفي إلى الحجاز بجيشٍ كبيرٍ فضرب الكعبة بالمنجنيق  وقتل بن الزبير" ، ففي سبيل الحكم ليس من محرمات - حتى ولو كانت الكعبة . وتم غزو إسلامي للبلدان ، منها : بلاد فارس ، بلاد ما وراء النهر ، السند والهند ، الأندلس ، شمال إفريقيا وقبرص .. من أجل السبي والغنائم .

الدولة العباسية :
وأمتد حكمها من 750 – 1517 م ، من أبرز معالم هذه الدولة : إنشاء بيت الحكمة ، في زمن هارون الرشيد ، وأزدهر في زمن المأمون ، وكان مركزا لترجمة الكتب اليونانية في العلم والفلسفة للعربية ، من بين المترجمين البارزين : يوحنا بن ماسويه ، والحجاج بن مطر ، وحنين بن إسحاق وابنه إسحاق ، وحبيش الأعسم ، وقسطا بن لوقا ، وغيرهم / وكان العديد منهم من المسيحيين .." ، وتجدر الإشارة الى أن بيت الحكمة ، كان مركزا لترجمة حضارات معظمها أغريقية وليست إسلامية . حدث ثاني هو أن أمير المؤمنين الأمين كان لوطيا ( يقول ابن الأثير في "الكامل في التاريخ": لما ملك الأمين وكاتبه المأمون ، وأعطاه بيعته ، طلب الخصيان وابتاعهم وغالى فيهم ، فصيرهم لخلوته ليله ونهاره ، وقوام طعامه وشرابه ، وأمره ونهيه .. ورفض النساء الحرائر والإماء ، حتى رمى بهن ) . أما سقوط الدولة العباسية فكان على يد هولاكو – بعهد الخليفة الأخير / المستعصم بالله 609 – 656 هج ( ويذكر ابن العبرى ان فى منزل الخليفة المستعصم كانت الجوارى بحوالى 700 امرأة ومعهن 300 خادم خفى عندما أخرجهن هولاكو من دار الخلافة ) . واستمر الفتح - الغزو لأسيا الصغرى ، شمال أفريقيا وأوربا.. بدعوى نشر الإسلام والغرض الحقيقي كان السبي والغنائم.

القراءة :
* هذا لا يعني عدم وجود مفكرين وفلاسفة بالعهود سابقة الذكر ، خاصة العباسية منها ، ولكن معظمهم أما قتلوا أو كفروا أو أضطهدوا ، مثلا { ابن حيان :- عاش في العصر العباسي ، وهو من أبرع العلماء في الكيمياء ، ولقب نظير ذلك بـ”أبو الكيمياء”. لم يسلم من تهمتي الزندقة والكفر .. أبو نصر الفارابي في فاراب :- يعد من أبرز الفلاسفة في التاريخ الإسلامي ، وذاع صيته في الطب . ينسب لأبن تيمية قوله إن “الفارابي يزعم أن الفيلسوف أكمل من النبي” ، فكفره . ويقول ابن العماد في إن “ العلماء قد اتفقوا على كفر الفارابي وزندقته”. .. ابن سينا :- كان طبيبا بارعا ، لقبه البعض بـ”أبو الطب”. وصفه ابن القيم الجوزية بـ”الملحد ، بل رأس ملاحدة الملة” .. أبن رشد :- أشتهر بكتابه “ تهافت التهافت ” ، و” فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ”. الأخير أكد فيه على التفكير التحليلي كشرط لتفسير القرآن .. وأعتقد بقدم العالم وأزليته . اعتبره الحافظ الذهبي وأبن تيمية”، فيلسوفا “ ضالا ملحدا / نقل من مقال كريم الهاني - موقع مرايانا }.
* للأمانة في العصر الحديث ، برز رواد في مجال الفكر والأدب ك : طه حسين ، نجيب محفوظ ، العقاد ، سيد القمني ، هادي العلوي ، علي الوردي . وفي الشعر : الجواهري ، البياتي ، السياب ، أحمد شوقي وأحمد رامي ونزار قباني ..
*العقل العربي / تحديدا المسلم ، إنصهر عقله ، بصنمية الفكر الماضوي - لتفاسير الشيوخ ، أمثال : أبن تيمية ، الألباني ، أبن باز ، أبن عثيمين وحسن البنا .. وغيرهم . وباقي وعيه حجر عليه الدعاة أمثال : الحويني ، خالد الجندي ، محمد العريفي ، محمد حسان وعبدالله رشدي .. هذا الرهط بما يطرحون من سرديات وأحاديث ودعوات ، جعلوا من الفكر العربي للفرد المسلم ، يجنح بعيدا عن النظريات العلمية والتطور التكنولوجي وكل الإكتشافات الطبية - الذين لازالوا يؤمنون بالطب النبوي ، غافلين أن الحضارة الغربية ، بتقدمها الطبي ، هي التي أنقذت البشرية مثلا : من غياهب الطاعون والجدري .. وأقول أنه حتى علمائنا كان الفضل في تكوينهم المعرفي هو الغرب ،من العالم الفيزياوي عبد الجبار عبدالله الى أحمد زويل.

خاتمة :
1 . كل الحقب المذكورة ، كان من أهم ما يميز عصرها / عموما ، هو : إحتلال البلدان والتصارع على الحكم والسلطة ، وبالسلب والنهب والغنائم ، واللهو والمجون والجواري والغلمان .. ولم يوجد لهم وقت لشي إسمه " الحضارة " ! . 2 . هل لا حظ القارئ الموضوعي ، من خلال كل ما طرح في أعلاه ، أي معرفة علمية ، أو أي بناء أولي ، أو حتى أي محاولة ، من كل حقب الحكم الإسلامي ، كان يشكل إضافة علمية للبناء الحضاري الذي يشهده العالم اليوم .. الجواب المنطقي هو : " لا " .. لأجله أرى نحن أمة لم ولن تصنع الحضارة - ما دمنا نقدس فكريا وعقديا صنمية الماضي ، كما أننا لا زلنا أمة تستهلك ولا تنتج / إلا بعض الدول ، ولولا نعمة النفط لبقى حال " بعض دولنا " ، حال البدو الرحل ، الذين يتنقلون طلبا للعشب والماء .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحن في القرآن .. إضاءة
- تساؤلات حول الردة في الإسلام
- طوفان 7 أكتوبر .. أم إنتحار غزة - بعد وقف إطلاق النار
- المظلومية في التاريخ الإسلامي - إضاءة / الشيعة كحالة
- ملامح .. بين المسيحية والنصرانية في القرآن
- قراءة لحديث .. الولد للفراش وللعاهر الحجر
- إضاءة تاريخية بين القرآن والمصحف ..
- حدود الإسلام .. إضاءة
- محمد .. بين القرآن وبين الأحاديث
- رجال الدين - الدعاة .. تجارة العصر
- إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة
- قراءة ل حديث عبدالله بن عمر - قل أخذت من القرآن ما ظهر منه . ...
- الشرع / الجولاني .. الرجل اللغز
- زوجات الرسول .. واقع إشكالي
- إضاءة في رحاب ثبات أو إنهزامية الفكر - من ذاكرة الحزب الشيوع ...
- قراءة لحديث - أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين -
- إضاءة .. حول خلق السماوات والأرض قرآنيا
- قراءة للآية 52 من سورة آل عمران
- قراءة لحديث - قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ -
- قراءة لحديث الرسول لعمر : حتى أكون أحب إليك من نفسك


المزيد.....




- فالح الفيّاض: كان لفتوى السيد السيستاني دور حاسم في انتصار ا ...
- بابا الفاتيكان ينتقد خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. ماذا قال ...
- تحالف الدول العربية والإسلامية يضغط على الاحتلال بشأن غزة
- أميركا تشدد إجراءاتها ضد الإخوان.. ماذا فعلت؟
- ميلانشون يواجه اتهامات بالتواطؤ مع الإسلاميين في البرلمان ال ...
- هل يتذرع بعض السياسيين الفرنسيين بالدفاع عن العلمانية وقيم ا ...
- مسيحيو سوريا.. شهادات عن جرائم مروّعة
- معرض دولي -100 مغارة ميلاد في الفاتيكان- يعرض مغارات ميلاد م ...
- تقرير ألماني: المسلمون والسود يواجهون تمييزا ممنهجا في السكن ...
- تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بي ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - من عصر النبوة الى الأن صنع الحضارة ؟