مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 21:24
المحور:
الادب والفن
كنتُ أحدثك عن المعوزين ثقافيا وأنت تصغي، عيناك صوب نافذة ٍ لا تطل على شارع، بل على حيزٍ بين بنايتين. توقف لساني عن العوز والثقافة. سمعتك تخاطب نفسك: الحياة ُ جميلة ٌ ومبتورةُ الذراعين مثل تمثال فينوس، ثم غادرنا الغرفة والتحقنا بالمسافرين
قاصدين (بلخ) بعد أسبوعين ونصف نهار واجهنا خانٌ لم نره في سفرتنا قبل حولين، توهجت ْ فرحاً أساريرنا، كان الباب مواربا، دخلنا. المباغتة جعلتنا أجمعين نقول من فم واحد: لا مبيت لنا هنا، الخان مكتظ ٌ بالفراغ والصمت، فخرجنا اقتربنا من المشئمة واجهتنا أحصنةٌ من حصى، وعازفون مِن دخانٍ يتلوّن: أزرق، اخضر، أحمر، أصفر. من جهة الميمنة سمعنا صهيل خيول ولم تلمس أعيننا جسومها، شممنا رائحة الماعز ثم رأينا غبارَ تراكضها، ثم سمعنا ثغاء الماعز وعفيطها ونفيطها ونبيبها ولم نر ماعزةً واحدة. تراجعنا نحو باب الخان لنحتمي به مما نراه في هذا المكان، فتحنا الباب ودخلنا أجمعين ولطمتنا دهشتنا: واجهتنا صحراء شاسعة لا حد لها، يحرسَها عزفُ ناي ٍ بعيد
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟