رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 21:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العمل على منهج نحو عراقٍ مستدام من خلال رؤية شاملة لمواجهة أزمة المياه ، حيث يبدو بلد الرافدين يبقى بلا ماء قد يبدو أمراً لا يمكن تصوره؛ فالمياه هي شريان الحياة الذي يغذي الإنسان، والزراعة، والنظم البيئية. ولضمان تدفق هذه الحياة في أنهارنا وجداولنا، وتوفير مياه نظيفة وآمنة وبأسعار معقولة للأجيال القادمة، أصبح من الضروري الانتقال من مرحلة التوصيف إلى مرحلة العمل الممنهج. والبدء يكون بناء الأساس من خلال جمع البيانات وتشجيع البحث العلمي لإن الخطوة الأساسية لفهم حقيقة توفر المياه تكمن في بناء قاعدة بيانات رصينة مستمدة من المعطيات الحقلية، والبحوث العلمية، والمشاريع التجريبية. هذه البيانات ليست مجرد أرقام، بل هي الأداة التي سنستخدمها لتوعية المجتمعات وصناع القرار، والتأثير في السياسات والبرامج الاستثمارية لدعم التغيير الفعال. لذايتطلب الواقع الجديد تزويد الخبراء بالأدوات اللازمة لإدارة أنظمة المياه، مع التركيز على مفهوم "عدالة المياه". ويتحقق ذلك من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والمحلي لضمان حصص عادلة. وتمكين المجتمعات الريفية من وضع استراتيجيات تعزز مرونة أنظمة الصرف الصحي في مواجهة التغير المناخي.
ومعالجة أوجه عدم المساواة التاريخية وتحسين القدرة على تحمل تكاليف المياه. يمتلك العراق إمكانات مالية وبشرية هائلة وغير مستغلة في مجالات كفاءة الاستخدام وإعادة تدوير المياه في المناطق الحضرية. إن تفعيل هذه الحلول بالتعاون مع الاستشاريين من القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية، سيمكّننا من تحديد المسارات الأكثر تأثيراً وقابلية للتطبيق على نطاق واسع. والتاكيد على الحلول المستوحاة من الطبيعة بالشراكة مع الجامعات الرائدة، لابتكار أساليب ذكية ومثبتة توازن بين احتياجات الإنسان وحفظ التنوع البيولوجي. هذه الحلول المستوحاة من الطبيعة تمثل زخماً قوياً لإدارة المياه بشكل مؤسسي يضمن استدامة الموارد في ظل التقلبات المناخية القاسية. ان ما نحتاجه اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو توفر الإرادة السياسية لتحويل هذه الحلول إلى واقع ملموس وتوسيع نطاقها إلى أقصى حد. إن تظافر الجهود هو الضمان الوحيد لحصول الإنسان والطبيعة على المياه اللازمة لازدهارهما، ليبقى العراق حياً بمائه وعطائه.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟