أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية لحل أزمات المياه في العراق.؟














المزيد.....

أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية لحل أزمات المياه في العراق.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تزايد القيود المفروضة على الموارد المائية من قبل دول المنبع وبحجج مختلفة وتصاعد تضارب المصالح بين مختلف أصحاب المصلحة، وخاصة في وسط وجنوب البلاد باتت المشاركة في صنع القرار الخيار الأمثل لضمان إدارة فعّالة ومستدامة للمياه. ورغم أهمية إدارة احواض الأنهر كإدارة تشاركية، فأن النتائج لا يمكن أن تكون فورية أو «معجزة». فإلغاء تخصيصات المياه غير القانونية أو التعامل مع حالات تجاوز الاستهلاك، على سبيل المثال، ما يزال يتطلب مراجعات قانونية وإجراءات قضائية. كما أن أي سياسة جديدة ينبغي أن تنال قبول المجتمع المتأثر بها والمتضرر منها؛ فلا يمكن اتخاذ قرار مركزي من الأعلى ثم وصف مشاركتهم في تنفيذه بأنها "مشاركة". وحتى النماذج السابقة للحكم التشاركي لا يمكن تطبيقها آليًا دون مراعاة الظروف الاجتماعية الراهنة في العراق. أن أزمات المياه الراهنة لم تعد تهدد محافظة أو مدينة بعينها، بل باتت تمس مستقبل ما يقرب جميع سكان المناطق الحضرية وكامل القطاع الزراعي والصناعي، في بلاد ما بين النهرين حيث لا تتوفر لهم ضمانات للحصول على مياه شرب آمنة بصورة مستدامة وتامين الغذاء الكافي واستمرار عجلة الصناعة وخاصة الصناعات النفطية. وفي ظل هذه الأوضاع، يبرز السؤال الذي يؤكد على الإدارة التشاركية للموارد المائية، والتي لها القدرة على إحداث تغيير حقيقي.
أن إدارة احواض الأنهر التشاركية قادرة بالفعل على إحداث تحولات جوهرية، لكنها مرهونة بإزالة العقبات المؤسسية ورفع التجاوزات ومحاسبة المقصرين. لذا بات من الضرورة القصوى العمل على تطبيق فكرة مشاركة المستخدمين في إدارة موارد المياه، عبر منح صلاحيات تشغيل محدودة لجمعيات مستخدمي المياه. وتطوير الفكرة في الخطط اللاحقة لتشمل تشكيل مؤسسات مجتمعية على مستوى الأحواض المائية، ثم تعزيز هذه الجمعيات وتقنينها في الخطط الزراعية، والعمل على توسّع الإطار ليشمل فئات أوسع من أصحاب المصلحة، كالقطاع الصناعي، والتعدين، والخدمات، إضافة إلى قطاع الزراعة، مع التركيز على محاور ثلاثة، الإدارة المتكاملة، ورفع الإنتاجية، وإصلاح أنماط الاستهلاك. لأنه كلما اشتدت ضغوط الموارد المائية وتعاظم تضارب المصالح، ازدادت الحاجة إلى إدارة تشاركية حقيقية. لكن تغيير العادات والسلوكيات ليس أمراً سريعاً وسهلاً؛ فالمجتمعات التي اعتادت الحصول على المياه الوفيرة لها او المنقولة من مناطق أخرى كلما قلت الموارد المائية لن تغيّر سلوكها بسهولة ما لم تتغير سياسات الحوكمة نفسها. ومما يؤسف له بان وزارة الموارد المائية اعتمدت نظرياً فكرة الدراسة الاستراتيجية للموارد المائية والأراضي، وكذلك الإدارة التشاركية من خلال جمعيات مستخدمي المياه، غير أن ما ينبغي تنفيذه على أرض الواقع لم يتحقق بعد، ولم تُستكمل الخطوات الثقافية والمؤسسية اللازمة لإنجاحها. وان التصريحات الحكومية في هذا المجال جيدة من حيث الصياغة، لكنها بقيت مجرد نصوص على الورق دون ترجمتها إلى ممارسات.
وجود متجاوزين على الحصص المائية والأراضي الزراعية قد تشكل ما يسمى "مافيا مياه"، في البلاد لأن المشكلة الحقيقية تكمن في الهياكل المؤسسية المتضاربة داخل الوزارات المعنية بالشأن المائي، حيث تتداخل أدوار الجهة المنظمة للموارد المائية مع أدوار المتجاوزين على المياه، مما يعيق التخطيط بعيد المدى ويقوّض الثقة بين الوزارات والمجتمع. وعندما تعلن الوزارة عن ندرة المياه وتطالب المجتمع بالترشيد، يجد المواطنون أن بعض الفئات مثل الصناعات النفطية أو الجهات ذات النفوذ السياسي تحصل على استثناءات أو معاملة تفضيلية. وهذا بدوره يعزز الاعتقاد بأن «حصة البعض يذهب لصالح الآخرين». كما يؤدي غياب الشفافية إلى تآكل مصداقية القرارات الحكومية.
نحن كخبراء نرى بأن حل أزمات المياه تتجاوز الحلول التقنية البحتة. فحتى لو أمكن جلب المياه من مصادر بعيدة أو بتقنيات متقدمة، فإن غياب الإدارة الرشيدة والاستخدام الاجتماعي القائم على المشاركة سيُبقي المشكلة قائمة. لذلك تُعد المقاربات التقنية والاجتماعية متكاملة وغير قابلة للفصل.
ولان التنمية المستدامة التي تقوم على ثلاثة أبعاد مترابطة الاقتصاد، والمجتمع، والبيئة. فالتنمية لا تتحقق في منطقة التقاء هذه الدوائر الثلاث فحسب، بل إن كل نشاط اقتصادي يعتمد في النهاية على المجتمع، وكل نشاط اقتصادي واجتماعي يعتمد على البيئة. أي أن إدارة الموارد المائية ليست مجرد مسألة هندسية، بل عملية اجتماعية–اقتصادية–بيئية في المقام الأول. ويمكن التأكيد بان أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية هي المفتاح الأساسي لحل أزمات المياه في العراق، متجاوزةً الحلول التقنية البحتة إلى معالجة الأبعاد الاجتماعية والحكومية للمشكلة. على الرغم من أن المشاركة ضرورية في إدارة المياه، لا سيما مع تفاقم ندرة المياه وتضارب المصالح، إلا أنه ليس من السهل تجميعها وتنفيذها. لا تتمثل العقبات الرئيسية في نقص الخطط التقنية أو الوعي العام، بل في قضايا هيكلية متجذرة، بما في ذلك تضارب المصالح المؤسسية بين الوزارات المعنية بالشأن المائي، وانعدام الشفافية، وغياب ثقة الجمهور لذلك، يعتمد التنفيذ الناجح على إصلاحات جوهرية مواءمة الاستراتيجيات الوطنية رفيعة المستوى، ومراجعة القوانين المتناقضة، وإنشاء نظام شفاف وخاضع للمساءلة، حيث يمكن للعمل التشاركي الحقيقي أن يحل محل السياسات المتناقضة والممارسات غير المستدامة. في الملف المائي في العراق كدولة مصب.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل المياه العذبة في العراق: تحديات متصاعدة وفرص ممكنة
- سدود دول المنبع والمخاطر الجيولوجية والزلزالية الناتجة عن حج ...
- العراق انتخب... ومستقبل مواردها المائية ينتظر: هل سيستمر الت ...
- تأثير الانتخابات العراقية على مستقبل موارد العراق المائية
- العراق بين تشخيص فجوة الطموح المائي وتنفيذ التزامات دول المن ...
- العراق بحاجة إلى خطط عاجلة لضمان أمنها المائي والغذائي.؟
- مقاربة واقعية بقدر ما هي حادة في نقدها للسياسات المائية الإق ...
- نحو دبلوماسية مائية وقائية وتوصيات لحوكمة مستدامة لمعالجة مخ ...
- الاتفاقية الاطارية مع تركيا فرطت بحقوق العراق المائية ومست س ...
- المياه في العراق من حاجة أساسية الى مصدر قلق إنساني وسياسي.؟
- العراق بين الفرص والمخاطر في إدارة مواردها المائية بحوكمة رش ...
- العراق بين العوامل المناخية والهيدرو سياسية والزراعية والحوك ...
- الهيدروقراطية: دراسة العلاقة بين القوة والسياسة وإدارة الموا ...
- البيانات الموثوقة أحد أهم تحديات أدارة مواردنا المائية...لأن ...
- البعد الهيدرو سياسي في السياسة التركية كدولة منبع لنهري دجلة ...
- العراق وأزمات المياه: هل يتحول العطش العراقي إلى فرصة لإعادة ...
- من سبل استدامة المياه في العراق اتباع النهج المبتكرة لإدارة ...
- في مواجهة التحديات.. إدارة مواردنا المائية ركيزة أساسية لاست ...
- المياه الجوفية: المورد المخفي ومأساة الاستخراج الجائر في الع ...
- أزمات المياه في العراق بين الواقع والتأويل الإعلامي.؟


المزيد.....




- محاولات لنقل حوت عنبر نافق طوله 50 قدمًا.. شاهد صعوبة العملي ...
- سفير طهران في السعودية يكشف تفاصيل رسالة الرئيس الإيراني إلى ...
- الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا على طاولة قمة العشرين.. والكرم ...
- خطة السلام الأمريكية ـ موسكو تدعو للتفاوض وكييف تتمسك بوحدة ...
- قادة أوروبا يؤكدون دعمهم الثابت لأوكرانيا ويبدون تحفظات على ...
- تونس: احتجاجات على التضييق الإعلامي
- هل تتحول بوصلة العقوبات الغربية إلى جورجيا؟
- الغزيون يواجهون أزمة نقص الوقود والغاز ببدائل ضارة بالصحة
- أوضاع إنسانية قاسية للنازحين من الفاشر لبلدة طويلة
- نص خطة ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية لحل أزمات المياه في العراق.؟