أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق بين الفرص والمخاطر في إدارة مواردها المائية بحوكمة رشيدة.؟














المزيد.....

العراق بين الفرص والمخاطر في إدارة مواردها المائية بحوكمة رشيدة.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إهمال معالجة مشاكل وازمات موارد المياه بحلول وحوكمة رشيدة يُقرب البلاد من خطر الوقوع في حلقة مُفرَغة، حيث يزداد الطلب والحصول على المياه، مما يقوّض بشكلٍ أكبر استقلالية البلاد السياسية وقدرتها على رسم سياساتها الداخلية وحتى الخارجية. كذلك، فإن هيمنة تركيا وإيران على المياه الدولية المتشاركة ستمنحها قدرات كبيرة في التحكم في الايرادات المائية الى العراق كدولة مصب. وفي الوقت نفسه، سيصبح العراق التي تفتقر إلى بنى تحتية متينة للموارد المائية أكثر اعتمادًا على دول المنبع في ضمان امنها المائي والغذائي. ومن شأن ذلك أن يسرّع من وتيرة التهميش للتنمية المستدامة ورفاهية المجتمع العراقي، ويقلّل من أهميّة ودور العراق في النظام الإقليمي والدولي المتغيّر. فهل سيطلق العراق بالفعل مبادرات طموحة في هذا الإطار، وتستثمر بشكل فعلي في تأهيل البنية التحتية لمشاريع المياه والعمل على تطوير المواهب المحلية في استخدام التقنيات الحديثة والذكية في قطاعي المياه والزراعة. وحتى إذا لم تحقّق هذه المبادرات سوى نجاحٍ جزئي، فمن المرجّح أن يحظى العراق بمجموعةٍ أكبر من الخيارات السياساتية لإدارة الاضطرابات المناخية والأزمات المائية من الجفاف والفيضان مقارنةً مع السنوات الماضية، وذلك بفضل مواردها المالية الضخمة ومواردها البشرية الكفوءة.
ولان الموارد المائية هي المحرّك الرئيسي للنمو والتنمية الاقتصادية اليوم وفي المستقبل، فمن المرجّح أن تتفاقم أوجه التفاوت الإقليمي بين العراق كدولة مصب ودول المنبع، ما سيعمّق الاختلالات القائمة ويُسرّع مسار إعادة ترتيب المشهدين الهيدروسياسي والجيوسياسي في المنطقة لصالح دول المنبع. وقد تصدّرت هذه الأخيرة، المشهد وخاصة تركيا من خلال استثماراتها في تقنيات الري والزراعة الحديثة وإنشاء البنى التحتية والمنظومات الداعمة لها. وتُعدّ هذه الجهود جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات تقوية الاقتصاد الهادف إلى تنويع مصادر الإيرادات. وإلى جانب التنويع، تسعى هذه الدول إلى أن تصبح مراكز وسلال غذاء لدول المنطقة، بما يتيح لها التأثير في المعايير المُعتمَدة في هذا المجال، والتحكّم بالوصول إلى استثمارات ضخمة، وممارسة قوة ناعمة قائمة على استغلال موارد المياه وتشجيع تجارة المياه الافتراضية.
وعلى النقيض من دول المنبع، تخلّف العراق كدولة مصب، عن مواكبة هذه التطوّرات. ومع ذلك، يُدرِك العراق أهمية ضمان مواردها المائية الآن وفي المستقبل، وهي تبذل جهوداً متواضعة لوضع استراتيجيات في هذا المجال مع التركيز على تدريب القوى العاملة والاستفادة من تجارب دول المنبع والدول الاخرى كمحرّك لتنمية البلاد في المرحلة المقبلة.
ولكن، على الرغم من هذه الجهود، ما زال العراق يعاني من أوجه قصور حادّة ناجمة عن أزمات المياه، وقيود الميزانية، والضغوط التضخمية، ومحدودية المشاريع المنفذة، والضعف الهيكلي في مؤسساتها واقتصاداتها، فضلًا عن البيئة السياسية التي لا تزال غير مستقرة غالبًا. ونتيجةً لهذه العوامل، يتطلب العمل على بناء منظومات الابتكار والأُطُر التنظيمية اللازمة، التي تتطلّب بنى تحتية قوية، وقوى عاملة ماهرة، واستثمارات مع القطاع الخاص. لتوفير بيئة تجذبها الحوافز المالية، ومنظومات الابتكار الراسخة، والاستقرار، والأُطُر التنظيمية الأكثر فاعلية.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين العوامل المناخية والهيدرو سياسية والزراعية والحوك ...
- الهيدروقراطية: دراسة العلاقة بين القوة والسياسة وإدارة الموا ...
- البيانات الموثوقة أحد أهم تحديات أدارة مواردنا المائية...لأن ...
- البعد الهيدرو سياسي في السياسة التركية كدولة منبع لنهري دجلة ...
- العراق وأزمات المياه: هل يتحول العطش العراقي إلى فرصة لإعادة ...
- من سبل استدامة المياه في العراق اتباع النهج المبتكرة لإدارة ...
- في مواجهة التحديات.. إدارة مواردنا المائية ركيزة أساسية لاست ...
- المياه الجوفية: المورد المخفي ومأساة الاستخراج الجائر في الع ...
- أزمات المياه في العراق بين الواقع والتأويل الإعلامي.؟
- من حلول أزمات المياه في العراق على الحكومة إعطاء الأولوية لل ...
- بولي أكريليت البوتاسيوم يضمن نجاح الزراعة الديمية في العراق ...
- السبيل الى تأمين مستقبل العراق المائي.؟
- إدارة الطلب والتفاعل مع الأزمات المائية كالتزام حكومي ثابت و ...
- مشاكل البصرة المائية واستكشاف أساليب تحديد المناطق الحرجة لب ...
- مستقبل إدارة المياه في العراق والتغلب على التحديات بحلول قاب ...
- إعادة النظر في هيكلية وزارتي الموارد المائية والزراعة سيتم ا ...
- من إدارة النهج القطاعي للمياه الى الإدارة المتكاملة للموارد ...
- الغطاء الأخضر استدامة للدورة الهيدرولوجية وإزالة الكربون من ...
- كي لا يبقى العطش قدراً مفروضاً على العراقيين.؟
- العراق بين التحديات الطبيعية والبشرية ليست مجرّد موسم جفاف ع ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما حدث بعد انهيار جزء من مبنى شاهق في نيويورك
- تهديد بوجود قنبلة يغلق مهرجان أكتوبر في ميونيخ بعد وقوع انفج ...
- العثور على جثة سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا ميتا في فناء أحد ...
- توقيف ثلاثة أشخاص في برلين يُشتبه بانتمائهم لحماس والتخطيط ل ...
- واشنطن تتعهد بـ-ضمان أمن قطر- بعد الضربة الإسرائيلية
- المغرب: التغطية الإعلامية لاحتجاجات -جيل z-
- -أسطول الصمود- يؤكد مواصلة رحلته إلى غزة رغم -مناورات ترهيب- ...
- مطالب بحماية أسطول الصمود وإسبانيا تحذر إسرائيل من تهديده
- وزير الحرب الأميركي يثير جدلا بالمنصات لرفضه وجود بدناء بالج ...
- احتفاء اللوبي الإسرائيلي بخطة ترامب لغزة


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق بين الفرص والمخاطر في إدارة مواردها المائية بحوكمة رشيدة.؟