رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق في ظل تغيرات المناخ وتطور التكنولوجيا الحديثة وتغير الأجواء السياسية، وتقلب الاقتصاديات المحلية والعالمية، وتغير الاحتياجات الاجتماعية السريعة لا يزال يعيش في زمن خطط تقليدية جامدة، وايام الوفرة المائية والفيضانات التي كانت تهدد العاصمة بغداد، وفي ظل كل هذه التغيرات لابد للعراق ان يفكر نحو المستقبل والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل والاستفادة من دروس الماضي، والعمل على الاستعداد له بركائز أقوى ومرونةً في التصميم والاستعداد له بدلًا من مقاومة التغيير، لا تزال خطط العراق الزراعية وتقسيم الحصص المائية تقليدية جامدة وتعتبرها خطط مثالية، ولكن الواقع الحالي والمستقبلي يقول غير ذلك، ولا تضع عدم اليقين والسيناريو الأسوء في حساباتها، ولا يتوقعون التغيير في مثل هذه السياقات. مع شديد الأسف الدراسة الاستراتيجية لموارد المياه والأراضي 2015- 2030 لم ترسم خرائط مستقبلية متعددة الجوانب لاستشراف وتخطيط السيناريوهات للنظر في احتمالات مختلفة لمستقبل موارد العراق المائية خلال هذه الفترة مما أفقد العراق بناء استراتيجيات تكيفية وتصميم خرائط طريق تُتيح مجالًا للتكرار وتصحيح المسار. والازمة المائية الحالية لهذا العام 2025 وفقدان العراق لخزينه الاستراتيجي في خزانات السدود والبحيرات وضع البلد على شفا كارثة انسانية بدخول العراق مرحلة نقص المياه الشديد بعد تراجع مخزونه المائي إلى أقل من 8 مليارات متر مكعب، وسط جفاف مستمر وانخفاض واردات الأنهار. مما سبب في الغاء مواسم زراعية، فيما تتصاعد المخاوف من موجات نزوح بسبب الجفاف وتزايد الضغوط المعيشية لأكثر من سبعة ملايين عراقي باتوا مهددين بشكل مباشر بنقص المياه، فيما اتسعت رقعة التصحر لتشمل 39% من أراضي البلاد.
اعتماد البلاد بنسبة 70% على الموارد المائية الوافدة من تركيا وإيران، جعلها رهينة لسياسات دول التشارك المائي إلى جانب تداعيات التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، لتصبح الأزمة المائية اليوم التحدي الأخطر للأمن الاقتصادي والاجتماعي في العراق..
ولكل هذه الأسباب كان على العراق الاستعداد على التنبؤ بالمستقبل الدقيق لموارده المائية، بل على بناء القدرة على الاستجابة عند حدوث ما هو غير متوقع من نقص في الإيرادات المائية.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟