أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توصيف (النكبة البيئية).؟














المزيد.....

الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توصيف (النكبة البيئية).؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محافظة البصرة على شط العرب ملتقى نهري دجلة والفرات الغنية بالنفط والمياه سابقًا، تعاني الآن من أزمات مياه خانقة، تتداخل فيها عوامل الطبيعة الصحراوية القاسية مع إخفاقات الإدارة وتراكمات الإهمال. تواجه البصرة اليوم أزمة مركبة من مياه مالحة ملوثة، أدت إلى تلف أراضٍ زراعية ونفوق المواشي، وبات السكان يشترون المياه كما لو كانت سلعة نادرة.
وهذا التدهور في كمية ونوعية الموارد المائية في البصرة لم تكن وليدة أزمة مياه مفاجئة، بل هي حصيلة عوامل متشابكة بدأت بالظهور تدريجيًا، حتى وصلت إلى مستويات تهدد الحياة اليومية في المدينة.
وهذا الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توصيف (النكبة البيئية)” المياه الملوثة والمالحة تسببت في موجات تسمم، ونفوق واسع للمواشي، وتدمير مساحات زراعية كبيرة، حيث أن “البنية البيئية في البصرة تُستنزف من ثلاث جبهات: المياه، والانبعاثات النفطية، ومواقع الطمر غير المنظمة، ما يُشكل بيئة غير صالحة للعيش البشري أو الحيواني”.
هناك من خسائر متراكمة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، قد تكون آثارها طويلة الأمد في حال غياب التدخل العاجل. فتظل هذه التحديات، وتتضح صورة أزمة المياه الملوثة التي تدمر الزراعة، وتقتل الماشية، وتنشر الأمراض، وتفرض عبئًا ماليًا على السكان، وسط ضعف حكومي ملحوظ في الاستجابة، وغياب الخطط الاستباقية. إن مسؤولية أزمة العطش في البصرة تقع على عاتق الطبيعة وسوء الإدارة، فعوامل مثل تغير المناخ، وتحكم دول المنبع، تركيا وإيران، بتدفق المياه نحو العراق، أسهمت في تقليص مناسيب دجلة والفرات، ما زاد من الملوحة والضغط على شط العرب والتي تتصدر واجهة الأزمة، خصوصًا مع بدايات فصول ومواسم الصيف، حيث تتراجع الإطلاقات المائية القادمة من دجلة، ويمتد اللسان الملحي عبر شط العرب ليصل إلى قلب المدينة.
ولكن يبقى العامل الإداري صاحب المسؤولية الأثقل، نتيجة ضعف إدارة الموارد المتوفرة، وغياب الرؤية في تطوير البنية التحتية أو تنفيذ مشاريع التحلية الضرورية. لأن “التقاعس الإداري، وعدم وجود تنسيق فعّال وتكامل في العمل بين الوزارات والحكومات المحلية، جعل الأزمة تتفاقم عامًا بعد عام، وتهدر الجهود والأموال دون جدوى، حتى باتت تهدد الحياة في المدينة بشكل مباشر.”
حيث لم يعد العطش في البصرة مجرد معاناة موسمية، بل تحول إلى خطر يومي يهدد صحة السكان، ولقمة عيشهم، وكرامتهم المعيشية، فمع تفاقم ملوحة المياه وتلوثها، والمياه بلونها الأصفر ورائحتها الكريهة، لم تعد آمنة حتى لغسل الأواني باتت الاحتياجات الأساسية – من شرب وطبخ وغسيل –، ما اضطر العائلات لشراء الماء بأسعار مرتفعة لجميع احتياجاتها اليومية معتمدين على “تناكر الماء” التي تُباع بأسعار باهظة، تُثقل كاهل العائلات محدودة الدخل. هذه الخسائر المتراكمة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، قد تكون آثارها طويلة الأمد في حال غياب التدخل العاجل.
لان تفاقم أزمات
بعد سنوات من تفاقم الأزمة وتراكم آثارها، من المياه الملوثة التي تدمر الزراعة، وتقتل الماشية، وتنشر الأمراض، وتفرض عبئًا ماليًا على السكان، وسط ضعف حكومي ملحوظ في الاستجابة، وغياب الاجراءات الاستباقية والخطط المتكاملة بدلًا من انتظار الكارثة. لذا لم يعد الحديث عن “أزمة مياه البصرة” مجرد توصيف لحالة طارئة، بل ضرورة ملحّة تتطلب خطة متكاملة لإنقاذ شامل، تبدأ من الإقرار بالأخطاء وتحديد الأولويات، وصولًا إلى تنفيذ حلول واقعية قابلة للتطبيق.
ورغم الجغرافيا القاسية، مثل امتداد اللسان الملحي من الخليج العربي إلى عمق شط العرب، التي تشكل عائقًا حقيقيًا، بسبب غياب الإطلاقات المائية من دجلة والفرات، وهو ما يحدث نتيجة عوامل إدارية وسياسية. ولكن “المشكلة ليست فقط في الطبيعة، بل في إدارة الأزمة، وفشل الحكومة العراقية في تأمين حصص مائية كافية، ومواجهة التجاوزات الداخلية والخارجية على المياه، ما جعل المشكلة في جوهرها إدارية – وإن اتخذت شكلًا جغرافيًا”. لذا “ما لم تكن هناك استجابة استراتيجية، فإن ظمأ البصرة سيتحول إلى تهديد دائم، والتلوث سيُحكم قبضته على مستقبل المحافظة”. وللتعامل مع الكارثة، يمكن تنقسم الخطط إلى خطوات عاجلة ومتوسطة المدى:
o على المدى القصير، يجب توفير مياه شرب آمنة عبر وحدات تحلية متنقلة، وتكثيف الرقابة على جودة المياه، وإطلاق حملات توعية للمواطنين.
o أما على المدى المتوسط، فيتوجب استكمال المشاريع الكبرى لتحلية المياه، وتحسين البنية التحتية، وتفعيل التنسيق مع دول المنبع لضمان إطلاقات مائية عادلة، بالإضافة إلى دعم الزراعة بتقنيات مقاومة للملوحة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل شبح الفقر المائي بات يُخيم على بلاد الرافدين.؟
- المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟
- الأمن المائي وأمن الماء في العراق والتطورات الداخلية والإقلي ...
- جفاف الأنهار وخزانات السدود وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وا ...
- دور الجاموس في الاهوار العراقية في التوازن البيئي.؟
- الإدارة المتكاملة للموارد المائية النهج الأمثل والخطوة الأسا ...
- تحلية المياه في العراق هل هو - ضرر ضروري- أم ضياع لحقوق العر ...
- إرساء إدارة فعالة لمواردنا المائية كفيل بتذليل التحديات التي ...
- سياسات دول التشارك المائي وسوء إدارة المتوفر من المياه وتغير ...
- مستقبل إدارة المياه في العراق: التغلب على التحديات بحلول قاب ...
- تفعيل الدبلوماسية المائية مع الاتحاد الأوربي لضمان حقوق العر ...
- نهج -الإدارة المتكاملة للموارد المائية- السبيل الى حلحلة ازم ...
- صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكس ...
- تقادم عمر السدود العراقية ومستقبل الخزين الاستراتيجي من المي ...
- المطلوب أن يكون للعراق رؤى واضحة الى العام 2050 لأداره موارد ...
- متى يتحول العراق من خطاب التصريحات والاجتماعات إلى الحقائق ا ...
- الجفاف وسوء الأدارة لموارد المياه وتغير المناخ وتحكم دول الم ...
- ما السبيل الى صياغة مستقبل مستدام للأهوار العراقية التي بدأت ...
- يسرُ مركز -نهرين- للسياسات المائية وتغير المناخ طرح هذا المق ...
- الاحتكار تفكك ادوات التنمية وتنقلها من فضاءات النمو والتطور ...


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توصيف (النكبة البيئية).؟