أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - إعادة النظر في هيكلية وزارتي الموارد المائية والزراعة سيتم الانتقال من الهياكل المجزأة إلى إدارة الاحواض المترابطة وأحد الحلول لازمات المياه المتفاقمة في البلاد من أجل الابتكار والحوكمة الرشيدة.؟














المزيد.....

إعادة النظر في هيكلية وزارتي الموارد المائية والزراعة سيتم الانتقال من الهياكل المجزأة إلى إدارة الاحواض المترابطة وأحد الحلول لازمات المياه المتفاقمة في البلاد من أجل الابتكار والحوكمة الرشيدة.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسم الوضع المائي في العراق بالتعقيد وعدم اليقين وعدم الترابط، بسبب البنية التقليدية للمؤسسات والهيئات في تشكيلات وزارتي الموارد المائية والزراعة والبعيدة نوعا ما عن وتيرة التحول التكنولوجي المتسارع في مجمل مناحي الحياة ومنها المياه والأراضي والزراعة والري. وللازدهار في بيئة كهذه، يجب التفكير جدياً بإعادة النظر في هيكلية تشكيلات الوزارتين لتجاوز أزمات المياه وتدهور الأراضي الزراعية وتملحها وضمان الامن المائي والغذائي للبلاد، وإعادة تصور لنظم العمل والتعليمات الداخلية وهياكل المساءلة الخاصة بها، والانتقال من التسلسلات الهرمية الجامدة والمعزولة إلى أنظمة تتعامل مع احواض الأنهار كي تكون مرنة ومترابطة. لا يتطلب هذا التحول تغييرات هيكلية فحسب، بل يتطلب أيضًا تحولات ثقافية وعقلية.
التركيز ضمن الهيكل الجديد هو التأكيد على المساءلة من خلال منهجية الرقابة والامتثال والقدرة على التنبؤ بتغير المناخ وتحليل شامل لسياسات دول المنبع. لان هذه الخطوة ستكون ركيزة أساسية للاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وتشجع على الابتكار والابداع والإخلاص في العمل. لتكون المؤسسات أكثر استعدادًا للابتكار وتبني الحوكمة الرشيدة لإدارة مواردنا المائية، وهذا يتطلب
التحول من التخطيط القصير الأمد إلى سياسات واستراتيجيات بعيدة المدى. فبدلًا من الاعتماد فقط على الخطط السنوية ومؤشرات الانتاج الموسمي للخطط الزراعية الشتوية والصيفية الثابتة، يمكن للهيكل الجديد المعتمد على الإدارة المتكاملة لموارد المياه اعتماد دورات تكرارية من التجريب والتغذية الراجعة والتعديل. وهذا يتماشى مع الحوكمة الرشيدة، حيث لا تُقاس المساءلة بحجم الإنتاج من المحصول فحسب، بل أيضًا بالقدرة على الاستجابة الفعالة للاحتياجات الناشئة للغذاء في البلاد.
وهنا تبرز الحاجة الى البدء بنظام لامركزية لصنع القرار لتمكين الجهات الفاعلة في التخطيط من انجاز خططهم المرسومة. لأنه غالبًا ما ينشأ الابتكار خارج إدارة الوزارة، حيث يكون الأفراد أقرب إلى المشاكل والفرص في ميدان العمل. إن تمكين هذه الجهات الفاعلة من سلطة صنع القرار مع الحفاظ على توافق واضح مع التعليمات الأساسية الصادرة من الوزارة يُسهم في تحقيق الاستجابة والمسؤولية.
وفي إدارة الاحواض المائية سيكون استخدام الأدوار، لا المناصب، كركائز أساسية، بدلاً من توصيفات وظيفية ثابتة. يتيح ذلك للأفراد المساهمة في مشاريع متعددة، وتشكيل فرق ديناميكية استجابةً للفرص الناشئة. وهذا ما يساعد على تعزيز ثقافة الثقة والمعاملة بالمثل. تتطلب أشكال الحوكمة الرشيدة الثقة لتحل محل الرقابة. عندما يثق الأفراد في نوايا بعضهم البعض وكفاءتهم، يكونون أكثر ميلاً لمشاركة الموارد والمعلومات والفرص دون احتكاك بيروقراطي.
وفي إدارة الاحواض النهرية يكون التوجه نحو الإدارة المائية المشتركة، وإشراك الشركاء والمستفيدين والمجتمعات في عمليات صنع القرار. وهذا يُحوّل كفة الإدارة المائية من عملية داخلية بحتة إلى عملية مشتركة بين المحافظات والدول المتشاطئة بشكل أسرع وأوسع. وهذه الخطوات سوف تسهل من عملية تتبع الأداء المالي والتشغيلي، وبالتالي قياس إداء إدارة الحوض النهري على الابتكار والابداع، مثل التعاون متعدد التخصصات، ومعدلات التجريب، وتكامل التعلم.
على الرغم من ان الاستجابة من الواقع التقليدي للتحديات الجديدة في إنشاء إدارة متكاملة للمياه قد يؤدي ذلك إلى تركيز قصير المدى، إلا أنه قد يخلق ركيزة اساسية في بناء نظام مائي مرن ومترابط وبالتالي يُشجع على التعاون المتماسك والفائدة للجميع.. تبني "التفكير بان المياه حق للجميع والاسراف في الاستهلاك فيه ضرر للجميع". سيجعل من ادارات الاحواض النهرية الرئيسية والثانوية كجزء من شبكة مترابطة من الجهات الفاعلة والموارد والتدفقات المائية والمالية. ويساعد هذا المنظور القائمين على إدارة الاحواض النهرية على رؤية أين يُثمر التعاون وتكون ذات قيمةً أكبر من مبدا السيطرة على موارد المياه، وأين يتحقق التوافق من خلال الهدف المشترك بدلاً من التوتر والنزاع. وبهذا ننتقل من الإدارة الى الحوكمة الرشيدة، وفي صميم هذه التحولات، يكمن التحول من اعتبار الادارة وظيفةً تنازليةً إلى تبني الحوكمة الرشيدة - التزامٌ من جميع الجهات الفاعلة بحماية موارد المياه المتاحة على المدى الطويل. في إدارة احواض الانهار، تكون المساءلة جماعية، والتعلم مستمر، والابتكار مسؤولية مشتركة.
من خلال التوجه نحو تعاون رابح - رابح، وكذلك ستكون المساءلة متعددة الأطراف، وتعاون قائم على حماية البيئة ومكوناتها، وبهذه هذه الهيكلية الجديدة سيكون الاستعداد للابتكار أمرا للتنافس والابداع مع الحفاظ على مياه ذات جودة جيدة وبيئة نظيفة وتنوع احيائي. المستقبل يكون لمن يستطيع إدارة موارد المائية خاصة في ظروف مناخية متطرفة وقاسية، بمرونة وإبداع ليعم الازدهار والتطور عموم المنطقة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من إدارة النهج القطاعي للمياه الى الإدارة المتكاملة للموارد ...
- الغطاء الأخضر استدامة للدورة الهيدرولوجية وإزالة الكربون من ...
- كي لا يبقى العطش قدراً مفروضاً على العراقيين.؟
- العراق بين التحديات الطبيعية والبشرية ليست مجرّد موسم جفاف ع ...
- الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توص ...
- هل شبح الفقر المائي بات يُخيم على بلاد الرافدين.؟
- المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟
- الأمن المائي وأمن الماء في العراق والتطورات الداخلية والإقلي ...
- جفاف الأنهار وخزانات السدود وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وا ...
- دور الجاموس في الاهوار العراقية في التوازن البيئي.؟
- الإدارة المتكاملة للموارد المائية النهج الأمثل والخطوة الأسا ...
- تحلية المياه في العراق هل هو - ضرر ضروري- أم ضياع لحقوق العر ...
- إرساء إدارة فعالة لمواردنا المائية كفيل بتذليل التحديات التي ...
- سياسات دول التشارك المائي وسوء إدارة المتوفر من المياه وتغير ...
- مستقبل إدارة المياه في العراق: التغلب على التحديات بحلول قاب ...
- تفعيل الدبلوماسية المائية مع الاتحاد الأوربي لضمان حقوق العر ...
- نهج -الإدارة المتكاملة للموارد المائية- السبيل الى حلحلة ازم ...
- صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكس ...
- تقادم عمر السدود العراقية ومستقبل الخزين الاستراتيجي من المي ...
- المطلوب أن يكون للعراق رؤى واضحة الى العام 2050 لأداره موارد ...


المزيد.....




- قوات روسية تخترق دفاعات أوكرانية في دونيتسك قبل أيام من قمة ...
- الانتقال إلى إيطاليا قد يكون خطة جيمي كيميل البديلة
- إسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و-التعيينا ...
- - فلسطين حرّة-.. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة -إل ...
- شركة -البحري- السعودية تنفي نقلها أسلحة لإسرائيل على متن سفي ...
- رونالدو وجورجينا.. خطوبة وقصة حب وقيراطات ألماس ثمنها ملايين ...
- -قبة حرارية فوق أوروبا!-.. جفاف وحر وحرائق وجو يحبس الأنفاس ...
- لماذا اغتالت إسرائيل أنس الشريف؟
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مستوطنتين إسرائيليتين بغلاف غزة
- نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - إعادة النظر في هيكلية وزارتي الموارد المائية والزراعة سيتم الانتقال من الهياكل المجزأة إلى إدارة الاحواض المترابطة وأحد الحلول لازمات المياه المتفاقمة في البلاد من أجل الابتكار والحوكمة الرشيدة.؟