أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الانتقال من -مذكرات التفاهم- إلى -الاتفاقيات الملزمة- مع دولتي المنبع تركيا وإيران هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.














المزيد.....

الانتقال من -مذكرات التفاهم- إلى -الاتفاقيات الملزمة- مع دولتي المنبع تركيا وإيران هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتفاقيات مع دول المنبع لنهري دجلة والفرات كلً من تركيا وإيران تعدً من أخطر الملفات السيادية في العراق. إن الانتقال من " مذكرات التفاهم او بروتوكولات النوايا" إلى "الاتفاقيات الملزمة" هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة. فمثلاً يعدّ الاتفاقية الإطارية المقترحة مع الجمهورية التركية ذات أثر استراتيجي طويل الأمد على الأمن المائي العراقي، الأمر الذي يستوجب إخضاعها لمعايير صارمة من الشفافية والسيادة القانونية. ويُشترط لأي اتفاق من هذا النوع أن يتضمن تحديدًا صريحًا وملزمًا لحصص العراق المائية بالأرقام، وأن يكفل استقلالية القرار الوطني في تنفيذ وإدارة المشاريع، كما يقتضي الأمر إخضاع الاتفاقية للمصادقة البرلمانية واستنادها إلى أطر دستورية وتشريعية واضحة، بدل الاكتفاء بمذكرات تفاهم غير مُلزِمة أثبتت محدودية جدواها. لإن استبدال مذكرات التفاهم باتفاقيات إطارية تخضع للمصادقة البرلمانية هو نقلة نوعية من "الوعود" إلى "الحقوق" في القانون الدولي، تظل مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاطارية أوراقاً هشة ما لم تقترن بأرقام واضحة تدل على التصريف المائي المتفق عليه عند الحدود الدولية (بالمتر المكعب في الثانية). مع منع احتكار التنفيذ من طرف واحد لان "احتكار التنفيذ" للشركات التركية يجب الوقوف عندها لانها نقطة في غاية الأهمية؛ فالسيادة المائية لا تعني فقط الحصول على الماء، بل تعني امتلاك القرار الوطني في كيفية بناء وإدارة المنشآت المائية على الأراضي العراقية، وضمان أن تكون الشركات المنفذة (سواء كانت تركية أو غيرها) خاضعة للمعايير الفنية والرقابية العراقية الصارمة.
ويُعدّ إصلاح منظومة إدارة الموارد المائية جزءًا لا يتجزأ من هذا المسار، ولا سيما من خلال اعتماد لامركزية إدارية ومالية حقيقية تمكّن المحافظات من إدارة مواردها وفق خصوصياتها المائية، وبما ينسجم مع مبادئ التخطيط المتكامل والحوكمة الرشيدة.
ويجب ان لايغيب عن البال انه لا يمكن معالجة أزمة المياه خارجياً بينما تعاني الإدارة الداخلية من الترهل. إن الدعوة إلى لامركزية إدارية ومالية هي دعوة واقعية؛ لأن المحافظات الجنوبية (مثل البصرة وذي قار) تمتلك خصوصية مائية (ملوحة، أهوار) تختلف عن المحافظات الشمالية. تمكين المحافظات يعني استجابة أسرع للأزمات وتوزيعاً أكثر عدالة للثروة المائية. من هنا نرى ضرورة الربط بين الاتفاقيات المائية والأمن الوطني؛ فالمياه في الشرق الأوسط لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل أصبحت أداة جيوسياسية. أي تهاون في تثبيت حصص عادلة ومنصفة يعني رهن التنمية المستدامة والقطاع الزراعي العراقي بمتغيرات سياسية خارجية. مما يقتضي ان تكون الحقوق المائية مثبتة بالأرقام الملزمة لضمان جودة التنفيذ مع التركيز لإصلاح الداخل عبر اللامركزية والحوكمة. لأن الاستدامة المائية للعراق تبدأ من قوة النص القانوني، وتنتهي بكفاءة التوزيع الداخلي. لإن أي مقاربة لا تحقق توازن المصالح وتكفل الحقوق السيادية المائية للعراق قد تنقل الملف من إطار المعالجة الإدارية إلى مخاطر استراتيجية تمس الأمن الوطني والتنمية المستدامة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي خبير: نحو إدارة مائية شفافة ومُتكاملة باعداد تقرير شامل ...
- نحو حوكمة رشيدة للموارد المائية لتحويل التحديات إلى فرص.؟
- لضمان حقوق العراق المائية نرى ضرورة ان يتحول العراق من الجغر ...
- من المتانة إلى المرونة: لماذا يجب على العراق تبني -هندسة الم ...
- هل سيستطيع العراق تحويل دروس السيول والفيضانات من حالة الاست ...
- أنهار العراق: من مهد الحضارة والتناغم إلى تحديات الجفاف والت ...
- التوسع الحضري العشوائي وقرارات استخدام الأراضي في العراق وبُ ...
- من رفوف مكتبات الجامعات إلى التنفيذ كمشاريع تنموية:متى سيترج ...
- التراث الثقافي وتغير المناخ- الاهوار العراقية أنموذجاً-
- العدالة المناخية وأهمية قياس مؤشر الهشاشة المناخية.؟
- تصاعد عنف المياه في العراق -الأزمة الداخلية والتهديدات العاب ...
- دروس من بركان -هايلي غوبي- والعودة إلى التاريخ الجيولوجي لهض ...
- هل يتعامل العراق بإدارة المياه السطحية والجوفية كنظام واحد.؟
- الحوكمة والمساءلة في تنظيم المياه الدولية المتشاركة والعابرة ...
- كيف اجبرت الجيولوجيا (خسف الارض والهزات الارضية) والهيدروجيو ...
- أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية ل ...
- مستقبل المياه العذبة في العراق: تحديات متصاعدة وفرص ممكنة
- سدود دول المنبع والمخاطر الجيولوجية والزلزالية الناتجة عن حج ...
- العراق انتخب... ومستقبل مواردها المائية ينتظر: هل سيستمر الت ...
- تأثير الانتخابات العراقية على مستقبل موارد العراق المائية


المزيد.....




- إشارات يعتمد عليها المحققون في كشف الجناة والكاذبين
- من الإمارات.. ماكرون يفتح صفحة ما بعد -شارل ديغول-: حاملة طا ...
- قطار سريع يدهس قطيع فيلة شمالي شرق الهند
- كيف تفاعل السوريون مع عملية -عين الصقر- الأميركية في بلادهم؟ ...
- هيئة فلسطينية: أسيران مريضان يواجهان ظروفا كارثية بسجون الاح ...
- تقرير إسرائيلي: أميركا طلبت من إثيوبيا المشاركة بالقوة الدول ...
- كيف تصنع قصص المساء انسجاما بين دماغ الطفل ووالديه؟
- 7 خضراوات يُفضل طهيها بدلا من أكلها نيئة
- ذراع ترامب للملفات الشائكة.. لماذا عاد كوشنر إلى الواجهة؟
- صحف عالمية: فاتورة نصرة فلسطين دروع بشرية بالضفة وأمعاء خاوي ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الانتقال من -مذكرات التفاهم- إلى -الاتفاقيات الملزمة- مع دولتي المنبع تركيا وإيران هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.