أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - من حلول استدامة موارد العراق المائية التحول من إدارة الأزمة إلى الحوكمة الشاملة للموارد المائية.؟














المزيد.....

من حلول استدامة موارد العراق المائية التحول من إدارة الأزمة إلى الحوكمة الشاملة للموارد المائية.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعاني العراق من "فجوة استجابة" بين التحديات المناخية المتسارعة (فيضانات مفاجئة وجفاف هيكلي) وبين آليات الإدارة التقليدية التي تعتمد على رد الفعل. إن غياب إطار حوكمة حديث يجعل الأمن الوطني عرضة للتهديد المباشر. لذا على الحكومة العراقية العمل الجدي والسريع لبناء نظام إنذار مبكر ونمذجة هيدرولوجية يعتمد على صور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحركة المياه والسيول قبل وقوعها بمدة كافية لتقليل الخسائر البشرية والمادية وتحقيق أقصى استفادة من مياه الأمطار والفيضانات. وهذا يتم بالإصلاح التشريعي وإنفاذ القانون منها تشريع "قانون حماية الموارد المائية السيادي" الذي يصنف التعدي على المياه كجريمة تمس الأمن الوطني، مع منح وزارة الموارد المائية صلاحيات تنفيذية (قوة إنفاذ) لإزالة التجاوزات دون استثناءات وهذه الإجراءات من شأنها المساعدة لاستعادة هيبة الدولة وضمان التوزيع العادل للحصص المائية بين المحافظات، ومن جانب آخرالبدء الفوري بتفعيل بروتوكولات مائية (مثل تحديث بروتوكول 1975 مع إيران) وربط ملف المياه بالمصالح الاقتصادية المشتركة (التجارة، الطاقة، الاستثمار)، والانتقال من الاحتجاج السياسي إلى التفاوض التقني والدبلوماسي المستمر.لضمان استقرار الحصص المائية الداخلة للعراق وضمان شفافية الخطط التشغيلية لدول المنبع. وللاستدامة الميدانية وتطوير البنية التحتية يتطلب تمويل مشاريع حصاد المياه في البادية والوديان الحدودية. وإلزامية التحول للري الحديث عبر قروض ميسرة، ومنع الزراعة السيحية للمحاصيل المستنزفة للمياه. والتاكيد بإعادة تدوير المياه الرمادية والمعالجة لاستخدامها في الأحزمة الخضراء. وخفض الهدر المائي بنسبة لا تقل عن 30% وتوسيع المساحات الخضراء لمواجهة التصحر. ورسم خارطة الطريق التنفيذية على مراحل منها المدى القصير (6 أشهر) تشكيل "سلطة المياه الأعلى " برئاسة رئيس الوزراء لضمان التنسيق العابر للوزارات. أما على المدى المتوسط (سنة - 3 سنوات) لاستكمال رقمنة المنظومة المائية وإطلاق مشاريع السدود الصغيرة لحصاد الأمطار. بينما على المدى البعيد (5 سنوات فأكثر) تحقيق التوازن المائي الكامل عبر التكامل بين التكنولوجيا المحلية والاتفاقات الدولية المستدامة.
وبناءً على التضاريس المتنوعة في العراق، من المناطق الجبلية شمالاً إلى الوديان الصحراوية شرقاً وغرباً، منطقة الوديان الحدودية (شرق العراق: ميسان، واسط، ديالى) هذه المنطقة تمتاز بسيول موسمية قوية قادمة من المرتفعات الإيرانية. والعمل على إنشاء سلسلة من السدود الصغيرة (خرسانية أو ترابية مغلفة) داخل مجاري الوديان لتقليل سرعة السيول والسماح للمياه بالترشح إلى الخزانات الجوفية بدلاً من ضياعها في الممالح. والتوجه الى انشاء بحيرات التجميع الصناعية حفر خزانات أرضية كبرى عند نهايات الوديان لتجميع مياه السيول واستخدامها في ري المحاصيل العلفية خلال الصيف. اما في الهضبة الغربية والبادية (السماوة، النجف، الأنبار) فهي المنطقة التي تمتاز بمساحات شاسعة ومعدلات تبخر عالية. وتعتبر بناء الحواجز الكنتورية بإنشاء خطوط ترابية أو حجرية تتبع خطوط الارتفاع الأرضية. تعمل هذه الحواجز على حجز مياه الأمطار وتوزيعها على مساحات واسعة لتشجيع نمو الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، بينما في المنطقة الجبلية وشبه الجبلية (كردستان، نينوى، كركوك) التي تمتاز بوفرة الأمطار والثلوج وتضاريس وعرة يمكن العمل على بناء خزانات المصاطب لاستعادة وتحديث نظام المصاطب الجبلية التي تمنع انجراف التربة وتحتفظ برطوبة الثلوج الذائبة لفترات أطول. وبناء السدود الجوفية كحواجز تحت مستوى الأرض في مجاري الأنهار الموسمية لحجز المياه داخل الطبقات الرملية؛ هذه التقنية مثالية لأنها تمنع تبخر المياه تماماً وتوفر مصدراً دائماً للآبار. وبهذا يكون الإقرار بإن مياه العراق هي "ثروة سيادية" لا تقل أهمية عن النفط، وإدارتها بعقلية الحوكمة الرشيدة لم تعد خياراً بل ضرورة وجودية لضمان استقرار الدولة وتنميتها المستدامة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقال من -مذكرات التفاهم- إلى -الاتفاقيات الملزمة- مع دول ...
- رأي خبير: نحو إدارة مائية شفافة ومُتكاملة باعداد تقرير شامل ...
- نحو حوكمة رشيدة للموارد المائية لتحويل التحديات إلى فرص.؟
- لضمان حقوق العراق المائية نرى ضرورة ان يتحول العراق من الجغر ...
- من المتانة إلى المرونة: لماذا يجب على العراق تبني -هندسة الم ...
- هل سيستطيع العراق تحويل دروس السيول والفيضانات من حالة الاست ...
- أنهار العراق: من مهد الحضارة والتناغم إلى تحديات الجفاف والت ...
- التوسع الحضري العشوائي وقرارات استخدام الأراضي في العراق وبُ ...
- من رفوف مكتبات الجامعات إلى التنفيذ كمشاريع تنموية:متى سيترج ...
- التراث الثقافي وتغير المناخ- الاهوار العراقية أنموذجاً-
- العدالة المناخية وأهمية قياس مؤشر الهشاشة المناخية.؟
- تصاعد عنف المياه في العراق -الأزمة الداخلية والتهديدات العاب ...
- دروس من بركان -هايلي غوبي- والعودة إلى التاريخ الجيولوجي لهض ...
- هل يتعامل العراق بإدارة المياه السطحية والجوفية كنظام واحد.؟
- الحوكمة والمساءلة في تنظيم المياه الدولية المتشاركة والعابرة ...
- كيف اجبرت الجيولوجيا (خسف الارض والهزات الارضية) والهيدروجيو ...
- أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية ل ...
- مستقبل المياه العذبة في العراق: تحديات متصاعدة وفرص ممكنة
- سدود دول المنبع والمخاطر الجيولوجية والزلزالية الناتجة عن حج ...
- العراق انتخب... ومستقبل مواردها المائية ينتظر: هل سيستمر الت ...


المزيد.....




- بيونسيه وكيتي بيري.. نجوم ومشاهير أمريكيون واجهوا لحظات حرجة ...
- بيان من الجيش المصري بشأن ما أثارته وثائق منسوبة له حول منح ...
- تفاؤل في ميامي .. تقييمات إيجابية لمحادثات السلام بشأن أوكرا ...
-  *”في خندق جمهوريّة فنزويلا البوليفاريّة في مواجهة العدوان ا ...
- نيجيريا: السلطات تعلن تحرير 130 تلميذا اختطفهم مسلحون من مدر ...
- السودان: مقتل 10 أشخاص بضربة طائرة مسيرة استهدفت سوقا مزدحمة ...
- الناشر المصري إبراهيم المعلّم: مؤسسات عربية تحتفي بالمزورين ...
- السودان.. نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر
- 3 سيناريوهات وراء إعلان الاحتلال إنهاء -التمشيط- خلف الخط ال ...
- العليمي يحذر مسؤولين يمنيين من استغلال المناصب لمكاسب سياسية ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - من حلول استدامة موارد العراق المائية التحول من إدارة الأزمة إلى الحوكمة الشاملة للموارد المائية.؟