ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في غزة المحتلة إسرائيلياً، برزت فصائل مسلحة مضادة لحماس (مثل "قوة الضربة المضادة للإرهاب") تسيطر على مناطق شرق الخط الأصفر، مما يُعقّد خطط الإعمار. هذا الفراغ الأمني ليس صدفة، بل يخدم مصالح قطر مرحلياً: عرقلة السعودية والإمارات، اللتين يتنافسان مع الدوحة على مستقبل غزة الاقتصادي، بينما تحافظ قطر على دورها كراعية حصرية لحماس المُدارة.الفصائل في غزة: ليست صدفة، بل معادلة قطرية غير مباشرةحماس تسيطر غرب الخط الأصفر (2/3 السكان)، لكن شرقاً (خان يونس) تنافسها 5 فصائل مسلحة ترحب بمقتل قادتها. هذا الفراغ يُعرقل:خطة السلطة 50-50: التقاسم مع حماس مستحيل وسط الفوضى.الإعمار الخليجي: السعودية (5 مليار) والإمارات (3 مليار) تترددان، خوفاً من "عصابات" تُهدد مشاريعهما.قطر لا تدعم هذه الفصائل مباشرة، لكن الفوضى تُبقيها اللاعب الوحيد الموثوق: وسيطة تفاوضية + مانحة إنسانية (1.5 مليار مقترحة).مصالح قطر في الفوضى: عرقلة الخليج المنافسالدوحة تُدرك أن الاستقرار يُعيد غزة إلى السعودية/الإمارات:السعودية: تعوّض تعثر التطبيع مع إسرائيل بإعمار "منزوع السلاح"، مُضعفاً إيران ومحورها.
الإمارات: تستهدف حقول الغاز البحرية (1 تريليون مترمكعب) وموانئ عبر شركاتها، مُحوّلة غزة إلى "إمارة اقتصادية".الفصائل تُفشل هذا: لا أحد يُمول وسط الفوضى، مما يُبقي قطر كـ"الراعية التاريخية" لحماس (1.3 مليار منذ 2012)، مفضّلةً إياها على هيمنة خليجية.حماس المُدارة vs إمارة خليجية: الرهان القطريقطر تُراهن على مرحلتين:الفوضى الحالية: تُعرقل الخليج، تُبقي حماس كقوة أمنية مُضبوطة.الإعمار القطري: بعد الاستقرار، تُعيد تمويل حماس تحت رعايتها الحصرية، لا تحت سيطرة أبوظبي/الرياض.المفارقة: قطر تدعم حماس رسمياً، لكن الفصائل (غير المباشرة) تُخدم مصالحها أكثر، مُحوّلة الفوضى إلى "سلاح إقليمي" ضد خصومها.الخلاصةقطر تُدير الفوضى ببراعة: الفصائل تُعرقل السعودية/الإمارات، تُبقي حماس تحت رعايتها، وتُحافظ على نفوذها كوسيطة حصرية. هذا "التلاعب بالفراغ" يُعيد تدوير غزة قطرياً، لكن السؤال: هل تُسيطر الدوحة على الفصائل، أم تُفاجَأ بـ"داعش غزة" الجديدة؟
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟