أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - مصالح الدول في حماس: من أداة توازن قبل طوفان الأقصى إلى عنصر احتواء بعده














المزيد.....

مصالح الدول في حماس: من أداة توازن قبل طوفان الأقصى إلى عنصر احتواء بعده


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا المقال سد نقصاً لسؤال وجواب كان يجب طرحهما في المقال السابق: ما هي المصالح الدولية المرتبطة بحماس؟!.........

عملية "طوفان الأقصى" غيّرت المعادلة الفلسطينية-الإسرائيلية جذرياً، لكنها لم تقضِ على دور حماس كأداة في حسابات الدول الإقليمية والدولية. قبل 7 أكتوبر 2023، كانت حماس مصلحة استراتيجية لعدة دول: توازن ضد إسرائيل، نفوذ إقليمي، وورقة ضغط سياسي. بعده، تحولت إلى عنصر "قابل للإدارة" ضمن خطط الإعمار والتفاوض، مع مفارقة صارخة: حماس تتفاوض اليوم بلغة الاستسلام النسبي، بينما قطر وتركيا – راعيتا السابقتان – أصبحتا وسيطتين في عملية الاحتواء، مما يكشف عن براغماتية سياسية تفوق الأيديولوجيا.مصالح الدول قبل طوفان الأقصى: حماس كورقة توازنقبل الهجوم، استفادت دول متعددة من وجود حماس كقوة مسلحة مستقلة عن السلطة الفلسطينية، مما سمح لها بتحقيق أهداف استراتيجية دون تكاليف مباشرة.قطر: دعمت حماس مالياً (حوالي 1.3 مليار دولار منذ 2012 عبر منح شهرية)، لتعزيز نفوذها كوسيط إقليمي. حماس كانت أداة للتنافس مع السعودية والإمارات في "الدبلوماسية الإسلامية"، مع الحفاظ على علاقاتها مع الغرب.تركيا: رأت في حماس امتداداً لنموذج "الإخوان المسلمين" التركي، مستفيدة سياسياً لتعزيز صورة أردوغان كمدافع عن القضية الفلسطينية، مقابل نفوذ في غزة ودعم لوجستي غير مباشر.إيران: زودت حماس بصواريخ وتدريب عبر الحرس الثوري، لضرب إسرائيل من الجنوب، مما يخفف الضغط عن حزب الله ويوسع "محور المقاومة".مصر: سمحت لحماس بالحكم في غزة كـ"صمام أمان" ضد السلفيين الجهاديين في سيناء، مع ورقة ضغط على إسرائيل في مفاوضات الغاز والأمن الحدودي.بريطانيا: تعاملت مع حماس كجزء من الإسلام السياسي الإخواني "المنضبط"، أداة تاريخية للتوازن داخل العالم الإسلامي، مفضلةً إياها على قوى أكثر تطرفاً لضبط الإقليم دون تصعيد.الولايات المتحدة: تحملت وجود حماس ضمن "الاحتواء"، لمنع توحيد الفلسطينيين تحت أبو مازن، عارقلاً حل الدولتين ومحافظةً على الوضع الراهن المفيد للحلفاء.بعد طوفان الأقصى: من الدعم إلى الاحتواء والمفارقةبعد الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف فلسطيني ودمّرت غزة، تحولت المصالح إلى إدارة الأزمة. حماس، بعد خسائرها (فقدان 50% من قادتها)، تتفاوض على وقف إطلاق نار وإفراج عن أسرى عبر وسطاء مثل قطر ومصر – مفارقة تحول الداعمين إلى "مروضين".قطر: تحول دعمها إلى تمويل إعمار مشروط (1.5 مليار دولار مقترحة)، مقابل ضبط حماس. المفارقة: راعية قادة حماس في الدوحة، أصبحت تتفاوض نيابة عن إسرائيل لاحتوائها.تركيا: انخفض الدعم العلني لصالح مساعدات إنسانية. المفارقة: نموذج إخواني سابق، تدفع اليوم لتفاوض يحد من استقلاليتها العسكرية لتجنب العزلة.إيران: خسرت نفوذاً مباشراً، لكن حماس الباقية تردع إسرائيل غير مباشرةً، وتمنع فراغاً يفيد داعش.مصر: تعززت مصلحتها الأمنية، حيث أصبحت حماس حاجزاً ضد التطرف في سيناء، مشاركةً في التفاوض لإعمار جزئي السيطرة.بريطانيا: دعت صراحةً للاحتواء لا التصفية، خوفاً من فوضى تفتح الباب لتطرف أسوأ. المفارقة: رؤيتها الاستراتيجية للإخوان تحولت إلى أساس دولي لإدارة حماس كـ"فاعل مضبوط"، متجاوزةً الرؤية الإسرائيلية.الولايات المتحدة: ترى الاحتواء ضماناً لاستقرار إسرائيل، تجنباً لفراغ يفتح للصين أو روسيا، مع دفع بايدن لـ"يوم بعد" يشمل حماس "منزوعة السلاح جزئياً".المفارقة الجوهرية: من الرعاية إلى الضبطالتناقض الأكبر في قطر، تركيا، وبريطانيا: قبل طوفان الأقصى، دعموا حماس كرمز مقاومة ضد "الكيان الصهيوني"، معززين نفوذهم الإسلامي/الاستراتيجي. بعده، أصبحوا مروضين في تفاوض يُعيد صياغتها "سلطة محلية مضبوطة"، مرتبطاً بـ"نزع السلاح" و"الإدارة المدنية". هذا براغماتية: خوف من فوضى غزة، وحفاظ على الدور الدبلوماسي، مع حماس كورقة توازن إقليمي جديد.الخلاصةمصالح الدول في حماس تطورت من "الاستخدام الهجومي" قبل طوفان الأقصى إلى "الاحتواء الدفاعي" بعده، مع مفارقة تحول الداعمين إلى مروضين. هذا يُعيد تدوير حماس ضمن نظام دولي، لكن التوترات (مثل السلاح النوعي) قد تعيد الصراع. السؤال: هل يدوم هذا التوازن، أم ينفجر عند أول اختبار؟



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تدوير حماس: من مشروع التصفية إلى استراتيجية الاستيعاب
- إسقاط النظام السابق في العراق: ذروة الهيمنة الأميركية… ومنح ...
- العراق بين الكاتونات الإقليمية وجزر الفراغ السيادي: في الجغر ...
- الاستراتيجية الأمريكية: نزع الولاء لإيران، لا نزع سلاح الفصا ...
- لا تحوّل استراتيجي في إيران: تكتيكات تعبويّة لا أكثر
- بريطانيا: ملاذ الإخوان وسط تباين غربي يهدد التحالف الأنجلو-أ ...
- هل بدأ ينفذ صبر اليهود الإسرائيليين في الهرم السياسي الأمريك ...
- انتفاضة التقدميين: بيرني ساندرز ونادي القتال يقودان التمرد ا ...
- نسبه المعوزين للطعام في الولايات المتحده تتخطى ١٢، ...
- إيران تستعد لليوم الأسود: الرسالة التي لا تريد تل أبيب سماعه ...
- نداء إلى الشيوعيين العراقيين..استفيقوا ..أنها مجرد كبوه
- تعافي اقتصاد إسرائيل وانكماش الاقتصاد الإيراني: مقارنة بين ق ...
- اليمين الأمريكي كوابح اليمين الإسرائيلي: الإسلام السياسي وال ...
- اقتصاد الأنقاض: كيف تعيد حماس إنتاج نفوذها من باطن رخام غزة
- اليسار في الكيانات الكونفدرالية العراقية: مواطن القوة واسترا ...
- الاقتصاد الرقمي وحملة الإنفاق العسكري: حين تتحوّل التكنولوجي ...
- حين تصير الذاكرة صلاةً
- الوصاية المائية التركية: اتفاقية التعاون أم شرعنة الخضوع؟
- العراق بين الفدرالية المشوهة والكونفدرالية الممكنة (امتداد ل ...
- حين يصبح الكيان سجنًا للوطن: دعوة إلى الكونفدرالية العراقية


المزيد.....




- كاميرا ترصد مشهدًا مرعبًا.. سفينة أشباح في مياه ولاية واشنطن ...
- العثور على 43 طفلاً مفقودًا خلال عملية مداهمة.. وهذا ما يواج ...
- -استعرض قدرات تركيا والهدف منها-.. أردوغان يعلن بدء بناء حام ...
- فيديو منسوب لـ-قصف جوي على موقع حوثي في مكيراس- باليمن.. هذه ...
- سيناريو الهجوم الروسي: أين ستقع الضربة الأولى في أوروبا؟
- المجلس الأمني الإسرائيلي يصادق على إقامة 19 مستوطنة جديدة با ...
- فيديو جديد عن -مجمع الإمام علي- يزعم كشف قاعدة إيرانية -سرّي ...
- أمريكا تستولي على ناقلة نفط ثانية في الكاريبي.. وفنزويلا تصف ...
- ?دراسة: أعراض للاكتئاب ترفع خطر الإصابة بالخرف
- غانا تطالب أميركا بتسليمها وزيرا سابقا متهما بالفساد


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - مصالح الدول في حماس: من أداة توازن قبل طوفان الأقصى إلى عنصر احتواء بعده