ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد "طوفان الأقصى"، برز تحالف غير معلن بين السلطة الفلسطينية والسعودية والإمارات حول غزة. السلطة تجد في ضعف حماس فرصة لاستعادة الشرعية عبر "إدارة مشتركة"، بينما ينتقل الخليج من معاداة الإخوان إلى تمويل الإعمار المشروط. لكن هذا التحول يُقابل بتوتر مع قطر وتركيا، اللتين أصبحتا مجبرتين على مشاهدة انتقال النفوذ الاقتصادي لغزة إلى خصومهما التاريخيين
.السلطة الفلسطينية: التوحيد عبر الضرورة لا الإرادةلم تعد السلطة تسعى للإطاحة بحماس، بل للدخول في شراكة إدارية تجعلها الواجهة الشرعية.
ضعف حماس (خسارة نصف قادتها) أتاح لأبو مازن ما فشل فيه 2007: الخطة "50-50" تخفي واقعاً أوضح - السلطة تُدير المالية والخدمات، حماس تُشرف أمنياً تحت ضبط دولي. واشنطن تُدعم هذا بـ3 مليار دولار سنوياً، رأت في رام الله "البديل المقبول".المفارقة بنيوية: من حرب أهلية إلى تقاسم سلطة، حيث تتحقق "الوحدة الفلسطينية" بضغط الواقع والتمويل الخارجي
.السعودية والإمارات: الإخوان من عدو إلى أداة اقتصادية
الخليج، الذي صنّف حماس إرهابياً قبل الحرب، يعود كممول رئيسي (السعودية 5 مليار، الإمارات 3 مليار مقترحة). الدافع استراتيجي:السعودية ترى في الإعمار تعويضاً عن تعثر التطبيع، مع ضمان "نزع سلاح" يُضعف إيران. أبوظبي تستهدف حصصاً في حقول الغاز البحرية (1 تريليون مترمكعب) وإدارة الموانئ عبر شركاتها.
قطر وتركيا: من الرعاة إلى الوسطاء المُهَمْشِين
هنا تبرز المفارقة الإقليمية الحادة:قطر: بعد سنوات من التمويل المباشر (1.3 مليار دولار)، أصبحت اليوم وسيطة تفاوضية فقط، بينما السعودية والإمارات تُملِكَان المستقبل الاقتصادي. الدوحة تقترح 1.5 مليار للإعمار، لكن تحت شروط خليجية أوسع تضعف دورها كراعية حصرية.تركيا: أردوغان، الذي رأى في حماس امتداداً للإخوان التركي، يقتصر اليوم على مساعدات إنسانية وخطابات، بينما أبوظبي ترسم الخريطة الاقتصادية لغزة. أنقرة تواجه عزلة إقليمية تجبرها على قبول التقاسم.النتيجة: الداعمون التاريخيون (قطر/تركيا) أصبحوا وسطاء محايدين، بينما المعادون (الخليج) يملكون الأرض والغاز.
المعادلة الجديدة: تقاسم رباعي تحت غطاء دولييتكامل الجميع في نموذج واحد:السلطة: الواجهة السياسية والماليةالسعودية/الإمارات: الممولون مقابل الحصص الاقتصاديةقطر/تركيا: الوسطاء المُهَمْشِينحماس: المراقب الأمني المُضبوطغزة تتحول إلى "إمارة اقتصادية" خليجية، مع شرعية فلسطينية شكلية وسيطرة أمنية إسرائيلية.الخلاصةالسلطة والخليج يُعيدان رسم غزة: رام الله تُدير، الرياض وأبوظبي تملكان، قطر وتركيا تشاهدان. هذا التقاسم يُنهي استقلال حماس، لكنه يُولّد توتراً إقليمياً: ماذا لو رفضت الدوحة أو أنقرة هامشَتَهُما، أو تأخرت الفاتورة الخليجية؟
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟