أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حجازي البرديني - في عيد ميلادك المجيد














المزيد.....

في عيد ميلادك المجيد


محمد حجازي البرديني

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


في عيد ميلادِكَ المجيدِ
يهبطُ الضوءُ من علوِّ الغيبِ
جرسًا
وترتيلةً
تتلوها الملائكةُ
عشقًا على نبض القلوب
يا ابنَ مريم
يا روح اللهِ في طينِ الإنسان
يا خبزَ الرحمةِ
حينَ يجوعُ العالمُ إلى العدل
وُلِدتَ
فانشقَّ الصقيعُ عن دفءِ المغفرة
وسارتِ النجمةُ
تقودُ الرعاةَ
وتوقظُ الملوكَ من صدأِ العروش
في مذودٍ صغير
اتّسعَ الكونُ كلُّه
وتساوتِ الأسماءُ
أمامَ دمعةِ أمٍّ عذراء
ودفاع طفل في المهد رضيعًا
عن أمّه البتول
وقوله
إنّي لستُ الله ولا ابن الله
بل عبدالله
آتاني الإنجيل والحكمة
وجعلني نبيًّا
وبرًّا بوالدتي
ولم يجعلني
جبّارًا شقيّا
وسلامٌ عليّ
يوم ولدْتُ
ويوم أموتُ
ويومَ ابعثُ حيًّا
وما قتلوني وما صلبوني
ولكن شُبِّهَ لهم
بل رفعَني الله إليه
روحًا وجسدًا
لأعود في آخر الزمان
أملأ الأرض رحمة وعدلًا
وأُوحِّد القلوب على كلمة الله
وأنشر الرحمةَ
لغةً مشتركة
بينَ السماء والأرض
وها نحن نرنّمُ لك اليوم
أرثوذكسَ في وقارِ البخور
وكاثوليكًا في خشوعِ النور
وبروتستانتَ في صفاءِ القلوب
فنصيرُ صوتًا واحدًا
وقلبًا واحدًا
وإن اختلفتِ الأجراس
ونمدُّ يدَ السلام
إلى إخوتنا
في إبراهيم
فاللهُ واحد
والعدلُ واحد
والدمعُ واحد
حينَ يتألّمُ الإنسان
يا عيسى
يا كلمةَ اللهِ
حينَ صارت بشرًا
ابقَ فينا
ميزانَ الحق
وشاهدَ الرحمة
وطريقَ الخلاص
في يومِ ميلادِكَ المجيد
نولدُ من جديد
أخفَّ خطيئةً
أصدقَ قلبًا
وأقربَ
إلى الله
في يومِ ميلادِكَ المجيدِ
توضّأ الفجرُ بالنشيدِ
وسالَ في مجرى الليالي
نهر نورٍ… لا يَحيدِ
يا ابنَ مريمَ
يا صلاةَ القلبِ
حينَ يضيقُ بهِ الوجود
يا بسمةَ الطفلِ
وُلِدتَ
فخجلَ السيفُ من يدِ الجلاد
وتراجعَ الظلمُ خطوةً
أمامَ عينيك الوديعتيْن
علّمتَنا
أنّ القوّةَ
ليست صرخةً في ساحةٍ
ولا تاجًا على رأسِ القيصر
بل قدرةُ القلبِ
على أن يغفرَ
وهو قادرٌ أن ينتقم
يا مصلوبَ الحبِّ شبهة
ما كانَ خشبُ الصليبِ
أقسى من قلوبِ البشر
ولا كانتِ المساميرُ
أوجعَ من خيانةِ القريب
لكنّكَ صعدتَ إلى السماء
والصفحُ في كفّيك
وتركْتَ للريحِ
أن تحملَ عنكَ
خطيئةَ العالم
نترنّمُ لك اليوم
من مذابحَ شتّى
بخورًا
وصمتًا
وكلمةً عاريةً من الزخرف
فتتوحّدُ الأصواتُ
حينَ يخلصُ الدعاء
ونلتقي
كما أردتَ لنا
أبناءَ إبراهيمَ
تحتَ سماءٍ واحدة
لا يسألُ اللهُ فيها
عن الاسم
بل عن القلب
يا عيسى
ابقَ فينا
ضميرًا إذا فسدَ الضمير
وعدلًا إذا تواطأ الميزان
ونجمةً
إذا ضاعتِ الطرق
في يومِ ميلادِكَ المجيد
لا نعلّقُ الزينةَ على الأبواب
بل نفتحُ الأبوابَ للإنسان
فذاكَ
أجملُ عيد
ليس الميلادُ طقسًا
ولا تاريخًا على الحائط
بل لحظةُ يقظةٍ
حينَ يتذكّرُ الإنسانُ
إنّه أخو الإنسان
ليس الميلادُ ثوبًا جديدًا
بل قلبٌ
يخلعُ عنه قسوةَ العالم
ويمشي خفيفًا
نحو الآخر
يا عيسى
يا من لم تسألْ الجائعَ عن دينِه
قبل أن تكسرَ له الخبز
ولم تسألِ العاريَ عن اسمِه
قبل أن تسترهُ بالمحبّة
علَّمْتَنَا
أنّ الأرضَ تتّسعُ للجميع
حينَ تضيقُ الأنانيّة
علِّمْنا
أنّ الدمَ واحد
وأنّ الوجعَ لا لغة له
وأنّ الأمَّ
حينَ تبكي ابنَها
لا تبكيه بلهجةٍ
بل بقلب
يا كلمةَ اللهِ
باركْ خطانا
إذا مشينا إلى السلام
واشفع لنا
إذا تعثّرنا بالكره
اجعلْ من ميلادِكَ
وعدًا يتجدّد
لا احتفالًا عابرًا
واجعلْ من صليبِكَ كما ادعوا
جسرًا
لا متراسًا
في يومِ ميلادِكَ المجيد
نرفعُ للسماءِ صلاةً
بلا أعلام
ولا حدود
ولا متاريس
ونقول
ليكن الإنسانُ أوّلًا
وليكن الحبُّ
ملاذنا الأول والأخير
يا ابن البتول

محمد البرديني.
الأربعاء 24 / 12 / 2025 م.



#محمد_حجازي_البرديني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة: لولاك ما كنت ... شعر حر.
- نماذج من ديوان قصيدة الهايكو:
- قصائد من شعر الهايكو ... بقلم: محمد حجازي البرديني
- قصيدة من رحم المعاناة -على هذه الأرض-:
- سميح القاسم شاعر المقاومة والهوية الفلسطينية: دراسة نقدية تح ...
- دراسة نقدية: جماليات الصورة واللغة في ديوان «الرسم بالكلمات» ...
- الهوية والبعث الحضاري في شعر علي الجارم: قراءة نقدية تحليلية
- دراسة نقدية: جدلية الرؤيا واللغة في شعر إبراهيم نصرالله في ض ...
- دراسة نقدية: لماذا لم يصل الأدب الإبداعي العربي من قصة وشعر ...
- الرواية البحرينية وتحولات الوعي الجمالي: دراسة نقدية منهجية ...
- شعر الهايكو العربي: قراءة نقدية تحليلية في نص (غيمة ماطرة) ل ...
- الشعر العراقي: جماليات الوجع والاحتجاج في شعر كواكب الساعدي: ...
- الرواية والهوية العابرة: تمثيلات العبور (هجرة، لجوء، سفر) وا ...
- المدينةُ كفاعلٍ سردي: منظومة القوّة والحنين في المدينة العرب ...
- الشعر الأردني: دراسة نقدية-تمرد الذات وإيقاع الهامش في شعر م ...
- الشعر الكويتي: دراسة نقدية-الشاعرة منى كريم. الصوت المتمرد ف ...
- صورة العربي في الرواية العالمية والغربية خاصة: دراسة نقدية ت ...
- الشعر الإماراتي: دراسة نقدية بنيوية-تفكيكية لقصيدة -نسب الحر ...
- دور الرواية العربية في إعادة تشكيل الواقع بطريقةٍ إصلاحيةٍ أ ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...


المزيد.....




- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حجازي البرديني - في عيد ميلادك المجيد