عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 15:08
المحور:
الادب والفن
أقصَى الرجاءِ وقـدْ ضَيّعتُ بَوْصَلَتي
فَضَلَّ خَطــــوي إلى أبوابِ أسئلتي
دربٌ يطــولُ ولا شـــمسٌ ولا قمرٌ
ولا بصيــــــــــرَةَ فيهِ غيرَ أخيِّلتي
وحْدي أبوءُ بأيـّـــامي فناسِــــــجُها
قد حاكَ منها على نولِ الأسى سَنتي
وصرتُ أشْجِرُ تنوري على ضفةٍ
أخرى وأخبزُ أوهامي على ضفتي
مابين تلك وهـــــذي نهـــــرُأمنيةٍ
رقيقة الروحِ ماتت فوقَ أحجيتي
برأتُ نفسـيَ من قلبٍ يضجُّ هوىً
لكنّ عقلي يقــــول الوجدُ مُشكلتي
وأسلمتني معاذيري إلـــى زَهَفٍ
فما ملكـتُ يقيــــني أو مُخيّـــلتي
فأينَ أذهبُ من ضـــــدّين بينــهُما
ألقيتُ روحي وأحلامي وأسلحتي
شددتُ بالعثرَات البيــض ما بَقيَتْ
منها إلى النخل كي تلهو بأرجَحتي
حتى استطالت عذابـاتي وبات لها
عوناً نفادُ اصطباري وهوَ منسأتي
وما نسجتُ على نولي سوى أسفي
وما ارتديتُ سوى وهمي وأقنعتي
ولم تعد في خضّــــمِ الموج نافعةً
مراكبي وهي تشكو بؤسَ أشرعتي
حتى غدوتُ غريقاً لا يرى جُرُفاً
إلا المنايا غدتْ غوثي ومسعفتي
الهاربون لهــــم سيقانُــــــهم سنَدٌ
إلاّيَ أهربُ محمــولاً على رئتي
ولستُ أملكُ فـــــي دنيايَ مُتّسَعاً
من الزمــــان أغنّي فيهِ أغنيتي
فبتُّ بينَ تبــــــاريحي ولهجتِها
تقولُ حرفاً وتنســـى آخراً لُغتي
فيا لقلبيَ من صـــــــــادٍ يُحرّقُهُ
سيلُ الذرائعِ مسفوحاً على شفتي
أسعى إلى خمرة الآمالِ أشربُها
من قبلِ أن تملأ الأقداح مُعضلتي
وحينما نلتُ كأســـــاً من خبيئتها
أضعتُ عقلي ولم أنطقْ بمسألتي
ضَنّتْ عليَّ بأخرى والظنونُ سُدى
محظورُها حاضرٌ عندي بأجوبتي
حتى ترعرعتِ الأوجاعُ في كبدي
وأجذرتْ وتعـــــالتْ بين أوردتي
أشجارُها أورقت من دون ما ثمرٍ
صفصافةٌ في ثرى روحي وقد عَلَتِ
رضيتُ علّ عصافيري تعيشُ بها
فما رأيتُ ســـوى أفعى لها سعَتِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟