أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - الذكورية ارث لم ينته بعد














المزيد.....

الذكورية ارث لم ينته بعد


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 00:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بالحقيقة، لا يمكن إنكار أن المجتمع ما زال ذكوريًا بامتياز، وهي حالة ممتدة منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى يومنا هذا. التغيير الجوهري الوحيد الذي حدث بعد بزوغ الإسلام تمثّل في إنصاف المرأة ومنع دفنها حيّة، حيث كفل لها القانون السماوي حقوقها بوضوح كما ورد في القرآن الكريم، وأعاد لها كرامتها الإنسانية والاجتماعية.

لكن وعلى الرغم من ذلك، ما زالت المرأة تعاني أشكالًا مختلفة من التمييز في واقعنا المعاصر. ففي وقتنا الحاضر، عندما تبحث المرأة عن فرصة عمل، أو تكون بحاجة إلى إنجاز معاملة أو طلب مشروع، نجد – مع شديد الأسف – أن بعض ضعاف النفوس يربطون ذلك بطلب تنازلات تمسّ كرامتها وإنسانيتها، في سلوك مرفوض أخلاقيًا ودينيًا وقانونيًا.

وبعد كل ذلك، جاءت الطامة الكبرى مع تعديل قانون الأحوال الشخصية من قبل مجلس النواب الموقر، وهو تعديل سيّئ الصيت والنتائج، إذ سمح بزواج القاصرات، واغتال البراءة، وعبث بمستقبل الطفولة، فضلًا عن التلاعب بأحكام الميراث، في مخالفة صريحة للقوانين الوضعية والسماوية على حد سواء.

إن هذا التعديل المجحف لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، ولو كانت هناك نية حقيقية للإصلاح أو التعديل، لكان الأجدر إشراك قضاة مختصين، وباحثين اجتماعيين، وخبراء قانون، لما لهذا الملف من حساسية وتأثير مباشر على بنية المجتمع واستقراره.

ورغم الرفض الواسع لهذا التعديل من قبل قوى سياسية وطنية، ونشطاء مجتمع مدني، وشخصيات بارزة من فنانين وإعلاميين، إضافة إلى شريحة كبيرة من أبناء الشعب العراقي، أصرت بعض القوى السياسية على تشريعه، في تجاهل واضح لإرادة المجتمع ومخاوفه.

ومع كل الأسف، ستبقى الأمومة والطفولة مظلومتين ما دامت القوانين تُشرَّع بعقلية ذكورية، وتُدار المصالح على حساب الإنسان، فالمرأة ليست هامشًا في المجتمع، بل هي أساسه، وحين تُهان المرأة يُهان المجتمع بأسره.



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة تكتفي بالكلام وغزة تباد
- حقا.. جرائم الشرف بلا شرف
- الارتقاء بالذات
- أدبك مرآة تربيتك
- الغناء غذاء للروح
- مستقبل الهوية العراقية
- صوت التغيير
- ما تتركه الكلمات
- حكم الحياة
- الاكتفاء بالذات
- استهتار الصهاينة
- ذكورية التشريع
- ماذا بعد حرب المياه..
- من الديكتاتورية إلى ديمقراطية مشوهة
- الكلمة مسؤولية
- حين يتجاوز الحب القوانين والاعراف
- الشباب هم ثروة البلاد وأمل التغيير
- حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع
- الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر


المزيد.....




- بلاغ ضد الداعية المزعوم عبد الله رشدي لتحريضه على الكراهية و ...
- فخر فلسطين: المعلمة مها أبو منشار ضمن أفضل 50 معلمًا/ة عالمي ...
- “غريتا ثونبرغ” حرة بعد اعتقالها فى مظاهرة داعمة لفلسطين
- مصر: ضرب فتاة وتجريدها من ملابسها بسبب الميراث
- رجل يقفز في الماء لإنقاذ امرأة محاصرة وسط حطام طائرة سقطت في ...
- 203 امرأة قُتلن في إيران خلال عام واحد: أرقام تكشف عنفًا بني ...
- منظومة العنف الجنسي في سجون الاحتلال: شهادات أسيرات وأسرى
- المعتقلات السورية تحت المجهر: تحقيق لرويترز يكشف وقائع صادمة ...
- إيمان الحجيري.. كيمياء الإصرار
- عاملات المنازل في الأردن ولبنان: بين حلم العمل وواقع العبودي ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - الذكورية ارث لم ينته بعد