أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - أدبك مرآة تربيتك














المزيد.....

أدبك مرآة تربيتك


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 23:46
المحور: قضايا ثقافية
    


الخلق الحسن ليس تعلّمًا فحسب،
بل هو نتاجُ تربيةٍ أصيلة،
وتراكمُ قيمٍ غرستها العائلة منذ الصغر،
لينعكس أثرها على تصرّفات الإنسان
وطريقة حديثه ونظرته إلى الآخرين.
فمن افتقد هذا الخلق،
لا يستحق الاحترام ولا التقدير إطلاقًا،
لأن الأدب ليس مجاملة،
بل هو سلوكٌ يعرّف صاحبه قبل أن يذكر اسمه.

ومن المؤسف اليوم أن نرى عددًا غير قليل من الناس،
سواء في تفاصيل الحياة اليومية
أو على منصات التواصل الاجتماعي،
يتحلّون بقلة أدبٍ وذوقٍ واضحة،
ويتعاملون مع الآخرين بفظاظة
وكأنهم يحملون حقًا مكتسبًا في جرح مشاعر البشر.
هذا التراجع الأخلاقي لم يأتِ صدفة،
بل نتيجة غياب الوعي،
وتراجع دور الأسرة،
وتحوّل بعض المنصات إلى ساحات للتهجّم
بدل أن تكون فضاءً للحوار الراقي.

وقلّة الذوق والأدب أصبحت اليوم كفيروسٍ لعين،
يتفشّى في المجتمع بسرعة مقلقة،
ينتقل بالكلمة وبالتصرف وبالنظرة،
ويولد حالة من القسوة والضجيج الداخلي.
وهو – بلا مبالغة – أشد خطرًا من فيروس كورونا؛
لأن كورونا يُصيب الجسد،
أما انعدام الأدب فيُصيب الروح،
ويفسد العلاقات،
ويهدم القيم،
ويزرع الكراهية في النفوس،
ويُسهم في خلق مجتمع متعب،
منهك بالتوتر والاحتقان.

ولهذا علينا جميعًا أن نعتني بمفردات كلماتنا،
فالكلمة ليست صوتًا يمر وينتهي،
بل قد تكون جرحًا صامتًا
يبقى أثره في قلب الإنسان سنواتٍ طويلة.
والعبارة الجارحة قد تُسقط إنسانًا
كان يحمل في قلبه محبة لا تُقدّر،
وقد تدفع آخر إلى العزلة أو الانكسار.
فبعض الكلمات أشدُّ وجعًا من الضرب،
وأقسى أثرًا من أي أذى جسدي،
لأن الجسد يبرأ،
أما الروح فقد لا تشفى.

لذلك فإن أناقة الكلمة
يجب أن تكون أهم من أناقة ثيابك؛
فالثياب تُرى بالعين،
لكن الكلمة تُرى بالقلب.
والكلمة الطيبة ترفعُ قدرك،
وتمنحك احترامًا لا يُشترى بثمن،
وتفتح لك أبواب القلوب
قبل أن تفتح لك أبواب البيوت.

ولذلك، علينا ألا نقسي بكلماتنا مع الآخرين مهما كلف الأمر،
فاللين في القول والحكمة في التعبير
قد يمنعان جرحًا عميقًا،
ويزرعان الاحترام والمحبة في القلوب.

تذكّر دائمًا أن الأدب ليس مظهرًا خارجيًا،
ولا رتبة اجتماعية،
ولا شهادة جامعية،
بل هو قيمةٌ تُترجم في أسلوبك وكلامك وسلوكك.
وهو الهوية الحقيقية التي تسبق اسمك أينما ذهبت،
والمرآة التي تعكس معدن تربيتك وأخلاقك.
فكن جميلًا في قولك،
لطيفًا في تعاملك،
راقيًا في حضورك،
فما الحياة إلا مجموعة كلمات…
تُقال، وتُسمع، وتبقى.



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغناء غذاء للروح
- مستقبل الهوية العراقية
- صوت التغيير
- ما تتركه الكلمات
- حكم الحياة
- الاكتفاء بالذات
- استهتار الصهاينة
- ذكورية التشريع
- ماذا بعد حرب المياه..
- من الديكتاتورية إلى ديمقراطية مشوهة
- الكلمة مسؤولية
- حين يتجاوز الحب القوانين والاعراف
- الشباب هم ثروة البلاد وأمل التغيير
- حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع
- الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر
- اغتيال الطفولة بأسم القانون
- حين يصبح الحبيب صديقًا… وتصبح الصداقة عشقًا
- أسلوبك بالكلام اهم من الكلام نفسه
- الديمقراطية لا تبني بالقمع


المزيد.....




- مصر.. موظفة تدعي اختطافها وضربها والداخلية تكشف حقيقة الواقع ...
- أول لقاء بين ترامب وممداني.. صفحة جديدة أم لغم سياسي؟
- -أتعهد بعدم خيانة أوكرانيا-.. زيلينسكي: سأقترح بدائل للخطة ا ...
- الدعم السريع ترحب بوساطة ترامب لإنهاء الحرب في السودان وتتعه ...
- ألمانيا: رفض طلبات اللجوء المقدمة من سوريين .. الأسباب والتب ...
- بعد 14 عاما على كارثة فوكوشيما... محافظة يابانية تصادق على إ ...
- احذري هذه الأطعمة في وجبات طفلك المدرسية
- مادورو يأمر بنشر قوات وأسلحة ثقيلة لمواجهة عمليات أميركية مح ...
- 10 أشياء تجب معرفتها عن قائد -حرب الوقود- في مالي
- نتنياهو يطلب حذف قضيتين والاستعانة بصديق أمام المحكمة في -ال ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - أدبك مرآة تربيتك