مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 02:51
المحور:
قضايا ثقافية
من مراحل نضوج الإنسان أن يصل إلى مرحلة الاكتفاء بالذات، حيث لا يهمه رحيل أحد أو بقاء أحد. هذه الحالة ليست أنانية على الإطلاق، بل هي إكرام للنفس واحترام لها، فهي تعني أن يكون الإنسان مكتفياً داخليًا، راضياً عن ذاته، قادرًا على مواجهة الحياة بثقة، غير معتمد على الآخرين في تحقيق سعادته أو استقراره النفسي.
وهذا الاكتفاء لا يعني الانقطاع أو العزلة عن الأصدقاء والأحبة، فالعزلة المفرطة قد تولد شعورًا بالوحدة والحرمان. بل يعني أن نختار من نرتبط بهم بحكمة، ونحافظ على علاقات صحية تغذي روحنا وتدعم سعادتنا، بينما نبتعد عن العلاقات المسمومة التي تستهلك طاقتنا، وتثقل كاهلنا بالمشاعر السلبية، أو تسبب القلق والإحباط.
وعلينا أيضًا البحث يوميًا عن مصادر للطاقة الإيجابية، سواء كانت لحظات من التأمل والصمت، أو ممارسة هواية نحبها، أو القراءة، أو التواصل مع أشخاص يلهموننا، أو ممارسة الرياضة، أو أي نشاط يجعلنا نشعر بالرضا والحيوية. هذه الطاقة الإيجابية هي ما يمنحنا القدرة على الاستمرار والتقدم، ويجعل كل يوم خطوة نحو حياة أكثر إشراقًا وسعادة.
في النهاية، الاكتفاء بالذات هو فن العيش بسلام مع النفس ومع من حولنا، دون فقدان القدرة على الحب والتواصل بإيجابية. إنه توازن دقيق بين الاستقلالية والارتباط، بين العطاء والاعتناء بالنفس، وبين الاستمتاع بالحياة والحفاظ على سلامنا الداخلي.
إنه أن تعرف قيمتك، وتحتضن نفسك كما هي، مع القدرة على الانفتاح على العالم دون أن تفرط في راحتك وسعادتك. الاكتفاء بالذات هو رحلة مستمرة من الوعي بالنفس، والتقدير لها، والسعي لتحقيق أفضل نسخة ممكنة من حياتنا
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟