أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق الربيعي - مستقبل الهوية العراقية














المزيد.....

مستقبل الهوية العراقية


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق في السنوات الأخيرة حالة من التذبذب السياسي والاجتماعي، وسط مطالبات واسعة بإعادة هيكلة النظام السياسي وتصحيح مساره بعد عقود من التراجع وتشتت الهوية الوطنية. ورغم تعاقب الحكومات وتغير الوجوه، ما يزال المشهد العام يعاني من آثار سياسة المحاصصة التي أرهقت البلاد، وعمّقت الفوارق بين أبناء الوطن الواحد.

هوية وطنية في مهبّ التجاذبات

لقد تعرّضت الهوية الوطنية العراقية لانتكاسات متتالية بفعل السياسات القائمة على توزيع المناصب وفق الانتماءات الطائفية والقومية، بدلًا من الكفاءة والقدرة على خدمة العراقيين كافة. ومع مرور الوقت، أصبح الانتماء الفرعي معيارًا أكثر حضورًا من الانتماء الوطني، ما أفقد الدولة توازنها وأضعف مؤسساتها، وجعل المواطن يشعر بأن حقوقه تُحتسب وفق بطاقة تعريفه المذهبية أو القومية وليس بصفته عراقيًا.

ولم يكن هذا النهج مجرد سلوك سياسي، بل تحوّل إلى ثقافة حكمٍ تُدار بها الدولة، الأمر الذي أدّى إلى اهتزاز الثقة بين المواطن ومؤسساتها، وتآكل الشعور بالانتماء إلى وطن موحّد قُوّضت أركانه لصالح مصالح ضيقة.

أصوات وطنية… قليلة العدد قوية الموقف

ورغم قتامة المشهد، ما تزال هناك قوى وطنية—قد لا تمتلك النفوذ لكنها تمتلك الرؤية—ترفع شعار المواطنة وتطالب بدولة مدنية عادلة لا تُقصي أحدًا ولا تمنح الامتيازات بناءً على الانتماءات. هذه القوى وإن كانت مهمّشة، إلا أنها تمثل الأمل الأخير في إعادة بناء هوية جامعة قادرة على لملمة جراح العراقيين المتراكمة.

حكومة جديدة… ومسؤولية استعادة الثقة

أمام الحكومة المقبلة تحديات جسيمة، ليس أقلها إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة وإعادة صياغة العلاقة بينها وبين المواطن. فالمرحلة القادمة تتطلب خطوات جدية وشجاعة لإنهاء نهج المحاصصة الذي ثبت فشله، والعمل على إصلاح مؤسسات الدولة وتحريرها من هيمنة القوى المتنفذة.

إن أول اختبار حقيقي لأي حكومة سيكون قدرتها على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة جميع المواطنين دون تمييز، وأن تُظهر إرادة واضحة في تعزيز السلم المجتمعي، وحماية الوجود الوطني من التفكك الذي قد يقود البلاد نحو مزيد من الأزمات.

الإصلاح… مشروع وطني لا خيار آخر أمامه

إن العراقيين بحاجة إلى مشروع وطني شامل يعيد الاعتبار للهوية العراقية ويمنحهم الثقة بمستقبل أفضل. هذا المشروع لا يمكن أن يتحقق بخطاب سياسي منمّق، بل بإجراءات ملموسة تستند إلى العدالة، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد، وتكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان.

فالدولة التي تُدار وفق الكفاءة لا المحاصصة، وبمفهوم المواطنة لا الانتماء الضيق، هي وحدها القادرة على تحقيق الاستقرار الحقيقي الذي طال انتظاره، وهي وحدها القادرة على تحويل العراق إلى بلد يستحقه أبناؤه.


العراق اليوم أمام منعطف تاريخي؛ إما أن يُعاد بناؤه على أسس وطنية سليمة تتجاوز الجراح والانقسامات، أو يبقى أسيرًا لدوامة الأزمات التي أنهكت شعبه. ويبقى الأمل معلّقًا بوعي العراقيين وإرادة السياسيين الشرفاء الذين لا يزالون يؤمنون بوطن يستحق أن يُبنى من جديد



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت التغيير
- ما تتركه الكلمات
- حكم الحياة
- الاكتفاء بالذات
- استهتار الصهاينة
- ذكورية التشريع
- ماذا بعد حرب المياه..
- من الديكتاتورية إلى ديمقراطية مشوهة
- الكلمة مسؤولية
- حين يتجاوز الحب القوانين والاعراف
- الشباب هم ثروة البلاد وأمل التغيير
- حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع
- الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر
- اغتيال الطفولة بأسم القانون
- حين يصبح الحبيب صديقًا… وتصبح الصداقة عشقًا
- أسلوبك بالكلام اهم من الكلام نفسه
- الديمقراطية لا تبني بالقمع
- العنف الأسري
- الصراع ما بين القلب والعقل


المزيد.....




- جلبها مواطن كويتي من إيران.. داخلية الكويت تعلن إحباط تهريب ...
- ماذا نعرف عن بوعلام صنصال ولماذا أفرجت الجزائر عنه؟
- إلى أي مدى يؤثر الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلانات؟
- جيش السودان يستعيد مناطق حيوية والإمارات تنفي مساندة الدعم ا ...
- ما هي السيناريوهات المحتملة بشأن تصاعد حدة التوتر بين واشنطن ...
- مجلس الأمن الدولي يصوت الإثنين على مشروع قرار أمريكي بشأن غز ...
- نيجيريا تجدد رفضها لاتهامات ترامب بالإبادة
- ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت ...
- بسبب مخالفات.. مالي توقف بث قناتين فرنسيتين
- الجزائر تعلن إخماد كافة حرائق الغابات بـ14 ولاية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق الربيعي - مستقبل الهوية العراقية