أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - عام على السقوط… ولا تزال الإعدامات الأسدية قائمة: من يعطّل قرار الإلغاء؟














المزيد.....

عام على السقوط… ولا تزال الإعدامات الأسدية قائمة: من يعطّل قرار الإلغاء؟


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 16:09
المحور: حقوق الانسان
    


عامٌ مضى على سقوط الطغمة الأسدية، لكن إرثها القضائي ما يزال حاضرًا بأثقل صوره: أحكام إعدام سياسية لم تُلغَ بعد، رغم وضوح بطلانها القانوني والأخلاقي. الملف الذي كان يُفترض أن يُطوى في الأيام الأولى للتغيير، بقي معلّقًا في دهاليز لجنة وزارية لم تُحرّك ساكناً منذ إنشائها. هذا التجميد لا يعبّر فقط عن بطء إداري، بل يكشف عن احتمالات أعمق: استخدام العدالة المؤجلة كورقة تفاوضية، أو إبقاء الماضي رهينة لحسابات الحاضر. إن استمرار هذه الأحكام يطرح سؤالًا جوهريًا: هل نحن أمام مسار عدالة حقيقية، أم أمام إعادة إنتاج المساومات التي عطّلت الإنصاف لعقود؟

القرار الوزاري رقم (2024/ل)، الذي كان يتوقع كثيرون صدوره في إطار التجهيزات العدلية بعد التغيير، لم يصدر فعلياً إلا بتاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وفق ما توضحه المادة السابعة من الوثيقة الرسمية. القرار شكّل لجنة خاصة مهمتها النظر في الاعتراضات المقدّمة من المحكومين غيابياً على خلفيات سياسية وثورية.

لكن ورغم صدوره رسميًا في أكتوبر 2025، لم يصدر عن اللجنة أي قرار أو توصية أو بيان، ولم تُقدَّم أي إيضاحات عامة حول سبب هذا الجمود. وهذا يعني أن الفترة التي تلت سقوط النظام - والتي امتدت لعام كامل - لم تشهد أي تحرّك مؤسساتي فعلي لمعالجة هذه الأحكام، وأن إنشاء اللجنة نفسه جاء متأخرًا، ثم بقيت أعمالها مجمَّدة بلا تفسير.

أحكام الإعدام هذه تعود إلى الحقبة الأسدية، يوم كان القضاء امتداداً مباشراً للأجهزة الأمنية، وتضمّ أسماء بارزة مثل رياض حجاب وآخرين من المسؤولين المنشقين والمعارضين.

وهنا يتكرر السؤال بإلحاح: لماذا يبدو الملف وكأنه موضوع في «ثلاجة سياسية» بانتظار لحظة مُعدّة سلفاً؟

هل هو حقاً «قيد الدراسة»؟

منطقياً، ومع سقوط النظام كان يفترض أن تُلغى تلقائياً جميع القرارات الصادرة بحق معارضيه، بوصفها أحكاماً سياسية واضحة صدرت خارج إطار العدالة. لا يتطلب الملف تقنيات معقدة ولا تحقيقات جنائية، بل مراجعة قانونية بسيطة. فكيف يمكن للجنة مكوّنة من خمسة أعضاء – شُكّلت أخيراً – أن تبقى دون أي خطوة عملية منذ يومها الأول؟

- هل نحن أمام لجنة متقاعسة؟
- أم لجنة لم تُمنح التفويض الفعلي للعمل؟
- أم لجنة وُجدت فقط كي يُقال إن «الملف قيد المعالجة»؟

الشكوك تتصاعد:

عدد من الشخصيات المشمولة بالأحكام يعبر عن قلق متزايد، ليس فقط بسبب غياب القرارات، بل نتيجة السياق السياسي المتقلب الذي تبدو فيه كل القضايا قابلة للتأجيل والتوظيف.

يرى بعض هؤلاء – وربما بحق – أن تأخير إلغاء أحكام الإعدام قد يكون مرتبطاً بمحاولة استخدام الملف كورقة تفاوضية بين السلطة الانتقالية والمعارضين. هناك من يتحدث عن أن استمالة بعض الشخصيات البارزة لصالح السلطة الحالية يقف عائقاً أمام حسم الملف، وأن ترتيبات سياسية قد تكون مطروحة «كثمن» للإلغاء.

الإعدام المؤجّل :

يرى آخرون أن إبقاء الملف مفتوحاً قد يكون مقصوداً ليتزامن مع مرور عام على سقوط الطغمة الأسدية. لكن هذا الربط ليس بريئاً: فالقرار لا يحتاج إلى لحظة سياسية، لأنه استحقاق قانوني وأخلاقي، وكان ينبغي إصداره في الشهر الأول من التغيير.

- هل يُطلب من المعارضين تقديم «تنازلات» لاستعادة حقهم الطبيعي في إلغاء أحكام سياسية تعسفية أصلاً؟
- هل يجري إعداد صفقة تُستخدم فيها هذه الأحكام كأرصدة سياسية مستقبلية؟

من يحاسب اللجنة:

عندما يمسّ التأخير مصائر أشخاص وحقوقهم وسمعتهم، يتحول التقاعس نفسه إلى فعل من أفعال الظلم. وإذا كانت اللجنة - التي لم تبدأ عملها فعلياً منذ تأسيسها في أكتوبر 2025 - تُستخدم غطاءً للمماطلة، فإن محاسبتها تصبح ضرورة لا تقلّ أهمية عن معالجة الملف الأساسي.

فالعدالة المُجمّدة ليست عدالة، وتأجيل الإنصاف ظلم جديد يُرتكب باسم القانون.

الملف اليوم على مفترق طرق:

إما قرار فوري وشجاع يلغي كل الأحكام السياسية بلا استثناء،
وإما استمرار الغموض حول من يتحكّم فعلياً بالملف ولماذا يُترك معلّقاً دون أي خطوة منذ تشكيل اللجنة.

وبين الانتظار والذكرى الأولى للسقوط، تبدو أحكام الإعدام وكأنها تحوّلت إلى رمز آخر من إرثٍ ثقيل نحاول الخروج منه، فيما لا يزال البعض يصرّ على إبقاء المستقبل مرتهناً لملفات الماضي.

خلاصة الموقف:

في المحصلة، لا يمكن للعدالة أن تبقى رهينة حسابات سياسية. إن إلغاء أحكام الإعدام التعسفية ليس صفقة ولا أداة ضغط، بل حق وواجب يفتح باب سوريا جديدة، ويضع حداً لاستمرار الظلم تحت أي مسمى.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الأجنبي للجزيرة السورية: تشريع الأمر الواقع ومخاطره ...
- إقصاء الأم وشرعنة الابتزاز: إشكالية قانونية غير إنسانية في ا ...
- وداعاً لقانون قيصر المشؤوم.. إلغاء غير مشروط وسوريا تطوي صفح ...
- الحقيقة المجتزأة في «ملفّ دمشق» فصل جديد من وثائق التعذيب وا ...
- مكابس الموت… قراءة متأمّلة ودعوة للتهدئة
- توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟
- إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
- يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة
- شيفرة السياسة الخارجية تجاه سوريا : تداخل الملفات، أدوار الل ...
- إقالة مُلتبسة... شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب
- جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ...
- إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...


المزيد.....




- مقتل 3 أشخاص واعتقال آخر في عملية أمنية باللاذقية
- صفقة أسلحة ضخمة بين حفتر وباكستان تتجاوز حظر الأمم المتحدة
- غضب فلسطيني من تحويل رواتب الأسرى إلى -مساعدات اجتماعية مشرو ...
- إعادة النظر في رواتب الأسرى والشهداء.. دعم لرواية تل أبيب أم ...
- بعد تحويل رواتبهم لمساعدات مشروطة.. أهالي الأسرى الفلسطينيين ...
- -ما وراء الخبر- يناقش دوافع قرار عباس إعادة النظر في رواتب ا ...
- غارديان: مشروع قانون كندي -على الطراز الأميركي- يستهدف اللاج ...
- كيف علق مغردون على اتفاق تبادل الأسرى في اليمن؟
- -شبكات- تتناول استنساخ الصين لأغلى آلة واتفاق تبادل الأسرى ب ...
- خبراء ومقررون في الأمم المتحدة: الحصار البحري الجزئي الأمري ...


المزيد.....

- اتفاقية جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة وانعكاسا ... / محسن العربي
- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - عام على السقوط… ولا تزال الإعدامات الأسدية قائمة: من يعطّل قرار الإلغاء؟