أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - هذا الفعل الاحتجاجي البطولي يعكس التضامن الذي يشعر به عرب إسرائيل تجاه أقاربهم في غزة














المزيد.....

هذا الفعل الاحتجاجي البطولي يعكس التضامن الذي يشعر به عرب إسرائيل تجاه أقاربهم في غزة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 04:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بطلتي في عيد الحانوكا هذا العام هي امرأة مجهولة ترتدي السواد. كان ذلك مساء الأربعاء، في الليلة الرابعة من عيد الحانوكا، في مجمع «وايزمان سيتي مول» في تل أبيب. كانت تضع حجابا على رأسها، وتحمل حقيبة على ذراعها، وهاتفا خلويا في يدها الأخرى. اقتربت من الشمعدان (المنارة) ونفخت الشموع الأربع دفعة واحدة، في نفس واحد. صفق مرافقها الرجل.
ثم عادت المرأة مرة أخرى: كانت شمعة الـ«شَمّاش» – الشمعة المستخدمة لإشعال الشموع الثماني – لا تزال مضاءة، فأطفأتها هي أيضا. هذه المرأة هي «روزا باركس» الفلسطينية. وقد نُشر مقطع فيديو لاحتجاجها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وجاءت ردود الفعل الغاضبة سريعا: «توثيق يثير الغضب» (موقع ماكو وقناة 14)، «توثيق فاضح» (موقع الأخبار الحريدي «بحادري حريديم»)، و«معادية للسامية ناطقة بالعربية» (يوآف إلياسي – «الظل» – على إنستغرام).
وكتب يائير فولدِس في صحيفة هآرتس أن الشرطة تحقق في الحادثة لكنها لم تحسم بعد التهمة المناسبة. وهي تدرس تطبيق المادة 170 من قانون العقوبات الإسرائيلي، والتي تحظر «تدمير أو إلحاق الضرر أو تدنيس مكان عبادة أو أي شيء يُعد مقدسا لدى جماعة من الناس، بقصد إهانة ديانتهم، أو مع العلم بأنهم قد يعتبرون هذا التدمير أو الضرر أو التدنيس إهانة لدينهم».
العقوبة القصوى: ثلاث سنوات سجن. جميع من أحرقوا المصاحف في مساجد الضفة الغربية أحرار طلقاء، أما هذه المرأة فسيتم اعتقالها.
بينما أكتب هذه السطور، كانت مطاردة الشرطة على أشدها. وبحلول مساء السبت، أو ليل الاثنين على أبعد تقدير، ستعتقل المرأة. المحاكمة الاستعراضية في الطريق، حتى وإن كان مقدم البرامج في القناة 14، ينون مغال، متشائما: «سيقبضون عليها، يصورونها بجانب العلم الإسرائيلي، يحضرونها إلى جلسة تمديد توقيف، ثم يفرج القاضي عنها إلى الحبس المنزلي».
من المعروف أن بيوت إسرائيل مليئة بالعرب الذين أفرجت عنهم المحاكم. اسألوا الشاعرة دارين طاطور، التي وُضعت قيد الإقامة الجبرية لمدة نصف عام (!) قبل محاكمتها بسبب منشور على فيسبوك، وذلك قبل وقت طويل من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. بالنسبة لليمينيين، فإن «مُطفئة الشموع» هذه إرهابية تستحق حكم الإعدام.
ليس من اللائق إطفاء شموع الحانوكا؛ ولا أعرف ما الذي دفع هذه المرأة الشجاعة إلى فعل ما فعلت، لكن من الصعب تخيل فعل احتجاجي لا عنفي أكثر درامية من هذا.
يجوز تعطيل العيد الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى انتصار ثورة الحشمونيين على المحتل اليوناني. وفي عيد يغني فيه اليهود: «جئنا لطرد الظلام، في أيدينا نور ونار»، يجوز الاحتجاج. وفي عيد يغنون فيه: «لنقم حفلة - سنرقص الهورا جميعا - اجتمعوا حول الطاولة - سنقدم لكم الحلوى - نردّات للعب وفطائر للالتهام»، يجوز الإفساد. وفوق كل ذلك، في عيد يُغنى فيه بلا خجل: «حين تُعد مذبحة للعدو الكافر» (الترجمة الحرفية لجزء من البيت الأول من نشيد «ماعوز تسور»/«صخرة الدهور») – يجوز التمرد.
يجوز لفلسطينية تحمل الجنسية الإسرائيلية أن ترى أن هذا الاحتفال يجب أن يُطفأ بفعل احتجاجي شخصي: نفخة واحدة تطفئ الشموع في مركز تجاري. بينما يغرق أبناء دينها، وربما أقاربها أيضا – ففي يافا، مثلا، لا توجد عائلة عربية واحدة بلا أقارب في غزة – في الوحل، ويرتجفون من البرد، وتواصل الكلاب الجائعة النبش في جثث أقاربهم المحاصرين، لن يحتفل اليهود هنا وكأن شيئا لم يحدث.
لا بد لأحد أن يذكّرهم بأن الحرب في غزة لم تنتهِ، وأن المعاناة تزداد فقط. لا بد لأحد أن يذكّر الإسرائيليين بأنه بينما يلتهمون فطائر «السوفغانيّوت» الفاخرة، لا يزال في غزة أناس يتضورون جوعا، أو على الأقل سئموا ومرضوا من أكل العدس.
هناك مئات الآلاف من المشردين الذين ينهشهم الشتاء. وهناك مرضى يموتون ببطء، في آلام مبرحة، بسبب انعدام الرعاية الطبية. وهناك مئات الآلاف من الأطفال الذين قُتل أصدقاؤهم، والذين حُرموا من المدارس أو أي إطار تعليمي لأكثر من عامين، والذين حُكم عليهم بحياة من الجهل واليأس حتى لو نجوا من الحرب، وهي حرب بعيدة عن النهاية.
هذا يمس عرب إسرائيل. يؤلمهم، حتى وإن شلهم الخوف من نظام يعتقل كل من يجرؤ على إظهار إنسانيته. ثم جاءت امرأة مجهولة، في الليلة الرابعة من الحانوكا، وأطفأت للحظة واحدة شموع المحتفلين الإسرائيليين، بنفخة واحدة. إنها بطلة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جثة، ولا تفسير: عائلة في الخليل تحاول فهم ما جرى لابنها ب ...
- مجزرة شاطئ بونداي لا يمكنها التغطية على كل المجازر في قطاع غ ...
- إسرائيل تعتبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة, الاونروا, منظ ...
- أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها
- في الوقت الذي يعانق فيه فنانو إسرائيل الجبن… تتجرأ دانا إنتر ...
- عندما تتحول المؤسسة العسكرية إلى واعظ: مخاطر حملة -من أجل يه ...
- ماذا نعرف عن الجيش الإسرائيلي، البقرة المقدّسة لإسرائيل؟
- «اللعنة المباركة» تعيد تعريف إسرائيل: الحدود العالمية، تحوّل ...
- مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟
- طفل فلسطيني كان ينتظر حافلة المدرسة… اطلق جندي إسرائيلي قنبل ...
- لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق ش ...
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...


المزيد.....




- انتخابات إسبانيا الإقليمية تكشف تراجع الاشتراكيين وتقدم اليم ...
- م.م.ن.ص// يريدوننا ان نموت في صمت.. الموت هو الموت...
- بيان الحزب الشيوعي في تشيلي بعد الانتخابات الرئاسية
- ميشيل فوكو: الأفكار والتأثير والنقد السياسي
- السودان.. القوى المدنية تطالب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
- جريدة “الفجر” تتوقف عن الصدور وصحفيوها بلا رواتب منذ 6 أشهر ...
- حزب التقدم والاشتراكية بتازة يجدد هياكله وينتخب الرفيق سعيد ...
- What Germans Think About AI
- تشيلي بعد اليسار: تداعيات فوز اليمين الراديكالي على السياسة ...
- الدورة السابعة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية تحت شع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - هذا الفعل الاحتجاجي البطولي يعكس التضامن الذي يشعر به عرب إسرائيل تجاه أقاربهم في غزة