أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - كلنا بن غفير














المزيد.....

كلنا بن غفير


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 04:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أخيرا، أصبحنا جميعا إيتمار بن غفير. هناك خيط واحد يربط بين نفتالي بينِت، ويائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان – أمل المعارضة – وبين بن غفير، رمز الرعب الأكبر: القومية، والفاشية، والعسكرة، لا تختلف إلا في أدق التفاصيل. بين أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، وأولئك الطامحين إلى السلطة، لا يوجد سوى خمسين ظلا من اليمين.
لذلك، فإن كل الحديث عن "الشرخ في الأمة" و"الانتخابات الأهم في تاريخ الدولة" – وهو الشعار الرائج حاليا – ليس سوى كذبة. لا يوجد في إسرائيل من يشبه زهران ممداني، ولن يكون هناك مثله قريبا. لدينا ما يكفينا من أمثال بن غفير.
لقد بدأ موسم الانتخابات، وليس هناك من هو أسرع من لابيد في التقاط روح العصر – أي الفاشية – وامتطاء موجتها. إنها السلعة الأكثر رواجا منذ السابع من أكتوبر، وها هو لابيد يوزعها بسرور.
هذا الأسبوع، وعد "زعيم المعارضة" بأنه سيدعم تشريعا يمنع كل من لا يخدم في الجيش من حق التصويت. لا في إسبرطة ولا في "إسبرطة العظمى" كانوا ليتجرؤوا على التفكير في خطوة عسكرية كهذه. هناك ربما كانوا سيشعرون بالخجل. أما هنا، فالعرب، والمتدينون الحريديم، وذوو الإعاقات، والمرضى، والمجرمون، والمقعدون – جميعهم سيلقون في النيل، فهم ليسوا جزءا من ديمقراطيتنا. فلماذا لا نرحل كل من لا يخدم؟ ولم لا نجردهم من المواطنة؟ وربما نضعهم في معسكرات؟
بحسب لابيد، فإن الخدمة العسكرية هي ما يمنحك الحقوق الأساسية. إن لم تقتل الأطفال في غزة، أيها الإسرائيلي العزيز، فإن لابيد سيأخذ منك بطاقة الناخب. الشعب المنهك والمثخن بالجراح بعد سنوات من حكم بنيامين نتنياهو، يُفترض به الآن أن يرى في شخصية كهذه بصيص أمل.
أما أعظم آمال المعارضة فمخيبة أكثر. "اقامة دولة فلسطينية في النقب"، حذّر بينِت هذا الأسبوع سكان بلدة عومر. "إذا لم نتحرك، فسنستيقظ على السابع من أكتوبر جديد في النقب". هكذا، يُصور المواطنون البدو في إسرائيل – وهم الفئة الأكثر تهميشا وحرمانا – كأنهم حماس، وكأن الخطر الذي يمثلونه هو "أكتوبر آخر".
إذًا، ما حاجتنا إلى بينِت طالما أن بن غفير يقول الشيء نفسه؟ أهو من أجل لغته الإنكليزية الجيدة؟ أم آدابه المصقولة؟ أم خدمته في وحدة كوماندوس؟ أم لأنه متزوج من امرأة لا تتجول وسلاحها في خصرها؟ أم لأنه يعيش في رعنانا وليس في تل رميدة؟
بالنسبة إلى بينِت، كما بالنسبة إلى بن غفير، هذه الأرض لليهود وحدهم. فالبدو – الذين هُجّر بعضهم إلى النقب من مناطق أخرى داخل إسرائيل – ليسوا أبناءها، بل تهديد يجب احتواؤه. لكن الحقيقة أن النقب لهم بقدر ما هو لبينِت أو لمواطني عومر "الطيبين".
النقب هو ما تبقى لهم بعد أن جردناهم من أراضيهم، ودمرنا نسيج حياتهم، وحبسناهم في جيوب من الفقر والبؤس. بعضهم ليس "لطيفا" – ويقودون سياراتهم بتهور، ولهم أكثر من زوجة، وأحيانا يميلون إلى العنف – وهذا يستدعي الإصلاح، لكن من دون المساس بحقوقهم المدنية التي لا يمكن إنكارها.
بينِت، مثل لابيد، شخص مظلم. كلاهما يؤمن بأن الحقوق تُمنح من كرم الدولة، كهديةٍ أو مكافأة على "السلوك الحسن" كما يعرّفانه. هذه هي الفاشية في أسوأ صورها، وليبرمان – أقدم الفاشيين الثلاثة – سينضم إليهما بحماس. فهو أيضا يؤيد حرمان من لم يشارك في الحرب أو في جرائمها من حق التصويت. وهو أيضا يرى في البدو ضيوفا غير مرحب بهم في هذه البلاد.
إن التشابه الفاشي بين الائتلاف والمعارضة ليس صدفة، لأن اسمه الصهيونية. ففي عام 2025، لم يعد بالإمكان الدفاع عن هذه الأيديولوجيا القومية دون أن تكون فاشيا أو عسكريا. لقد أصبحت جوهر الصهيونية – وربما كانت كذلك منذ بدايتها – والصدق يقتضي الاعتراف بذلك.
نتنياهو وبنِت، بن غفير ولابيد، جميعهم صهاينة، مثل الغالبية الساحقة من الإسرائيليين. وعندما يتعلق الأمر بالأرض، فإنهم جميعا يؤمنون بتفوق اليهود وبخرافة "الدولة اليهودية والديمقراطية" في آنٍ واحد. الفاشية هي النتيجة الحتمية لذلك. لم يعد ممكنا أن تكون صهيونيا دون أن تكون فاشيا.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...


المزيد.....




- هولندا: استطلاعات تظهر صعود الوسط وتراجع اليمين المتطرف في ا ...
- المشروع الأميركي حول الصحراء الغربية: تقنين الاحتلال وسلب لح ...
- عسكرة الحركة العمالية تجري على قدم وساق!
- هل يتجه الاقتصاد العالمي نحو الانهيار؟
- احتفاء برفاق المعارضة اليسارية والأممية الرابعة الذين تم نفي ...
- م.م.ن.ص// 29 أكتوبر: ذكرى لا تموت.. جرحٌ ينزف.. نزيف يتواصل. ...
- خمسون عنصراً من أصل 300 مقاتل بحزب العمال دخلوا العراق بإشرا ...
- البلاغ الختامي للاجتماع الموسع الرابع للجنة المركزية
- وقفة احتجاجية بالرباط بمناسبة اليوم الوطني للمختطف 29 أكتوبر ...
- بلاغ صحفي مشترك للحزبين الشيوعي العمالي العراقي والحزب الشيو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - كلنا بن غفير