أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها














المزيد.....

أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 04:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كل بضعة أشهر، يجتمع دوريا في تل أبيب في قاعة تسافتا أو السينماتك، الصحافيون الإسرائيليون في "اجتماع طارئ" لـ"إنقاذ الصحافة الحرة".
يحضر هذه الاجتماعات شخصيات تلفزيونية، ورؤساؤهم ومدراءهم، وصحافيون آخرون. الكاهنة الكبرى، إيلانا دايان، تلقي دائما خطب لاذعة، ويغادر الجميع وهم يشعرون أنهم يخوضون معركة نبيلة من أجل الديمقراطية. حدث ذلك مرة أخرى يوم الثلاثاء. "من دون صحافة حرة، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية": كلمات جميلة وصحيحة معا. قالت دايان إن الجرافة العسكرية D9 تنطلق بلا فرامل، وإننا لم نكن يوما في فيلم رعب كهذا.
كل ذلك صحيح. الـD9 تقتحم كل شيء، والإعلام في خطر. قد يظن الزائر أن إعلاما شجاعا وهجومياا يقاتل من أجل روحه ووجوده وحريته. ما أسهل أن تصبّ الغضب على وزير الاتصالات شلومو كَرعي وعضو الكنيست غاليت ديستال أتباريان؛ وما أصعب من أن تنظر في المرآة. جاء الإعلام إلى المؤتمر وهو يحمل على جبينه أفظع وصمة عار في تاريخه، لكن أحدا لم يتطرق إليها. ومع هكذا لطخة، فلا يحق للإعلام أن يقاتل الحكومة.
المُحرَّرة من الأسر إليزابيث تسوركوف: "نجوت من شهور من التعذيب في العراق – ولن يتم إسكاتي في إسرائيل"
أخطر ضربة لحرية التعبير المسؤولة جاءت من داخل الإعلام نفسه. لم تكن الحكومة هي من أسكته خلال العامين الماضيين: الإعلام هو الذي أسكت نفسه، دون أي اعتراض من الداخل. مارس الإعلام رقابة ذاتية طوعية؛ تجند لإخفاء الحقيقة خوفا أو مراعاة لحسابات تجارية، حتى لا يزعج زبائنه.
الرقابة الذاتية أخطر من أي رقابة حكومية أو عسكرية، لأنها تمر من دون احتجاج. ولم يُحتج أيضا على التغطية الإعلامية للحرب في العامين الماضيين. الجميع سعداء: الناشرون، المحررون، المراسلون، المشاهدون والقراء. حتى الجيش سعيد. فقد تم الحفاظ على قدسيته غير القابلة للمساس. الإعلام لا يقول للجمهور إلا ما يريد أن يسمعه.
إعلام حر في الكتابة والتغطية، وحقق بشق التقارير الاستقصائية إسقاط رؤساء ورؤساء حكومات، اختار العاطفية بدل المعلومات، والابتذال بدل الموت، والقومية المتطرفة بدل الحقيقة – عامان من التقصير الفادح في أداء واجبه بتقديم الحقيقة الكاملة عن الحرب.
على الإعلام أن يحاسب نفسه قبل أن يحق له توجيه الاتهامات إلى الحكومة. اجتماع طارئ؟ ممتاز. لكن الموضوع يجب أن يكون: كم كذبنا، وكم أخفينا، وكم غرقنا في الشفقة على أنفسنا، وكم لعبنا دور الضحية وضلّلنا الجمهور. سنتان من تغطية الحرب في قطاع غزة من دون الغزيين، ومن الغرق المتواصل في أحداث السابع من أكتوبر وكأن شيئًا لم يحدث بعدها، ومن عبادة الأبطال وتجاهل كامل للجرائم.
حتى من دون مشروع قانون كَرعي، لا توجد هنا صحافة حقيقية. لا يوجد سبب للدفاع عن هذا النوع من الصحافة. فهي تلحق الضرر أكثر مما تفيد. إن "مقاتلي الحرية" في قاعة تسافتا هم المسؤولون الرئيسيون عن أن صيادا نرويجيا ومزارعا نمساويا شاهدوا من فظائع الحرب أكثر مما شاهد الصحافيون الذين تجمعوا في تسافتا. هم مذنبون بتضخيم روايات الجيش الإسرائيلي وعدم التشكيك فيها مطلقا. فعندما يقول سياسي شيئا ما للإعلام، يكون الرد مليئا بالسخرية والشك. وعندما يقول الجيش شيئا ما، يقف الجميع باحترام ويحيّونه.
الرقابة الذاتية الصادمة في الإعلام الإسرائيلي على فظائع غزة
هيئة البث العام تواجه الإغلاق… والموظفون يقولون إن الرقابة الذاتية باتت سائدة
كيف تنجو من الرقابة الإسرائيلية – ومن صمت الوسط الفني؟
سلسلة لا تنتهي من القصص عن الضحايا الإسرائيليين، ولا كلمة عن ضحايا غزة. لا أثر لأي بشر في القطاع سوى الأسرى في الأنفاق. لم تُطرح أي شكوك حول شرعية الحرب. قصف المستشفيات والملاجئ جرى تبريره، وفي النقاشات المُرهقة في الاستوديوهات لم يكن هناك إلا رأي واحد، يُصادِق على كل شيء. أكثر من 100 معتقل فلسطيني ماتوا في السجون الإسرائيلية. هل حقق الإعلام؟ هل اهتم؟ إطلاقا.
دعونا نقاتل ضد إغلاق "السلطة الثانية للتلفزيون والراديو" و"مجلس البث بالكابل والفضائيات"، فبدونهما ستخنق الحقيقة؛ وضد إغلاق "راديو الجيش" – صوت إسرائيل الحر. قالت دايان إنها تخشى على مستقبلها في إسرائيل إن تمّ ذلك.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوقت الذي يعانق فيه فنانو إسرائيل الجبن… تتجرأ دانا إنتر ...
- عندما تتحول المؤسسة العسكرية إلى واعظ: مخاطر حملة -من أجل يه ...
- ماذا نعرف عن الجيش الإسرائيلي، البقرة المقدّسة لإسرائيل؟
- «اللعنة المباركة» تعيد تعريف إسرائيل: الحدود العالمية، تحوّل ...
- مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟
- طفل فلسطيني كان ينتظر حافلة المدرسة… اطلق جندي إسرائيلي قنبل ...
- لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق ش ...
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...


المزيد.....




- هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟
- تركيا تواصل خطة طموحة لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني: تحديا ...
- نحن والديمقراطية: تأمّل في حالتي سوريا وتونس
- ماسك يتحدث عن إلهان عمر وممداني و-الجحيم الشيوعي-
- النظام المخزني: الديمقراطية الشكلية وسبل التغيير الديمقراطي ...
- م.م.ن.ص// ذلك الشتاء من عام 1977
- The Next Wars Were Always Here — How Post 9/11 Law and the M ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة أوروبا الغربية
- حزب التقدم والاشتراكية يُحذِّر من التراجعات الحقوقية في عهد ...
- كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها