أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق شيئاً تقريباً














المزيد.....

لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق شيئاً تقريباً


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 10:02
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من بين القضايا العديدة التي يجب أن يواصل الحراك الاحتجاجي النضال من أجل تحقيقها، ينبغي أن تكون لجنة التحقيق الرسمية في كارثة السابع من أكتوبر آخرها. بالنسبة لمعسكر "أي أحد إلا بيبي"، فهي مجرد محاولة أخرى للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن المشكوك فيه أن يتحقق ذلك حتى لو تم إنشاء اللجنة.
إن لجنة التحقيق الرسمية هي تضييع مضمون للوقت، وانحراف عن الجوهر، وبقرة مقدسة غبية قد تصب في مصلحة رئيس الوزراء نفسه.
المعارضون للحكومة بدأوا بالفعل في الحلم: ستُبعث لجنة أجرانات، التي فحصت الإخفاقات التي سبقت حرب يوم الغفران عام 1973، من جديد، وسيتنحى نتنياهو كما فعلت غولدا مئير.
لكن هذا لن يحدث.
ستتشكل عصبة من القضاة الكبار والجنرالات المتقاعدين، وسيعقدون جلسات مملة تمتد لعامين أو ثلاثة، وفي نهايتها سيقدم للجمهور تقرير مليء بالاستنتاجات الملتبسة، معظمها تقنية: هل أُرسلت الدبابات أم لا؟ هل فُعّلت شرائح الاتصال في هواتف مقاتلي حماس أم لم تُفعّل؟
لن تجرؤ أي لجنة على الاقتراب من جذر المشكلة، وهو سياسة جميع حكومات إسرائيل — وليس الحكومة الحالية فقط — في تعاملها مع قطاع غزة والشعب الفلسطيني. فالجميع أرادوا إدارة الصراع، ولم يفكر أحد قط في حله. ولن تتطرق اللجنة إلى هذه المسألة.
التركيز على إنشاء لجنة تحقيق أمر عديم الجدوى. حتى الجدل حول نوعها — هل ستكون لجنة دولة، أم لجنة حكومية، أم شاملة للنظام بأسره — ليس سوى تفصيل هامشي. ففي الواقع السياسي الحالي، أي لجنة تحقيق، حتى لو كانت لجنة دولة وهي الأعلى مرتبة، ستخيب آمال أولئك الذين يتوقعون رؤية نتنياهو يُطاح به مذلولاً من جميع مناصبه — وهو الهدف الرئيسي، وربما الوحيد، للمطالبين بتشكيلها.
لا تحتاج لجنة كي تفهم أن ما حدث كان فشلاً ذريعاً. ولا تحتاج إلى سنوات من الجلسات لتقرر أن "جيش الدفاع الإسرائيلي لم يحتفظ بقدرته على مواجهة حرب مفاجئة"، كما خلصت إليه هذا الأسبوع لجنة تورجمان.
لن تساعد أي لجنة في تحقيق الرغبة في تحميل نتنياهو كامل المسؤولية. فقد أعفت لجنة أجرانات القادة السياسيين من أي لوم، بل وأشادت بهم؛ أما لجنة كاهان، التي حققت في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، فقد أدت إلى إقالة أريئيل شارون من وزارة الدفاع، لكنه عاد بعد أقل من عقد رئيساً للوزراء.
ولا واحدة من تلك اللجان — وهما الأفضل بين ما عرفناه — أحدثت أي تغيير ضروري. لجنة أجرانات لم تغير إسرائيل؛ من غيرها كان مناحم بيغن، حين وقع بعد سنوات قليلة معاهدة السلام مع مصر. لو كان الأمر بيد لجنة أجرانات، لكان الحل مجرد إعادة تعبئة المخازن الطارئة، وتوسيع الجيش، وإضافة أسراب جوية جديدة.
لن تجرؤ أي لجنة على القول إن أحداث السابع من أكتوبر لها سياق يجب تغييره من جذوره. كان هذا ينبغي أن يكون أهم توصية لأي لجنة، لكن اللجنة التي تجرؤ على تناول هذه "الجمرة" لم تولدبعد — ولن تولد أبداً. انظروا فقط إلى ما حدث للأمين العام للأمم المتحدة حين تجرأ على قول ذلك بعد أيام من الكارثة.
سيقف مئات الشهود أمام اللجنة، وسيتحدثون عن الاستعدادات التي فشلت، والمعلومات الاستخبارية التي ضلت طريقها. كل هذا نعرفه منذ زمن. سيتحدثون عن تحويل الأموال إلى حماس (وهو أمر حدث أيضاً قبل حكومة نتنياهو الحالية) وعن الجيش الذي اختفى بينما كانت البلاد تحترق.
لكن لن تسأل أي لجنة: "ما الذي كنتم تنوون فعله بقطاع غزة بعد 10 أو 20 عاماً؟" وحتى إن سألت، فلن تتلقى جواباً، لأن إسرائيل لا تملك إجابة على هذا السؤال. ولهذا، لا حاجة إلى لجنة تحقيق.
يمكن تفهم مشاعر العائلات الثكلى التي تناضل من أجل تشكيل لجنة. فماذا بقي لها غير الرغبة في معاقبة من تسببوا بمآسيها؟ لكن على الحراك الاحتجاجي أن يخرج من منطقة راحته المتمثلة في المطالبة بعودة الأسرى وتشكيل لجنة دولة.
إن كان يريد حقاً إصلاح الأمور، فعليه أن يطرح رؤية بديلة بجرأة، حتى لو كان الثمن خسارة بعض الدعم الشعبي. لجنة تحقيق رسمية لن تقدم سوى مزيد من الدوران في الحلقة ذاتها. وفي أفضل الأحوال — سيغادر نتنياهو ليحل مكانه نفتالي بينيت.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...


المزيد.....




- مـــــداخلة النائب أحمد العبادي باسم فريق التقدم والاشتراكية ...
- رؤيتنا: النظام يبدأ معركة تعديل الدستور
- التهديدات العسكرية الأمريكية لفنزويلا وخفاياها الحقيقية
- I Was One of the First People to Say “Don’t Run, Joe.” Now I ...
- Work in 2050 – Three German Scenarios
- Absurdity in the Coverage of the Trump Administration’s Gaza ...
- The Return of the “Turk”: Identity, Memory, and the Politics ...
- Chicaneries, Contradictions, Justifications
- The Canadian Dream Is Dead — But Co-ops Can Revive It
- فشل مؤتمر قمة الأطراف  COP30المرتقب


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق شيئاً تقريباً