أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها شهيدة.. هل كان الأمر يستحق، يا لواء تومر–يروشالمي، أن تخدمي بهذه المهانة جيشاً إجرامياً، ليكون مصيرك في النهاية على هذا الشكل البائس؟














المزيد.....

لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها شهيدة.. هل كان الأمر يستحق، يا لواء تومر–يروشالمي، أن تخدمي بهذه المهانة جيشاً إجرامياً، ليكون مصيرك في النهاية على هذا الشكل البائس؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 08:24
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عندما يُصبح الليل نهاراً، يمكن لمدعية عسكرية عامة أن تُصوّر كشهيدة، امرأة "ناضلت من أجل سيادة القانون وحقوق الإنسان"، حتى أُحرقت على "مذبح الشر اليميني". عندما يُصبح الليل نهاراً، لا تُقَال المدعية العامة إلا حين لا تُقصر في أداء واجبها، وتتجرأ –للمرة الأولى والأخيرة في مسيرتها– على اتخاذ خطوة جريئة.
لكن الوحش النهم لا يُشبع أبداً. يمكنكِ، يا لواء ييفعات تومر–يروشالمي، أن تُدافعي عن الإبادة الجماعية، وأن تُغطي كل الجرائم، وأن تُخفي التحقيقات وتُبيّضي أفعال الجنود الإسرائيليين، وبذلك تُرضين قادتكِ. غير أنه عند أول زلة، سيحاسبكِ الوحش نفسه.
هل كان الأمر يستحق، يا لواء تومر–يروشالمي، أن تخدمي بهذه التبعية العمياء جيشاً مجرماً، لتكون نهايتكِ بهذا البؤس؟ ألم يكن من الأجدر أن تؤدي واجبكِ بجرأةٍ ونزاهةٍ، وأن تتحدثي بصراحة، لتُقالِي على الأقلّ بشيءٍ من الكرامة؟ وكما يقول المثل اليهودي القديم: لقد أكلتِ السمك الفاسد وطُردتِ من المدينة. فهل كان ذلك ما تستحقين؟
لسنوات كنتِ تحكمين في المحاكم العسكرية التي لا تمتّ بصلةٍ لما تعلمتِه في الجامعة. كنتِ مدّعيةً وقاضيةً في الوقت نفسه، تحكمين على آلاف الفلسطينيين بالسجن من دون محاكمة حقيقية. ومنعتِ أي تحقيق في آلاف الجرائم التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون ضد الفلسطينيين، في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كلّ حالة قتلٍ لطفلٍ بلا سبب، وكلّ جندي معتدٍ، اتخذت غطاءا قانونيا منكِ ومن المنظومة التي ترأسينها. في هذه المنظومة، لا يوجد جنودٌ مجرمون – حتى بعد فظائع غزة.
لقد أسهمتِ في أفظع عرض مسرحي يُدعى "العدالة العسكرية"، حيث يكفي أن يكون المرء فلسطينياً ليُدان. محكمة فصل عنصري لا يملك فيها المتهمون حقوقاً ولا يُبرَّأ أحد، وكلّها مجرّد مسرحية رخيصة في نظام عدالةٍ- زائف. وهكذا صعدتِ في الرتب حتى أصبحتِ المدّعية العسكرية العامة، فقط من أجل تبييض جرائم الجيش الذي تخدمينه.
لا توجد مؤسسة قضائية محترمة في العالم كان يمكنها تبيّض جرائم "جيش الدفاع الإسرائيلي" في غزة والضفة الغربية. لكنكِ فعلتِ ذلك بفرح. كنتِ "محامية الإبادة الجماعية"، وسيأتي اليوم الذي تُحاسَبين فيه على ذلك. أمّا الآن، فقد ردّ لكِ النظام الصاع صاعا: جرى اقالتك لأكثر الأسباب خطأً.
يصعب معرفة ما الذي جعل تومر–يروشالمي تنحرف فجأةً عن دورها المرسوم وتُصاب بالصدمة من فيديو يظهر فيه حراس سجن عسكريون – وليس "جنوداً مقاتلين" كما يُحب الإعلام أن يُسميهم – وهم يعذبون أسيراً فلسطينياً أعزل بوحشية. ووفقاً للائحة الاتهام، فإن هؤلاء الحراس الخمسة –وهم حثالة البشر– طعنوا ضحيتهم في المستقيم حتى تمزق، وكسّروا أضلاعه وثقبوا إحدى رئتيه.
كان من المهم أن يرى الإسرائيليون ما يفعله جنودهم، خصوصاً في أجواء "كلّ شيء مباح للجيش" التي تسود منذ 7 أكتوبر. وفجأة، ساهمتِ –ولو للحظة– في كشف الحقيقة. أدركتِ أنّ فرصة إدانة المتهمين في ظل المزاج العام الراهن شبه معدومة، ولهذا سرّبتِ الفيديو – وهي الفعلة الوحيدة التي تستحقين عليها ميدالية.
لكن هذا الحدث ليس استثنائياً في السجون العسكرية، بل هو روتين. ألم تسمعي عن الثمانين معتقلاً الذين قضوا في السجن، بعضهم على يد جنود الجيش؟ ماذا فعلتِ بشأن تلك الوفيات؟ وماذا فعلتِ بشأن الجندي الذي قتل طفلاً في التاسعة من عمره قبل أسبوعين في قرية الريحية بالضفة الغربية؟ قال المتحدث باسم الجيش إنّ "القضية أُحيلت إلى النيابة العسكرية للمراجعة". سينتهي التحقيق بعد سنوات، وماذا سيحدث للجندي؟ كونه لا يزال حراً هو الجواب.
وعندما يُصبح الليل نهاراً، يتحول الخمسة المتهمون بتعذيب المعتقل في سجن "سدي تيمان" إلى ضحايا. عفوهم آت في الطريق، والجانية التي "غرست السكين في مستقيمهم" هي المدعية العسكرية العامة نفسها. وزير الدفاع إسرائيل كاتس يلهث شوقاً للانتقام، كم يحب إقالة ضباط كبار، وكم يُسكره شعور القوة!
وها هم جميعاً، بمن فيهم المعلق "المعتدل" نداف إيال، يُصدرون حكمهم: "تسريب فاضح". هذه هي الجريمة، وهذه هي الجانية.
لكن لا تجعلوها شهيدة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...


المزيد.....




- جبهة البوليساريو تعتبر قرار مجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصح ...
- بعد وقف إطلاق النار، مهامنا من أجل تحرير فلسطين
- The Woman Liberation Paradigm and the Universal Claim of the ...
- Human Rights Beyond Liberalism: ?calan’s Call for a Democrat ...
- Rejection of Imperialist Aggression and the Authoritarian Re ...
- There is No Rock Bottom: The Trump Regime’s Depravity Will C ...
- زهران ممداني.. هل يعد المرشح الديمقراطي لعمدة نيويورك النسخة ...
- الإسلام والاشتراكية في قلب أمريكا، المرشح ممداني يقترب من قي ...
- Bomber Nobel? Compare and Contrast
- Political Strikes in Germany: the ILO, a Court and a Nazi Id ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها شهيدة.. هل كان الأمر يستحق، يا لواء تومر–يروشالمي، أن تخدمي بهذه المهانة جيشاً إجرامياً، ليكون مصيرك في النهاية على هذا الشكل البائس؟