أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم














المزيد.....

الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 02:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم نشهد هنا شيئاً مماثلاً من قبل، ولن نشهده أبداً. مرشح يخرج من العدم، ليس جنرالاً متقاعداً ولا نجماً تلفزيونياً لامعاً، ولا وريثاً مدللاً من أبناء النخبة، ولا حتى سياسياً محنكاً. شاب ذو خلفية أجنبية، مهاجر، لم يكن معروفاً حتى قبل لحظة؛ آراؤه ثابتة وجذرية، لا يخاف من قول ما يفكر به، ولا يتردد في التفكير بما يقوله.

لا يهتم باستطلاعات الرأي، ولا يصغي إلى النصائح التي تحثه على تلطيف مواقفه. يهاجم النظام القائم بصدقه الخاص – وينتصر. يهزم المؤسسة، يهزم المرشح الآخر، وريث السلالة السياسية.

لم يكن لدينا هنا شيء كهذا قط؛ ولن يكون لدينا "زهران مامداني". إذا واصلت السياسة الإسرائيلية الدوران في حلقة مفرغة – ليس فقط لأن بنيامين نتنياهو لا يرحل، بل لأن خصومه الذين هُزموا مراراً يرفضون أيضاً مغادرة حياتنا – فلن يكون لدينا "مامداني" أبداً. يا لليأس.

لفهم عمق التحول الذي يجسده "مامداني"، الذي انتخب عمدة لأهم مدينة في العالم، تخيلوا مرشحاً عربياً أو إريترياً يهاجر إلى إسرائيل ثم يفوز في انتخابات هنا. تخيلوا أن يُنتخب النائب السابق دوف حنين رئيساً للحكومة. أو أن يتحول فنان "هيب هوب" مثل "مستر كارداموم" – أحد الأسماء الفنية لمامداني – إلى زعيم سياسي بين ليلة وضحاها. ربما مثل مغني الراب تامر نفار؟

في غضون بضعة أشهر فقط، أشعل مامداني حماس المدينة وأسر قلوب شبابها، حتى أولئك الذين لم يهتموا يوماً بالسياسة. انتُخب في المدينة التي تضم أكبر جالية يهودية في العالم، رغم أن خصومه حاولوا شيطنته واتهامه بمعاداة السامية. وفاز في واحدة من أكثر مدن العالم رأسمالية، على أساس برنامج اشتراكي واضح لا تردد فيه.

لقد أثبتت أميركا مجدداً أنها أرض الفرص اللامحدودة. وربما يجعلها مامداني عظيمة بحق، أكثر بكثير مما فعل دونالد ترامب.

من الممكن أيضاً أن يفشل فشلاً ذريعاً. فالمؤسسة القديمة ستفعل كل ما بوسعها لتصفيته، كما فعلت بريطانيا مع جيريمي كوربن من حزب العمال، ذلك الأمل الكبير بالتغيير الذي أُطيح به. ومن الممكن أن تتبين استحالة تنفيذ وعود مامداني، رغم سحرها الكبير المتمثل في إقامة العدالة والمساواة في مدينته وما بعدها.

ومن المحتمل أنه ليس موهوباً في القيادة والتنفيذ بقدر ما هو بارع في الوعد والتعبئة. لكن مجرد انتخابه مثّل تغييراً هائلاً، وأحيا الأمل بشيء مختلف، وجلب روحاً جديدة منعشة لم تعرفها إسرائيل منذ زمن طويل. يا لحسدنا لأهل نيويورك.

العام المقبل ستُجرى "الانتخابات الأكثر مصيرية"، لكن لا يوجد شخص واحد يثير الحماس، ولا شخصية يأمل المرء أن تفوز، ولا أحد يستحق أن يُبذل الجهد من أجله. لا أحد يمكن تصديقه، ولا من يقدم بداية جديدة أو ثورة حقيقية. فقط المزيد من التكرار ذاته: المجد للجيش الإسرائيلي، "ليس الآن وقت الدولة الفلسطينية"، وقبل كل شيء – استمرار التفوق اليهودي إلى الأبد.

كل ذلك في بلد يتوق إلى انطلاقة جديدة، ربما أكثر من أي بلد آخر في العالم، والآن أكثر من أي وقت في تاريخه. هنا، كل شيء يتكرر: الزعيم الأوحد، مدعو العرش المرهقون، الشعارات الفارغة، الفساد، الفراغ، واليأس.

إسرائيل بحاجة إلى "مامداني" الآن كما يحتاج المختنق إلى جهاز تنفس. عندما لا يجرؤ أحد على طرح بديل مختلف، أو طريق لم يُسلك بعد، أو رؤية غير مستكشفة، بينما البلد والمجتمع غارقان في الوحل – نحن بحاجة إلى "مامداني".

ربما لهذا بدأت ماكينات التحريض وبث الخوف في إسرائيل بالعمل ضده؛ فكل المعلقين تقريباً في استوديوهات التلفزيون خرجوا لمهاجمته. كيف لا، وقد قال إن إسرائيل قتلت أطفالاً في غزة، وتحدث عن "إبادة جماعية"! إذن فلا بد أنه معادٍ للسامية. وهو أيضاً ضد رهاب الإسلام، أي لا بد أنه "إسلامي متطرف"، بل "داعش نيويورك"!

ليته ينجح في تنفيذ ولو جزء من وعوده العظيمة. ليته يتمكن من كسر الحملة العالمية ضد التقدم. ليته فقط يرعى المهمشين في نيويورك. فالمهمشون في إسرائيل يستحقون "مامداني" هم أيضاً.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل


المزيد.....




- من أجل غزة والسودان وكلّ الأوطان: “كتلة تاريخية” ضدّ الطغيان ...
- الماركسية حية وتتطور، ولا غنى عنها
- كفاح شباب فم الحصن- طاطا وكادحيها: مقابلة مع الرفيق باني
- The UAE Should Be On The Financial Action Task Force Grey Li ...
- MAMDANI WINS!!! – Now the Hard Work Begins!
- الحرية لأحمد عرابي المحبوس احتياطيا منذ 3 سنوات..كفى تنكيلا ...
- مسلم يساري ومؤيد لغزة.. هل زهران ممداني واحد منا؟
- ?اگ?ياندني ک?تايي هاتني پلين?مي چوار?مي ک?ميت?ي ناو?ندي
- The Truth of Society, Ideological Consistency, and the Const ...
- Contesting Germany’s AfD


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم