أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟














المزيد.....

مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 02:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد فشل الوسط واليسار في إسرائيل في تقديم استراتيجية ليبرالية واضحة لمواجهة أجندة اليمين المتطرف الكهانية، وهو ما ترك الجمهور الإسرائيلي بلا خيار سياسي سوى اليمين.

هذه ظاهرة شبه مجهولة في أي مكان آخر في العالم: ففي إسرائيل، يمتلك اليسار روحا محافظة — متجمدة، مترددة، خادعة وجبانة. أما اليمين فهو الحركة الثورية، بلا قيود، ويقول ما يعنيه بالضبط.
عادة، يدفع التطرف في اليمين إلى تطرف مقابل في اليسار. لكن في إسرائيل حدث العكس: كلما ازداد اليمين تطرفا، تحرك اليسار نحو الوسط. غلف مواقفه بالضباب، وركض خلف اليمين، وحاول تقليده، فانتهى لأسوأ ما يمكن.
عندما أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لم يتأخر رد الفعل اليساري: إذ ازدادت الكتلة الليبرالية تقدمية وراديكالية. لكن عندما وصل الكهانيون إلى السلطة في إسرائيل، لم يتطرف اليسار، بل حاول الاقتراب من مواقف الحكومة.
عندما قدمت حكومة نتنياهو مشروع قانون يرفض إقامة دولة فلسطينية، أيدته الكتلة الأخرى إلى حد كبير. وعندما صوت الكنيست على فرض عقوبة الإعدام على "الإرهابيين" — أحد أكثر مشاريع القوانين عنصرية وفاشية التي طُرحت هنا — قاطع المعسكر المعارض التصويت. لقد كان الرد على الروح الكهانية باهتا.
لقد أصبحت الكهانية — كما كتبت رافيت هخت بحق في هآرتس — أكبر حركة شعبية في إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023. وهي تلعب في مرمى مفتوح: فبدلا من أن يرد اليسار بتوضيح مواقفه وتشديدها، ازداد غموضا. لقد تجمد اليسار المحافظ في مكانه.
لم تعد هناك مواقف لليمين المتطرف تُعد غير شرعية. ولم تعد هناك مواقف يسارية تُعد شرعية. أي تلميح يساري — ولو خافت — يُعتبر خيانة. يكفي أن تستمع إلى القنوات التلفزيونية: لن تسمع صوتا تخريبيا واحدا.
هذا الوضع خلقه اليسار والإعلام معا. اقترح أي جريمة حرب — من التطهير العرقي إلى الإبادة — وستصبح مشروعة. اقترح شيئا أخلاقيا، ديمقراطيا، إنسانيا أو متوافقا مع القانون الدولي — وسيجري اخراسك فورا. اليسار والوسط، اللذان كان ينبغي أن يصبحا أكثر راديكالية كما حدث في أمريكا، صارا يتلعثمان خوفا.
اليمين يؤيد الإبادة وتهجير السكان. ولكن ماذا يقترح اليسار؟
لقد منحت فظائع حماس في جنوب إسرائيل والحرب في غزة رياحا خلفية لكل نزوة فاشية مجنونة: الاستيطان في غزة، طرد الفلسطينيين إلى السودان، إعدامهم، تعذيبهم، ضربهم، تدميرهم. كان من المتوقع أن يقدم اليسار مقترحات مضادة لا تقل راديكالية. لكن ليس في إسرائيل. ساد الصمت أمام كل ما فعله اليمين.
لعامين كاملين، لم يكن واضحا ما إذا كان معسكر غير اليمينيين مؤيدا للحرب أم ضدها، هل اعترف بحدوث إبادة جماعية في غزة أم اعتبرها دفاعا عن النفس، وهل لديه حل لمشكلة غزة — وإن كان كذلك، فما هو؟
هل هو مع الحوار مع حماس؟ مع إدخال قوة دولية إلى غزة؟ مع الإفراج عن مروان البرغوثي؟ مع توفير ظروف إنسانية للأسرى والمحتجزين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ مع البقاء في غزة؟ الانسحاب منها؟ الإبقاء على قوات في "منطقة عازلة" داخل غزة؟
لقد خرس ولم يقل شيء. كان هناك صمت عظيم يخيم على سطح الاعماق. رسالته الوحيدة كانت: "نتنياهو ارحل"، ولا شيء غير ذلك.
ومع يسار كهذا، لا حاجة ليمين. وليس مهما حتى أن يفوز اليسار. ومع يسار كهذا، فإن فرص فوزه ضئيلة أصلا — فمن يحتاجه؟
بديل مفقود
في اللحظة التي سيطرت فيها الكهانية على الخطاب العام، كان يجب تقديم خطاب بديل، قائم على مقترحات لا تقل راديكالية عن مقترحات اليمين. كان يجب على اليسار أن يبلور "كهانيته" الخاصة — أفكارا واضحة وحادة، دون الجرائم التي ينطوي عليها الأصل.
كان ينبغي أن تطرح الحرب التي مضت نقاشا حول القضايا الجوهرية لا التفاهات. كان يجب أن ينتج عنها معسكر يقول: "جربنا طريق اليمين وأوصلتنا إلى حافة الهاوية."
ويعلن:
"إليكم البديل: انسحبوا من غزة فورا. ساعدوا في إعادة إعمارها. أوقفوا البُغاة في الضفة الغربية، امنحوا سكانها حرية الحركة ودعوهم يعملون في إسرائيل. افتحوا غزة كذلك. نقترح خطة لإنهاء الاحتلال وسنتحدث مع أي طرف مستعد للحديث، بدءا بالبرغوثي. نقترح مسارا مختلفا عن الكهانية وسنقاتل من أجله."
لكن يبدو أن إعادة شرعنة المواقف الأخلاقية وطرح بديل حقيقي لن يحصل إلا عندما يظهر المسيح.
ولا شك أنه سيكون يمينيا أيضا.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل فلسطيني كان ينتظر حافلة المدرسة… اطلق جندي إسرائيلي قنبل ...
- لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق ش ...
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...


المزيد.....




- اعتصام صحفيو “البوابة نيوز” احتجاًجًا على عدم تطبيق “الأدنى ...
- العراق يؤكد رفضه وجود حزب العمال الكردستاني على أراضيه
- ماذا يعني إعلان حزب العمال الكردستاني الانسحاب من منطقة زاب؟ ...
- قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية، الإمبريالية تُجم ...
- إلغاء الديون العمومية: الطريق للتحرر من الإمبريالية وتحقيق ا ...
- الصين وإسرائيل، الشكل و المضمون
- كوهي سايتو: ”  يجب علينا ابتكار أنماط حياة قابلة للتعميم“ (م ...
- German Works Council in 2026: 6 Strategies Against The Far-R ...
- The Ultimate Goal of Jewish Settler Violence in the West Ban ...
- When Scandal Meets Structure: The Interlock of Epstein and E ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟