أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مجزرة شاطئ بونداي لا يمكنها التغطية على كل المجازر في قطاع غزة, إسرائيل لا تفوت أي فرصة لتحويل كل هجوم إرهابي إلى مكسب سياسي ودعائي. يا للخسارة أن الإرهابيين لم يكونوا فلسطينيين؛ فذلك كان سيسهل الدعاية ويزيد هامش الربح














المزيد.....

مجزرة شاطئ بونداي لا يمكنها التغطية على كل المجازر في قطاع غزة, إسرائيل لا تفوت أي فرصة لتحويل كل هجوم إرهابي إلى مكسب سياسي ودعائي. يا للخسارة أن الإرهابيين لم يكونوا فلسطينيين؛ فذلك كان سيسهل الدعاية ويزيد هامش الربح


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 06:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حين وقف القاتلان على شاطئ بونداي يقتلان الأبرياء، كانت امرأة تقف على شاطئ خان يونس تحاول دفع المياه التي أغرقت الخيمة التي تسميها بيتا، مستخدمة مكنسة. كانت تصرخ، وتري أطفالها المرتجفين ملابسهم البالية والممزقة والمبتلة بالماء، لكن أحدا لم يصغِ إليها. كان العالم قد حول أنظاره إلى المجزرة في سيدني.
في الأيام التي تلت ذلك، عبر العالم عن صدمته من الجريمة البشعة المتمثلة في قتل 15 يهوديا. الجميع شعروا بالرعب مما حدث. ومجزرة بونداي كانت تستحق فعلًا هذه الصدمة العالمية.
لكن هذه الصدمة رافقها نفاق، واستغلال ساخر، ومعايير مزدوجة. وفي المقدمة، بطبيعة الحال، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سارع إلى تحميل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي المسؤولية عن المجزرة. نتنياهو، الذي يعرف جيدا معنى تحمل المسؤولية الشخصية، اندفع لاتهام نظيره لأنه تجرأ على الاعتراف بدولة فلسطينية؛ وكأن هناك علاقة ما بين هذا الاعتراف الفارغ بدولة متخيلة وبين المجزرة.
إسرائيل لا تفوت أي فرصة لاستخراج رصيد سياسي ودعائي من كل هجوم إرهابي. وسرعان ما جرى أيضا التلميح إلى تحذيرات من الموساد قيل إن أستراليا تجاهلتها. الأستراليون، كما قيل، لا يعرفون كيف يحاربون الإرهاب ولا يريدون ذلك. انظروا إلينا؛ لا توجد عندنا هجمات إرهابية على الإطلاق.
أحد الوزراء سافر إلى جنازات القتلى في سيدني، قاطعا المسافة بين القدس وسيدني بسرعة تفوق بكثير سرعة أي وزير قطع المسافة بين القدس ونير عوز، بوصفه ممثلًا لحكومة لم تحضر أي جنازة لأي من مواطنيها الذين قُتلوا في حرب غزة. «كيف لم ترسل الحكومة الأسترالية ممثلين إلى جنازات اليهود؟» تذمروا في إسرائيل. الوقاحة تجاوزت كل الحدود.
وجاءت اللمسة الكوميدية في صورة «البطل الأسترالي-السوري» الذي أنقذ اليهود. حتى إن نتنياهو حاول الحديث عن «البطولة اليهودية»، إلى أن ظهرت المعلومة المحرجة حول هوية أحمد الأحمد، فتوقفت للحظة كل الادعاءات التي تقول إن جميع المسلمين والعرب في العالم مذنبون فطريا بالقتل.
هل يُعقل أن يكون هناك عربي يُظهر إنسانية وشجاعة؟ بيت آخر من ورق انهار، لكن للحظة فقط، بالطبع. سرعان ما عادت النقاشات حول «معاداة السامية» لتسيطر على الجدل، حتى عندما كان واضحا أن القتلة ينتمون إلى تنظيم «داعش»، الذي لا يحارب اليهود وحدهم، بل الغرب بأسره.
حتى الاتهام المعتاد لإيران واجه صعوبة واقعية مؤسفة: «داعش» وإيران أعداء. يا للخسارة أن الإرهابيين لم يكونوا فلسطينيين؛ فذلك كان سيسهل الدعاية ويزيد هامش الربح.
ومع ذلك، فإن هجمات إرهابية من هذا النوع تخدم الدعاية الإسرائيلية؛ إذ تضع اليهود والإسرائيليين في العربة نفسها من الكوارث: ما أجمل أن نتحد عندما يكون العالم كله ضدنا.
ويُستخدم وهم المصير المشترك بين حاخام أسترالي وجندي إسرائيلي في قطاع غزة كسلاح في مواجهة منتقدي إسرائيل اللدودين: انظروا إلينا، كم نحن مثيرون للشفقة، العالم كله ضدنا ويذبحنا.
وفوق كل ذلك، تحلق سحابة المعايير المزدوجة: فمجزرة قُتل فيها 15 شخصا على شاطئ في سيدني قادرة على طمس المجازر الهائلة والمرعبة في غزة.
كان هناك قاتلان اثنان على شاطئ بونداي. أما في غزة، فهناك دولة كاملة وجيش كامل يقفان خلف المجازر. ففي أيار/مايو، قُتل ما لا يقل عن 36 شخصا، بينهم 18 طفلا، في قصف مدرسة في بيت حانون. وكانت هناك مجازر أخرى كثيرة من هذا النوع، بما في ذلك خلال «وقف إطلاق النار»، الذي قُتل خلاله بالفعل مئات المدنيين الغزيين الأبرياء.
إن مجزرة شاطئ بونداي لا يمكنها أن تغطي على كل المجازر في قطاع غزة. ولا يملك الفلسطينيون سوى أن يراقبوا بعيون دامعة من خيامهم المتداعية، التي لا تحمي ساكنيها من الرياح العاتية، فيما يصدم العالم بمجزرة بونداي، وينساهم بسرعة مقلقة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تعتبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة, الاونروا, منظ ...
- أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها
- في الوقت الذي يعانق فيه فنانو إسرائيل الجبن… تتجرأ دانا إنتر ...
- عندما تتحول المؤسسة العسكرية إلى واعظ: مخاطر حملة -من أجل يه ...
- ماذا نعرف عن الجيش الإسرائيلي، البقرة المقدّسة لإسرائيل؟
- «اللعنة المباركة» تعيد تعريف إسرائيل: الحدود العالمية، تحوّل ...
- مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟
- طفل فلسطيني كان ينتظر حافلة المدرسة… اطلق جندي إسرائيلي قنبل ...
- لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق ش ...
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...


المزيد.....




- بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد الي ...
- The Angry Tide Has Washed Into Chile
- The Iraqi Left at a Crossroads: Renewal, Unity, and the Reco ...
- China and the Trump Corollary to the Monroe Doctrine
- برشلونة وريال مدريد يتصدران قائمة -الأغنياء المثقلين بالديون ...
- مشعل: على واشنطن الانخراط في مفاوضات مباشرة مع حماس والفصائل ...
- “الكومبوندات”: الديون لنا.. والأرباح للمستثمرين (2-2)
- “البوابة نيوز”.. الاحتجاجات تصل “سلم النقابة” وتضامن دولي
- نتائج لجان الحصر: قرارات عشوائية لطرد المستأجرين تستوجب تنظي ...
- How the Charter School Industry’s Newest Scheme Could Be -th ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مجزرة شاطئ بونداي لا يمكنها التغطية على كل المجازر في قطاع غزة, إسرائيل لا تفوت أي فرصة لتحويل كل هجوم إرهابي إلى مكسب سياسي ودعائي. يا للخسارة أن الإرهابيين لم يكونوا فلسطينيين؛ فذلك كان سيسهل الدعاية ويزيد هامش الربح