أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - إسرائيل تعتبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة, الاونروا, منظمة إرهابية














المزيد.....

إسرائيل تعتبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة, الاونروا, منظمة إرهابية


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 06:31
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حملة التشويه الجنونية التي تشنها إسرائيل ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي بلغت ذروتها الأسبوع الماضي مع الاقتحام المتهور لمقر الوكالة في القدس ورفع العلم الإسرائيلي فوقه، تنبع من سبب عميق لن تعترف به إسرائيل أبداً: الأونروا هي الجهة الرئيسية التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948. هذه هي خطيئتها الحقيقية؛ أما الباقي فمجرد ذرائع ودعاية. لقد أنقذت الأونروا اللاجئين، ولذلك أصبحت الأونروا هي العدو.
لسنوات طويلة، أدت الأونروا دور «الأحمق النافع» لإسرائيل، إذ موّلت الاحتلال ونفذت المهام التي تقع، وفق القانون الدولي، على عاتق قوة الاحتلال. في السنوات التي كانت فيها إسرائيل لا تزال تبدي قدراً من الاهتمام بالسكان، أساساً لضمان بقائهم هادئين، وحين كانت القرارات تُتخذ على أساس العقل لا الكراهية وحدها، كان للأونروا مكان ودور.
ثم جاء السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فعضت إسرائيل أيضاً اليد التي كانت تطعم ضحاياها. فقدت أي اهتمام بوضع الفلسطينيين وتوقفت عن النظر إليهم كبشر. وبالنسبة إلى إسرائيل، تحولت الأونروا إلى منظمة إرهابية، وسارعت إدارة ترامب إلى الموافقة على ذلك.
أول ذريعة أخرجتها آلة الدعاية الإسرائيلية كانت الادعاء بأن موظفين في الأونروا شاركوا في أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر. لم تكن «حماس» هي من هاجم إسرائيل، بل الأونروا. زعمت إسرائيل أن 12 من موظفي الوكالة شاركوا في المجزرة: 12 من أصل 13 ألف موظف للأونروا في غزة. وسائل الإعلام الإسرائيلية وجوقات الدعاية نشرت السمّ: الأونروا هي «النخبة»، القوة الخاصة لحماس التي قادت المجزرة.
فصلت الوكالة من يُشتبه في تورطهم، لكن ذلك لم يشفع لها. لم يسأل أحد يوماً كم من موظفي بنك «ليئومي» قصفوا أطفالاً في غزة، أو كم من موظفي الجامعة العبرية في القدس قصفوا مستشفيات في القطاع، أو كم من موظفي وزارة التربية أطلقوا النار وقتلوا أشخاصاً كانوا ينتظرون المساعدات. لقد حُسم مصير الأونروا. كما غذت التحريض أيضاً الروايات التي لم تثبت قط، عن «مراكز قيادة» لحماس في ملاجئ الأونروا، وهي الملاذ الوحيد لمئات آلاف الأشخاص.
ثم فُتحت الدفاتر القديمة: الأونروا، بحسب الادعاء، تبقي الفلسطينيين لاجئين. ولولا الأونروا، لما بقي لاجئون فلسطينيون. اللجوء هو الدليل الأخير على النكبة، ولذلك لا تحبه إسرائيل. بعد محو أكثر من 400 قرية، بقيت مخيمات اللاجئين التذكير الدموي الوحيد بعام 1948. هذه هي جريمة الأونروا، بحسب الفيلم الوثائقي لدوكي درور الذي بُث على قناة «كان» الإسرائيلية الرسمية. الأوروبيون سذج، يقول درور، كما يقول الإسرائيليون دائماً عن منظمات الإغاثة. هم سذج، ونحن الإسرائيليين وحدنا أصحاب الرؤية الواضحة.
لم تبقِ الأونروا الفلسطينيين لاجئين؛ الاحتلال هو من فعل ذلك. فلو كان للفلسطينيين دولة، لتولت هي مسؤوليتهم. وبلغ العبث الدعائي ذروته حين قال درور في مقابلة: «في الأمم المتحدة، تُعتبر فلسطين دولة مراقب غير عضو، ولا يمكنك أن تكون لاجئاً إذا كان لديك دولة. قرروا: إما أن تكونوا دولة أو أراضي محتلة».
حقاً، ليس من اللائق أيها اللاجئون الفلسطينيون ألا تكونوا قد حسمتم أمركم بعد. لكن إسرائيل قررت عنكم منذ زمن بعيد. ففي عام 1967 قررت الاحتلال، ومنذ ذلك الحين لم تغير قرارها قيد أنملة. واليوم تقول إنه لن تكون هناك دولة أبداً. ومع ذلك، فالأونروا هي التي أبقتهم لاجئين. وبالطبع هناك مناهج مدارس الأونروا، وكلها «تحريض» ضد إسرائيل. وكأن الفلسطينيين بحاجة إلى الأونروا كي يكرهوا إسرائيل. كل ما عليهم فعله لكي يكرهوا من فعل كل هذا بهم هو أن يفتحوا نافذتهم، إن كانت لا تزال لديهم نافذة. كان يفترض بالأونروا أن تعلّمهم حب إسرائيل.
وُجد بديل للأونروا: «مؤسسة غزة الإنسانية». هذه الوكالة الأميركية أُغلقت، ولحسن الحظ، بعد مقتل نحو ألف شخص. الهجمات على الأونروا مستمرة، ولا يوجد أي بديل حقيقي لها.
يوم الجمعة، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً يدعو إسرائيل إلى التعاون مع الأونروا، وذلك بعد أن وجدت محكمة العدل الدولية أيضاً أن الاتهامات الموجهة إلى الوكالة لا أساس لها. وسارع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى الرد: الأونروا منظمة إرهابية. أخرجوا هؤلاء اللاجئين من أمام أعيننا.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقِذوا -الصحافة الحرة- في إسرائيل..من خيانة نفسها
- في الوقت الذي يعانق فيه فنانو إسرائيل الجبن… تتجرأ دانا إنتر ...
- عندما تتحول المؤسسة العسكرية إلى واعظ: مخاطر حملة -من أجل يه ...
- ماذا نعرف عن الجيش الإسرائيلي، البقرة المقدّسة لإسرائيل؟
- «اللعنة المباركة» تعيد تعريف إسرائيل: الحدود العالمية، تحوّل ...
- مع اليسار الإسرائيلي الحالي… لا حاجة إلى اليمين؟
- طفل فلسطيني كان ينتظر حافلة المدرسة… اطلق جندي إسرائيلي قنبل ...
- لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هي بقرة مقدسة لن تحقق ش ...
- هذا الفيلم الإسرائيلي يجعلني أشعر بالحنين إلى زمن الاحتلال ق ...
- المصور الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثق العنف الإسرائيلي, وكا ...
- الفقراء والمهمشون في إسرائيل يستحقون -مامداني- خاصاً بهم
- لا تجعلوا من كبيرة محامي الجيش الإسرائيلي المقصية من منصبها ...
- الهجوم الوحشي للمستوطنين وُثق بالفيديو. لكن لما بعد أسبوعين، ...
- كلنا بن غفير
- صبي فلسطيني في التاسعة من عمره وقف على بُعد مسافة, جندي إسرا ...
- حكومة إسرائيل تفخر بالسادية والإساءة والتعذيب
- سماع صياح ديك بدلاً من سقوط القنابل في غزة هو السبب الرئيسي ...
- علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطين ...
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...


المزيد.....




- الانتخابات الرئاسية بتشيلي: توقعات بفوز اليمين المتطرف للمرة ...
- بيان الإتحاد النسائي السوداني وقوى الثورية بمناسبة الذكرى ال ...
- بلاغ سياسي صادر عن المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي الع ...
- صرخة القرى: احتجاجات تكشف حقيقة التنمية في المغرب
- Why Did Trump Send his Warships to Venezuela?
- ديالكتيك الثورة الجزائرية
- ما هي نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعية؟
- الانتقال غير المستقر في سوريا
- المساعدات الإنسانية في غزة: الأداة الاستعمارية الجديدة
- The Last Thing Iraq Needs: US Sanctions Threaten a Nation Tr ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - إسرائيل تعتبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة, الاونروا, منظمة إرهابية