مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 13:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رجاءً...
ولمرّةٍ أخيرة،
أريد أن أكتب قصيدة،
قرب الشباك.
أحبّ أن أراقب قطرات المطر وهي تنزل،
أتأملها عند عناقها بحبات التراب
أو قد التصقت على بلور الشباك.
المطر حزين،
المطر نازحٌ مثلي،
بعيدٌ مثلي عن البيت.
الكتابة مع المطر،
الأغاني مع المطر،
القهوة مع المطر،
كلّ هذا يحتاج شباكًا.
وأنا ملقى في قعر خيمة،
والخيمة ليس لها شباك.
هل أكتب عن الوحدة؟
عن الشبابيك الشنكالية المفقودة؟
هل أبحث عن أذن فان كوخ في خيمتي؟
عن بندقية أرنست همنغواي القديمة؟
لأنتحر بها!
لماذا لا أتحدث لكم عن آخر روايةٍ لدوستويفسكي،
تلك التي لم يكتبها؟
ولكنكم ترغبون بالعنف وبالدم.
لا يهمكم سبب وقوع صديقي طاغور في غرام الشاي الإنجليزي،
ولا كيف كان العمّ (إلياس قولو) يصيد الثعالب.
لا تريدون أن تعرفوا طريقة أمّي في صنع عسل التين،
أنتم لم تجذبكم رائحة خبز التنور يومًا،
بل رائحة دم الأبرياء
عندما دخلتم القرى عنوة.
كان عليّ أن أقطع شراييني،
وأمدّكم بالمزيد من الدم بدلًا من الهروب.
أشعر بالوحدة،
والمطر يزيد الوحدة بلّة.
امتلأت روحي بالمياه.
"إني أغرق... أغرق"(2)
افتحوا لي شباكًا،
دعوني أتنفس،
وبعدها سأكتب...
سأكتب قبل أن تمتلئ المقابر،
سأكتب قبل أن يتوقف المطر،
وقبل أن يفقد السنونو شعوره،
ويضجر..
ويخرج الى الشارع في هذا المطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألياس قولو: شخصية حقيقية كان يسكن قرية الشاعر. يتردد ذكره في كتاباته كثيرا. كان صيادا وحكواتي وقارئ مواويل.
(2) العبارة من قصيدة لنزار قباني.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟