سؤال وجواب/3

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ـ من 1981 إلى 2003 وهي فترة الحرب العراقية الإيرانية، غزو الكويت، الحصار، ثم الفقر والحاجة، وأخيرا احتلال العراق. أنت اليوم تعيش في ألمانيا، ماذا تقول عن تلك الفترة؟
ـ بداية لا يمكن تغطية تلك السنوات الحبلى بالأحداث والمصائب المتتالية بإجابة تتضمن عدة صفحات ولا حتى كتابا بأكمله؛ لذلك وبما إن السؤال عام وشمولي سأحاول أن أتحدث عنها باختصار شديد جدا:
منذ الفرمان الأول على الأيزيدية، وإلى الآن لم يروا زمنا أفضل من وقت (الحرب العراقية ـ الإيرانية)، الأيزيديون تسلقوا الذرى بشجاعتهم التي كان يرويها كل من لبس الخاكي من الإيرانيين قبل العراقيين إلى درجة إن الإيرانيين احتفلوا يوم استشهاد الأسطورة العميد (باشا شيخ خلف)، والعراقيين بنوا له تمثالا في البصرة وهو يشير بأصبعه إلى جهة الشرّ.
جميع الأمراء والقادة العسكريين كانوا يفضلون أن يكون فصيل حمايتهم من الأيزيديين لشجاعتهم وصدقهم وإخلاصهم، وفي جميع سيطرات الجيش والانضباط العسكري والاستخبارات كان يكفي أن تقول بأنني أيزيدي فيسمح لك بالعبور، وتلك كانت هويته، كان بوسع الأيزيدي أن يطالب بحقه في جميع أجزاء العراق إن تعرض لغبن، وصوته كان الأعلى. تلك كانت فترة الأيزيدية الذهبية داخل العراق؛ لأن القوانين والشرائع والتعليمات والأوامر كلها تنصب في بوتقة القتال بشجاعة في الجبهة؛ والأيزيدي كان شجاعا ويقاتل في الجبهة.
ثم بدأ غزو الكويت، وشبه انفصال لأقليم كردستان عن العراق، والحصار الظالم. وانهار كلّ شيء وأسوء فترة كانت الحصار، تصوري إن العراقي كان يفضل الحرب على الحصار! حينها كنت أدرس في الكلية ولم نقدر أن نشتري ما يكفينا من أقلام وأوراق ودفاتر طيلة سنوات الجامعة ناهيك عن الملابس والطعام، ولو لا خصوبة أرض العراق، وقدرة العراق على زراعة الحنطة والخضروات من طماطة وبطاطا وباذنجان لمات نصف العراقيين من الجوع.
السياسة لا تمت إلى الإنسانية بصلة، فهي التي رفعت من قدرنا كٲيزيديين، وهي التي تركتنا فرائس للضباع في الفرمان الأخير علينا، وبالتالي المنطقة برمتها أصبحت حقل تجارب لقوى الغرب وساحة لتصفية الحسابات ولا يهم إن تعرض الأيزيديون وأمثالهم من الأقليات إلى الإبادة وقت الحروب أو إلى التهميش وقت السلم لذلك كان لابد من الخروج والهجر، خاصة وقد سنحت الفرصة بعد محاولة إبادتنا.

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل