أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - ثلاث أغاني














المزيد.....

ثلاث أغاني


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


(1)
أنت، نعم! أنت أيها الفرار.. عندما دخلت سوق شنكال التحتاني من أعلى وسطه، بعد انتصاف النهار، وقبل أن ترميك عيون أصحاب المحلات والدكاكين بسهامهم ويطالبوك ما لا قدرة لك على الوفاء به، قلبت بطانة جيوبك الفارغة، وسحبت السوق من شرقه الى غربه بزيج سومري معتبر أصيل. كنت مضمخا بخيبات الوطن المتعاقبة، وثمة أغنية لخدر فقير نسيت اسمها الترف، ترفرف داخل صدرك؛ كفراشة تتطلع للخروج من شرنقتها.
في القرن التالي، لم تتذكر شيئا، لا تعرف من الذي ضربك أولا، ولا الذي شتمك. كل ما تتذكره ابتسامات عريضة اقتربت منك لتقبّل ضميرك الحيّ على ما بذلته من جهد في سحب ذلك الزيج العريض الذي لامس كبريائهم. فلقد تحديتهم خير تحدي في العلن.
لم تصدق بطولتك النادرة في تلك الظهيرة؛ لأنك أنت نفسك لا تتذكر منها الا كيف أقبلت عليك دورية انضباطية من ذوي البيريات الحمر، فأطلقت ساقيك للريح وهربت من أولئك الزنابير وهم يلاحقونك.
كانوا خلفك طوال ثمان سنوات من الحرب، وأخيرا وصلت سوق شنكال الفوقاني ومن محلة الأرمن المهجورة، أخذتك ساقيك وانحدرت صوب السوق التحتاني وأنت تغني: (كريفي..).
وما أن توجهت سهام العيون نحوك؛ حتى فتحت جيوبك الخالية، و...

(2)
أنا منذور لانكسارات لا معنى لها في قواميس المتسولين، والسكارى، والصعاليك، والمجانين، والأطفال. منذور منذ طفولتي للخسائر المتكررة. فلقد كذبوا عليّ منذ نزوح فيصل الأول من صحراء نجد الى بغداد، وتأسيس دولة العراق. وكلما أصابت الدولة بخيبة أو نكسة؛ تقدمني قربانا، فأنا مليء بخيبات الوطن، ومنذور لانقاذ ما يمكن إنقاذه جراء النكسات المتتالية.
هكذا! شفيت من حبّ الوطن..
هكذا! شفيت من الغربة..
هكذا! كنت أرفع العلم العراقي أيام السبوت في ساحة مدرسة سنجار الثانية للبنين..
وهكذا! في معتقدي، من يعاني من خيبة ما، ويحسها في صدره وهي تكبر! يجب أن يتغنى بموّال: (لاوكو).

(3)
علقوا الفقير من لحينه، والخوركي من شاربه، وعلقوا الجوانبي من ضفائره، وخنقوا الولاطي بزيقه. أطلقوا الرصاص على أشجار التين، وأحرقوا أشجار الزيتون.
وبعد أن هدأ الفرمان، وتبدد الدخان نزلت غزالة من الجبل تلملم عظام الضحايا؛ لتجعل منها تميمة تعلقها على صدرها حين تهاجر الى ألمانيا.
نحن الضحايا المساكين لا يهمنا كيف تم اغتيالنا، وتكومت جثثنا على بعضها في المقابر الجماعية الشنكالية. مشكلتنا أنه لم يعد بوسع أحدنا أن يجد صوته ليغني: (غزال.. غزال.. هاااى... هاااى...).



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل الاله المدلل
- الليلة الأخيرة في المخيم
- عليّ الوردي وعنصريته ضد مكونات المجتمع العراقي الأيزيديون أن ...
- بتلات الورد 4
- الاسرة في المجتمع الايزيدي الالماني
- من وحي الفرمان
- حوار
- أناشيد أيزيدية
- الأربعاء بين مطرقة الجمعة وسندان الأحد
- اطلقوا سيقانكم للريح
- شنكال ملجأ أيتام أبناء الشمس
- اعترافات شبح اجتاز درب الحزن الشنكالي
- في البحث عن الدين الأيزيدي التاريخي
- على درب جيمي سافيل
- بين العود الأبدي لدى نيتشه والاعتقاد بالتناسخ عند الأيزيدي
- بتلات الورد 2024/1
- مع نيتشه في كهف زرادشت/2 تخير الموت
- مع نيتشه في كهف زرادشت/1
- التغريب في رواية (تحت سماء داعش)
- دخان بلا نار


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - ثلاث أغاني