مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 12:26
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الأحد: 3/ 8/ 2014
الـ(1) ـيوم من الفرمان الرابع والسبعون على الأيزيديين
الهروب (1)
كعاصفةٍ مجنونةٍ، وحيّة سامّةٍ مجروحةٍ؛ هجمتْ علينا (داعش).
كانتِ الشمسُ تشرقُ كالعادةِ على البيوتِ الطينيةِ البيضاءِ؛ وفجأةً بدا وكأنَّ نقابًا أسودَ غطّى أنظارَنا.
بدا العالمُ مغمورًا بالظلامِ بمقتٍ شديدٍ يفوقُ الوصفَ، أمواجٌ من الغضبِ والكرهِ تومضُ وتتصادمُ مع كلِّ شيءٍ أبيضَ وجميلٍ وطيبٍ في القريةِ.
أمواجٌ من الفرحِ والجمالِ والطيبةِ والسكينةِ تتكسّرُ،
أجل:
(داعش) هجمت علينا،
يرافقها جيراننا من يأجوج ومأجوج،
خونة الزاد والملح،
نقضوا العهود،
اجتاحوا (شنكال) وقراها،
تلك القرى الطينية الجميلة.
جاء طوفان آخر،
وفرمان جديد.
هربنا من قرانا،
ركضنا نحو الجبل،
إنها القيامة!
ملأوا الشوارع بالجثث،
شجعان (سيباي) سقطوا على السواتر،
شجعان (كرزرك) سقطوا،
هجمت عليهم العقارب السود،
غلبتنا كثرة الأعداء.
أحرقوا بيوتنا،
وأشجارنا وزهورنا،
سرقوا محلاتنا،
وأخذوا النساء،
وجثث أطفالنا تبدو كزنابق تطفو في لوحات (كلود مونيه).
في هذا اليوم غادرت بيتي،
في هذا اليوم تركت قريتي،
وفي هذا اليوم ابتعدت عن إخوتي.
من بقيَ على قيد الحياة،
سيرى فصلًا مختلفًا من الحياة،
سيرى كيف إن الشبابيك تكسرت،
والأبواب خُلعت،
الشرفات تحطمت،
وكيف البيوت هُدمت.
هذه دموعي التي لن تتوقف،
مع كل خطوة لي،
ابكوا معي يا إخوتي،
لنغسل حزن (شنكال) وقراها بدموعنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل في مثل هذا اليوم من الشهر الثامن. آب ـ أغسطس 2014 عزت تنظيم (داعش) الإرهابي (شنكال) وقراها. هرب من هرب، ومن قبضوا عليه من الرجال قتلوهم، أما النساء فتم خطفهن واغتصابهن ومعاملتهن كسبايا وعبيد.
(2) (سيباى) وكرزرك القريتان اللتان قاومتا وواجهتا الدواعش بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟