أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - جيفري ساكس ( 2 )















المزيد.....

جيفري ساكس ( 2 )


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 12:03
المحور: سيرة ذاتية
    


يتساءل الأمريكيون في الداخل وبقية العالم «هل يسرع الرئيس ترامب بوضع نهاية للغرب الذي يهيمن على العالم أوروبيًا منذ القرن الـ17، وأمريكيًا منذ منتصف القرن الـ20، ولو بالشراكة مع أوروبا واليابان ضمن سياق المثلث الرأسمالي التاريخي المعروف؟».

في حوارٍ أجرته معه صحيفة «أوين» الهندية، يقول ساكس، إن ترامب رجل متنمر لا يهتم بالعدالة والنزاهة.

وبالرجوع إلى موسوعة «مدينة الله» للفيلسوف الجزائري الأصل سانت أوغستين، نجد تعبيرًا شهيرًا، وهو أنه «حال غياب العدالة، تضحى الإمبراطوريات ممالك للصوص»، وينذر ويحذر من أن مصير القوى العظمى هو الانحدار من بعد غياب العدالة.

ربما هو السبب الرئيس في التساؤل الكبير الذي يطرح في العقدين الأخيرين «هل سيكون مصير الولايات المتحدة مثل مصير روما في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، حيث سقطت أمام قبائل الفندال؟».

في حديثه مع الصحيفة السالفة الذكر، يعتبر أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على العالم، بما في ذلك زيادة نسبة 25 في المئة، ردًا على شراء الهند النفط الروسي ليصل إجمالها إلى 50 %، تقوض، بصورة واضحة، الرفاه الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية. هل هي نهاية الرفاه في أمريكا، مالئة الدنيا وشاغلة الناس، هو بداية لتراجع الهيمنة الغربية التقليدية؟

وبتحليل وجهة نظره، يتبين لنا أن الرجل يحاول الربط الجاد والجدي بين منظومة الأخلاق العالمية، وبين السياسات الواقعية، ويرى أن منظور ترامب هو منظور ميكافيللي قصير النظر، لا يمكن أن يواكب نوازل ومستجدات البشرية في أوقاتنا الحاضرة.

ساكس، الذي عمل مستشارًا لثلاثة أمناء عامين للأمم المتحدة، يقطع بأن «ترامب يتخبط لأنه لا يتبع المسار الصحيح لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والذي يتطلب مفاوضات ودبلوماسية حقيقية مع روسيا، بما في ذلك الاعتراف بأن توسيع حلف شمال الأطلسي كان خطًأ فادحًا أشعل فتيل الحرب».

يرى ساكس أن الولايات المتحدة تستغل الهند ضد الصين، من دون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية الهندية، ويقول لصحيفة «أوين» الهندية، «حذرت في وقت سابق من هذا العام من أن الولايات المتحدة لن تبقي أسواقها مفتوحة أمام الصادرات الهندية».

هل يدفع ترامب بقراراته الأحادية الولايات المتحدة للعيش ضمن «الغيتو» التقليدي الشهير الخاص بالقرون الوسطى، ويفتح الباب واسعًا أمام مزيد من التكتلات مثل «بريكس»، و «بريكس بلس»، والتي وإن بدت اليوم صاعدة بهدوء ومن دون صخب، ستبلور عالمًا مغيرًا عما قريب؟

في إبريل الماضي لفت ساكس إلى أمر في غاية الأهمية، وقد يكون مزعجًا في الوقت عينه لفكرة الهيمنة الغربية برأس حربة أمريكية، فقد أشار إلى أن هناك ثلاث علامات على أن الهيمنة الدولار الأمريكي على وشك الانهيار.

أولًا: على رغم أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم، من حيث القيمة الأسمية، فإن جودة نموها الاقتصادي أصبحت موضع شك متزايد بناءً على قياسات تعادل القوة الشرائية تجاوزت الصين الولايات المتحدة، مما يشير إلى أن القوة الاقتصادية الأمريكية ليست قوية كما تبدو.

ثانيًا: يستمر تآكل الثقة العالمية بالولايات المتحدة، وقد نتج هذا من سياسات مالية غير منضبطة، اتسمت بدين وطني يتجاوز الآن 40 تريليون دولار أمريكي، وإساءة استخدام النفوذ الاقتصادي عبر الاستيلاء على احتياطات النقد الأجنبي لدول أخرى، والتهديد بغرض عقوبات وحصار نظام «سويفت».
ووفقًا لساكس فإن الإجراءات أدت بدلًا من ذلك إلى تسريع التحول نحو نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب.

ثالثًا: في ظل التحول العالمي نحو أنظمة الدفع الرقمية ركزت الولايات المتحدة على تطوير العملات المشفرة بدلًا من العملات الورقية للبنوك المركزية.

في المقابل أحرزت الصين تقدمًا ملحوظًا في تطوير اليوان الرقمي.

من هنا تبدو الحقيقة القادمة، والتي يمكنها أن تفكك قوة الغرب، تتضح في أنه إذا هيمنت العملات المشفرة بصورة متزايدة، وحلت محل الدولار في المعاملات الدولية، فستفقد حكومة الولايات المتحدة مزيدًا من سيطرتها على النظام النقدي العالمي، وعليه يضحى الأمر الموضوعي لتراجع القدرة التنافسية الاقتصادية، وفقدان الثقة الدولية، والخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في عهد ترامب، بنوع خاص، في الاستجابة للعصر الرقمي، مدخلًا مؤكدًا لتراجع الهيمنة الغربية، وفتح دروب لنظام عالمي مغاير.

مع الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية في مايو الماضي قدم ساكس عبر مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية ثلاثة سيناريوهات لنظام عالمي جديد:
- السيناريو الأول: يتمثل في بناء عالم متعدد الأطراف بحق. ولتحقيق ذلك، يرى أن البشرية المعاصرة في حاجة إلى نظام دولي متطور تتفق فيه القوى الكبرى على الاستثمار في سيادة القانون الدولي والحل السلمي للنزاعات. وهذا يتطلب تطوير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة بصورة عامة.

ولعل بهذا يكسب ساكس حضورًا عالميًا، وهو، تفكيره خارج الصندوق، ذلك أنه يتمنى رؤية مقر الأمم المتحدة في الصين، للمساعدة في قيادة التحول الأخضر والرقمي عالميًا. ويتمنى المفكر الأمريكي أن يرى الصين والهند تتعاونان بصورة وثيقة في الأمم المتحدة، بما في ذلك نحو مقعد الهند في مجلس الأمن. كما يتمنى أن تدعم الصين الاتحاد الأفريقي ليلعب دورًا أكبر بكثير من الحوكمة العالمية. ويحلم أن يرى الصين واليابان وكوريا تنهي الانقسامات الجيوسياسية، وتشكل تحالفًا ثويًا في شمال شرقي آسيا. والأهم في هذا السيناريو أن تقبل الولايات المتحدة وأوروبا الدور المتنامي للصين والهند وبقية العالم الغربي.

- ⁠السيناريو الثاني: يتعلق بتراجع العالم الغربي، فيتجه نحو الحمائية، إذ تحاول الولايات المتحدة تقسيم العالم إلى معسكرات. وعنده أنه ربما تكون هذه الاستراتيجية الأمريكية المرجحة، لكنه في الوقت عينه يعتقد أنها أسوأ بكثير بالنسبة إلى الولايات المتحدة وبقية العالم من السيناريو الأول، ويوصي بأن على الولايات المتحدة التخلي تمامًا عن فكرة بناء معسكرات متنافسة.

- ⁠السيناريو الثالث: هو أننا لا نملك نظامًا عالميًا على الإطلاق، بل فوضى متزايدة ناجمه عن تغير المناخ والحروب والصراعات الجيوسياسية، هذا السيناريو المريع احتمال حقيقي.

رؤى ساكس في واقع الأمر وفاقية لا فراقية، ذلك أنه في حين يرى أن المسارات الثلاثة المتقدمة ممكنة، إلا أنه يوصي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بأن تأخذا نفسًا عميقًا وتتنهدا وترحبا بالعالم غير الغربي في قيادة عالمية مشتركة، كما يجب على القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والهند، أن تتفق على منع المواجهات وقطع الطرق على نشوء حرب جديدة.

لساكس قراءات جيواستراتيجية مثيرة قد لا تعجب القائمين على فكرة «أمريكا أولًا»، أو بمعنى أدق أمريكا المسيطرة على القرن الـ21، بحسب توصيات وثيقة القرن لعام 1997 للمحافظين الجدد.
عوضًا عن ذلك يوصي بأن على واشنطن أن تتخلى عن أوهام تمدد وتوسيع نطاق حلف شمال الأطلسي، وبالقدر نفسه وضع حد لاستفزاز الصين من خلال دعم تايوان وإمدادها بالسلاح، مما يمكن أن يتسبب في حدوث مواجهة عسكرية بين بكين وواشنطن، لا تلبث أن تتحول إلى مواجهة عالمية، لا إقليمية فحسب.

في هذا الإطار، فإن رؤية ساكس لنظام عالمي معاصر يمكن بلورتها في عبارة مفيدة تتلخص في القول «يجب على الغرب أن يكف عن التساؤل من هو رقم واحد؟»، وإن يسأل «كيف يمكن للعالم أن يعمل من أجل الصالح العام العالمي؟».
يحسب لساكس أنه وعلى رغم عقيدته اليهودية، فإنه كان قدم رؤية موضوعية؟ في ما يخص القضية الفلسطينية بصورة عامة، وما يجري في غرّة بصورة خاصة.

وعقب خطاب نتنياهو من على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أوصى بأنه يتوجب على العالم، وليس على الولايات المتحدة فحسب أن تتبنى خريطة طريق لمواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزّة ووقفها.
بدا واضحًا أن ساكس يتفهم عقلية نتنياهو، بل يجرؤ على التنديد بما يخطط له، والذي تفهمه ساكس على أنه يريد تكون كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن إسرائيلية، بالتالي القضاء على الدولة الفلسطينية بالكامل.

يؤمن ساكس بأن المتطرفين الإسرائيليين العنيفين بعيدون كل البعد من الممارسات السياسية والقانونية المعمول به اليوم. وإسرائيل، ملزمة بميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، وليس بسفر يشوع، ووفقًا لقرار محكمة العدل الدولية الأخير، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعمه، يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفقًا للقانون الدولي فإن حدود إسرائيل هي حدود الرابع من مايو 1967، وليست حدود نهر الفرات حتى البحر الأبيض المتوسط. ويعتقد صادقًا أن غياب حل الدولتين هو ما يهدد إسرائيل أكثر من أي شيء آخر.

وفي رؤيته يخبر بأن إسرائيل ترفض حل الدولتين زاعمة أن قيام دولة فلسطينية ذات سيادة سيعرض أمنها القومي لخطر بالغ.

في حين أنه يرى أن سعي إسرائيل العنيف إلى تحقيق رؤيتها المتطرفة لا يخدم أمن الولايات المتحدة أو مصالحها، والشعب الأمريكي يعارض تطرف إسرائيل. ومن المرجح أن يفقد اللوبي الإسرائيلي سلطته، والمرجح أيضًا أن يتراجع كل من الشعب الأمريكي والدولة الأمريكية العميقة عن دعمها غير النقدي وغير المشروط لإسرائيل.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيفري ساكس (1)
- آرام خاتشاتوريان.. الموسيقي الذي كتب هوية أرمينيا
- التوفيق بين تراث الماضي وثقافة الحاضر
- مظاهر فساد مجلس الأمن الدولي
- سلامة موسى وأزمة الضمير العربي
- من دون الحقيقة والعدالة، لن تنتهي الحرب
- أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
- حديث عن صراع ترامب مع أوروبا وتفكيك المنظومة الدولية الليبرا ...
- المفكر التونسي عبدالمجيد الشرفي.. أحد أبرز مؤسسي التيار النق ...
- عن تدهور العلاقات بين الهند والولايات المتحدة
- التنوير.. نقلة نوعية ثقافية واجتماعية وسياسية
- فؤاد محمود دوّارة.. علامة بارزة من علامات النقد المسرحي
- نواجه أزمة حقيقية.. والإمبراطورية الأمريكية في حالة تراجع
- عن قمة منظمة «شنغهاي» للتعاون 2025
- تراجع المساعدات الإنسانية
- صنع الله إبراهيم.. أحد أبرز رموز النقد السياسي والاجتماعي
- تقرير صيني حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في ...
- عبدالمعين الملوحي.. أديبًا ومترجمًا
- تهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية الفلسطينية
- غزّة بين التجويع والإبادة


المزيد.....




- مراسلة CNN تشرح تفاصيل صفقة -تيك توك- الأمريكي.. من يسيطر عل ...
- سوريا: سرقة تمثال للقديس بولس.. والحكومة تعلن ضبط قائد شبكة ...
- مشاهد لـ-قتال بين جماعة الحوثي وقوات المجلس الانتقالي الجنوب ...
- فرنسا: بعد فشل اعتماد ميزانية 2026... الحكومة تتجه نحو قانون ...
- مقتل 7 أشخاص في هجوم صاروخي روسي على ميناء في أوديسا الأوكرا ...
- قصف إسرائيلي على قطاع غزة وحماس تندد باستهداف مركز إيواء
- رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يجري مباحثات مع رئيس الكونغو ال ...
- واشنطن بوست: عقيدة ترامب هي لنجعل أميركا أصغر مرة أخرى
- وول ستريت جورنال: عدم استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا ...
- مراسل الجزيرة يرصد معاناة 3 عائلات تقيم في خيمة واحدة بغزة


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - جيفري ساكس ( 2 )