أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - عبدالمعين الملوحي.. أديبًا ومترجمًا















المزيد.....

عبدالمعين الملوحي.. أديبًا ومترجمًا


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 12:07
المحور: سيرة ذاتية
    


شغل الشاعر السوري عبدالمعين ملوحي (1917-2006) الناس بشعره و(بشظايا عمره)، وهو ابن مدينة حمص، و(الشيوعي المزمن) كما كان يوقع بعض مقالاته أو يقدم نفسه لأصدقائه الجدد، وقد أدهش عارفيه بروحه الطفلية الصافية، وبحواراته الجريئة مع زواره القلائل، أو بمناقشاته المتخيلة مع أصدقائه الكثر المقيمين في مكتبته الضخمة، بحسب ما ذكرته جريدة «النور» السورية.

في كتابة المعنون «شظايا من عمري»، وهو شكل طريف سهل في كتابة السير الذاتية، اختار فيه وقفات ومحطات من تجربته الحياتية، مزج فيها الدعابة والوصف والنقد الاجتماعي والإعجاب المعلل بالمفارقة الموحية والأسئلة الوجودية.

وفي مقالة عنوانها (ردّ على الشاعر معين بسيسو)، شعر الملوحي بوخزة مؤلمة من عتاب مرّ وجّهه بسيسو المقيم في موسكو للكتاب والمثقفين العرب، عبر قصيدة له يلومهم فيها لأنهم لم يشعروا بمعاناة الشعب الفلسطيني وبمحنة مثقفيه ومهجريه ولاجئيه وأسراه، ومما قال فيها: عموا صباحًا أيها الكتاب / لعلكم تسمعون نشرة الأخبار / لعل أطفالكم لا يخافون / مثلما يخاف أطفالنا / حين يسمعون نشرة الأخبار / أيها الكتاب / طويلة قائمة الثورات / نحن لا نريد منكم دمًا / ولا نريد خبزًا. فرد عليه معين الملوحي بقصيدة وصف فيها حال المبدعين والكتاب العرب، ومحنتهم المزمنه، قال فيها: لماذا تعاتبنا يا معين؟ / ونحن مثلك محاصرون / نأكل خبزنا مرًا / لا نملك إلا قلمًا بجثث ضحايانا يتعثر / ماذا تريد منا يا معين؟ / أنت تعرف أننا نقاتل بالكلمات / وقد أصبحت الكلمات بغايا وسبايا.

ما سبق ذكره يقودنا إلى مقابلة أجراها معه الكاتب والباحث السوري، محمد مروان مراد، نُشرت بمجلة «المعرفة» السورية، عدد 667.

هو باحث ومحقّق تراثي سوري، وأديب قاصّ وشاعر، ومترجم أدبي، وُلد بمدينة حمص، في أسرة متواضعة، تلقى تعليمه الابتدائي وقسمًا من التعليم الثانوي فيها، ثم تابع تحصيله الثانوي بدار المعلمين العليا بدمشق، غادر إلى القاهرة وحصل على الإجازة في الأدب من الجامعة المصرية عام 1945، وكان من بين أساتذته فيها: الدكتور شوقي ضيف الذي علّمه حب العمل وتواضع العلماء، وأحمد أمين الذي أوحى إليه محبة الجمال والحياة، وإثر عودته إلى دمشق عمل في التدريس بثانويات سوريا حتى عام 1960، حين انتقل إلى وزارة الثقافة ليصبح مديرًا للمركز الثقافي في كل من حمص ودمشق لأكثر من عشر سنوات، وانتهى به المطاف في العمل الوظيفي مستشارًا ثقافيًا، وشهدت مسيرته محطة جديدة عندما سافر إلى الصين، ونال لقب أستاذ شرف بجامعة بكين عام 1977، واضطرّه المرض للعودة إلى الوطن، والتفرّغ للتأليف والنشر. بدأ اهتمام «الملوحي» بالأدب منذ حداثته، فكان يخط مشاعره وإحساسه عن كل ما يقرأ في دفاتر خاصة به، وفي الرابعة عشرة من عمره نظم أول قصائده، ونشرتها له جريدة «ألف باء» الدمشقية عام 1936، ومن بين عوامل كثيرة كوَّنت ثقافته كما يقول: «من خلال معايشة الواقع بقلب منفتّح وعيون ترى وأيدٍ تلمس، لا يحتاج الإنسان لأكثر من قلب وعقل وعينين ليتفاعل مع الواقع، إضافة إلى روافد ثقافية علمية وإنسانية، فسَّرت أوضاع الإنسان في العالم من الناحية الفلسفية والفكرية والأدبية، كما أثرت الحرب العالمية الثانية تأثيرًا كبيرًا في تكوين عقلي».

تزين مكتبة «الملوحي» لوحة مخطوطة فيها عبارة «غاندي»: «لا أريد لبيتي أن يكون مسورًا من جميع الجهات، ولا أريد أن تكون نوافذي مغلقة، أريد أن تهبّ على بيتي ثقافات كل الأمم بكل ما أمكن من حرية، ولكني أنكر على أي منها أن تقتلني من أقدامي»، وقد مارس «الملوحي» ذلك عمليًا.

ربما لم يُعطِ أي مفكر في وطننا ما أعطاه «عبدالمعين الملوحي» للمكتبة العربية من ثمرات إبداعه الخيّر، هكذا يقول الباحث مراد.

مارس كل ألوان الفنون الأدبية: الشعر والترجمة وتحقيق التراث العربي، والتأريخ في الحياة الاجتماعية والأدبية وكانت المحصلة: (15 مجلدًا) في تحقيق التراث، و(17 مجلدًا) في التأليف والأدب الذاتي، و(35 كتابًا) في تراجم الآداب العالمية شرقًا وغربًا، و(4 دواوين) شعر.

أصدر في البداية ديوان «ديك الجن الحمصي» ثم توالت تحقيقاته لديوان «عروة... شاعر الصعاليك» و«الحماسة الشجرية» ونَشر كتاب «مواقف إنسانية في الشعر العربي» عرض فيه ستين موقفًا من روائع الشعر العربي والعالمي، كما روى في مجموعته القصصية: «من تاريخ فرنسا في سورية» حكايات نضال الشعب ضد الاستعمار الفرنسي، ويُعد من أهم أعماله مؤلفه «دفاعًا عن أبي العلاء»، ومجلداته الثلاثة في «أشعار اللصوص وأخبارهم» ( 900 صفحة ) التي أصدرها بعد جهود وبحث تواصل لأكثر من أربعين عامًا، أمضاها في تقصّي أخبار الشعراء اللصوص وجمع تراثهم، وتسلّط هذه المجلدات الضوء على ظاهرة شبيهة بالصعلكة لم تُدرَّس بعد في العصر الإسلامي. تجلى اهتمام «الملوحي» بالآداب الشرقية في ترجمته لـ«عيون الأعمال الأدبية لكوكبة في الأدب الفيتنامي» (4 مجلدات)، و«تاريخ الآداب والشعر الصيني القديم والحديث» (مجلدان) و«جناح جبريل» لمحمد إقبال و«داغستان بلدي» لرسول حمزاتوف، إلى جانب مؤلفات «غوركي» و«لينين» و«دوستوفيسكي»، وكان اهتمامه بهذه الآداب عائدًا لسببين؛ الأول: رفع وصاية الغرب وتحكمه في أدبنا وثقافتنا والتي تسبب في جهلنا بآداب الشعوب الشرقية، والثاني: أن هذه الآداب تحمل في مضمونها كثيرًا من تطلعاتنا وأفكارنا، فهي تحارب الرجعية والاستعمار والمظالم الاجتماعية، أي إنها تنقل لنا تجارب تلك الشعوب التي أنقذت نفسها. مثّل الشعر للملوحي عالمًا من السحر والجمال قائمًا بذاته فحلّق فيه منذ يفاعته تحليق شاعر مجلّ، كان في الواقع نتيجة زلازل عاتية، وقد أجبرته مآسي حياته على أن يكون شاعر رثاء، ذاق منذ طفولته فَقد الأخ بعد الأخ، ثم الزوجة والبنت.

ووفقًا لما نَشرته رابطة أدباء الشام، للكاتبة والإعلامية السورية فاطمة عطفة، يقول الملوحي: «أول مرة جئت إلى دمشق في عام 1928. كنت أصعد جبل قاسيون وأرى دمشق المدينة، عبارة عن مكان صغير جدًا والغوطة حولها من كل جانب، بعد ثلاث سنوات صعدت إلى جبل قاسيون وإذا دمشق تشمل كل الغوطة والغوطة لا تكون إلا جزءًا صغيرًا من دمشق، يعني هذه جريمة شنعاء ارتكبها أصحاب العقارات، ألغوا الغوطة وجعلوها كلها أحجارًا وإسمنتًا. مع الأسف المتمولون وأصحاب العقارات هم الذين يحكمون السلطة، وليست السلطة هي التي تحكم! ولكن الجريمة مشتركة بين السلطة وبين أصحاب العقارات».

وفي حديثه عن الشعر الفيتنامي، يذكر: «لقد ترجمت الشعر الفيتنامي، وأنا معجب بهذا الشعب الذي قاوم أمريكا خلال سنوات طويلة وتغلب عليها. أول شعب يرغم أمريكا على الانسحاب من بلاده. إن الجرائم التي ارتكبتها في فيتنام لا يمكن أن توصف، والشعب الفيتنامي ضحى بأكثر من ثلاثة ملايين في هذه الحرب ولكنه انتصر». ويضيف: «أنا عندما ترجمت الأدب الفيتنامي ترجمته ليكون بالدرجة الأولى عزة لفلسطين التي تكافح استعمارين؛ الاستعمار الأمريكي والاستعمار الصهيوني الاستيطاني، فأنا أعتقد أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يصل إلى حد القوة والجرأة وإرادة التحرير مما يذكرنا بكثير من الحوادث التي قام بها الشعب الفيتنامي. وأقول لكِ: عندما دعاني الرئيس حافظ الأسد إلى مقابلته، قال قبل أن أتحدث إليكم أريد أن أتحدث عن أستاذي عبدالمعين.. فقد كنت أستاذًا له في اللاذقية عام 1947-1948. وقبل أن نخرج من مكتبة قال: ماذا تريد يا أستاذ؟ قلت: أريد شيئًا واحدًا، طبع تاريخ الأدب الفيتنامي الذي يقع في أربعة مجلدات وثلاثة آلاف صفحة. قال: نعم، سوف أطبعه لك. وصدر أمر إلى وزارة الثقافة وطبع الكتاب. قالوا يا مجدوب، يا حمصي، كنت تطلب سيارة أو بيتًا أو مالاً... قلت: لا أريد إلا الكتاب. وما هي إلا سنة على طبع الكتاب حتى جاءتني رسالة من رئيس جمهورية فيتنام يشكرني على ترجمة الشعر الفيتنامي. وبعد سنة جاءتني سفارة فيتنام وأعطاني السفير وسام الاستحقاق الفيتنامي. وقلت لأصدقائي في حفلة التكريم: من المجدوب، أنا أم أنتم؟».وعلى الصعيد الإنساني وأهمية الوعي بحقوق الإنسان، يقول: «أنا عربي.. من عرق عربي، ولكني لا أفضل عرقي على غيره من العروق. أنا بعرقي فخور، ولقد كان العرب بناة حضارة ودعاة مدنية، قد يسرني أن أكون من هذا العرق، ولكن لا يسوؤني أن أكون من عرق آخر، وما دمت من هذا العرق العربي فعليّ واجب كبير: أن أحمي أرضه، وأن أدافع عن حقوقه، ولكن ذلك لا يعني في حال من الأحوال أن أسعى إلى تحطيم العروق الأخرى، أن أحرمهم من الحياة.. أن أحتل أراضيهم، أن أهضم حقوقهم. إنهم جميعًا إخواني في الإنسانية، وواجبنا جميعًا أن نعمل لخير الإنسانية، وأن نقضي على الطغاة الذين يميزون بين العروق، ويحرمونها حقوقها، ويعاملونهم معاملة العبيد».



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية الفلسطينية
- غزّة بين التجويع والإبادة
- المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات
- الاتحاد الأوروبي وحلم الجيش الموحّد
- ترامب وسياسة «الغموض الاستراتيجي»
- مكونات العقل العربي
- القوى المعرقلة لنظام السوق العالمي
- د. أميرة حلمي مطر.. رائدة في الفلسفة في مصر والعالم العربي
- عن التديُّن والسياسة
- الأرجنتين تحت حكم ميلي
- الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية
- المرأة والخطاب الطائفي
- عالم اقتصاد أمريكي: سياسة ترامب أدخلت أمريكا في حروب تجارية ...
- محمد أركون وأهمية نقد الموروث
- لم أشعر يومًا بخوف على مستقبل الولايات المتحدة كما أشعر الآن
- عن معرض «إعادة تدوير الأشياء»
- آباي كونانباييف.. علامة مشرقة في تاريخ كازاخستان
- عصر الأنوار
- تهجير العرب من فلسطين فكرة صهيونية قديمة
- الهوية وحرّية الفكر والعمل


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - عبدالمعين الملوحي.. أديبًا ومترجمًا