أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - عن قمة منظمة «شنغهاي» للتعاون 2025















المزيد.....

عن قمة منظمة «شنغهاي» للتعاون 2025


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام انعقدت قمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية الصينية، بمشاركة أكثر من 20 من قادة الدول و10 من مسؤولي المنظمات الدولية، مما يعكس أهمية هذا الحدث كمنصة رائدة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) هي اتحاد إقليمي سياسي وأمني واقتصادي تأسس عام 2001 في شنغهاي على يد الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، ثم توسعت لاحقًا لتشمل باكستان والهند وإيران وأخيرًا بيلاروسيا في العام الماضي. أهدافها، وفق موقعها الرسمي، هو «تعزيز الثقة المشتركة، وعلاقات حسن الجوار بين الدول الأعضاء، والتعاون الفعَّال في مجالات السياسة والتجارة والاقتصاد والعلم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات. يسعى أعضاء المنظمة أيضًا إلى ضمان السلم والأمن على أساس الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

كما تضم دولتين تحملان صفة مراقب، وهي أفغانستان ومنغوليا، و14 دولة بصفة شريك حوار وهي: أذربيجان وأرمينيا والبحرين ومصر وكمبوديا وقطر والكويت والمالديف وميانمار ونيبال والسعودية والإمارات وتركيا وسريلانكا.

وبمناسبة هذا الحدث، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: «إن منتدى الأمن التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون على عاتقه (مسؤولية أكبر) الآن في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي. إلى جانب تعزيز التعاون والازدهار في الدول الأعضاء». وفي هذه «القمة التاريخية»، أطلق الرئيس الصيني مبادرة جديدة حول الحوكمة العالمية.

ووفقًا لما ذكرته وكالة نوفوستي، تأتي هذه المبادرة امتدادًا للمبادرات التي طرحتها الصين في مجالات التنمية العالمية، والأمن العالمي، وحوار الحضارات، وتستهدف معالجة التحديات المشتركة من خلال بناء منظومة عالمية للحوكمة أكثر عدالة وعقلانية، والسعي نحو ترسيخ مجتمع المصير المشترك للبشرية.

وفي كلمته، شدد الرئيس الصيني على ضرورة تنفيذ خمس أولويات رئيسية لتعزيز الحوكمة العالمية:
أولًا: ضمان المساواة السيادية لجميع الدول، بحيث تتمكن كل دولة- بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو حجم اقتصادها - من المشاركة على قدم المساواة في صنع القرار والاستفادة من نتائج الحوكمة العالمية، داعيًا إلى تعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية، ورفع مستوى تمثيل الدول النامية وحقوقها في التصويت والتأثير.

ثانيًا: التمسك الصارم بالقانون الدولي، واحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بشكل تام، والتقيد بالقواعد والمعايير المعترف بها دوليًا، مع رفض تطبيق المعايير المزدوجة، ورفض فرض «القواعد الداخلية» لدولة ما على باقي المجتمع الدولي.

ثالثًا: تفعيل مبدأ التعددية الحقيقية، والتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على المشاورات المشتركة، والدفاع الحازم عن سلطة وموقع الأمم المتحدة، واستثمار الدور المركزي والمحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه للمنظمة في إدارة الشؤون العالمية.

رابعًا: اعتماد نهج يركّز على الإنسان، من خلال إصلاح وتطوير منظومة الحوكمة العالمية لضمان استفادة جميع شعوب العالم من نتائج هذه الحوكمة بشكل عادل، وتعزيز القدرة الجماعية على مواجهة التحديات الإنسانية، وتقليل الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب، وحماية المصالح المشروعة لجميع الدول.

خامسًا: تعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ، والأوبئة، والأمن السيبراني، والهجرة، عبر آليات تعاونية متعددة الأطراف، وبناء منظومة عالمية أكثر شفافية وشمولية واستدامة.
وأكد الرئيس الصيني أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تضافر جهود جميع الدول، بما يرسّخ أسس السلام والاستقرار والتنمية الشاملة في العالم.

وفي إشارة منه غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، دعا الدول المشاركة إلى مواجهة «عقلية الحرب الباردة» ورفض سياسة التكتلات، والتشبث بأنظمة التجارة متعددة الأطراف، خاصة في ظل النزاعات التجارية التي قاقمتها سياسات إدارة ترامب وأضرت بالاقتصادات النامية.

وفي تصريح له عشية القمة، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بالدور «الأساسي» الذي تلعبه الصين في دعم التعددية العالمية. في حين يرى بعض المحللين أن الصين تسعى من خلال هذه القمة، إلى طرح رؤية بديلة للنظام للنظام الدولي «القديم» بقيادة الولايات المتحدة، في وقت يتسم بانسحابها من عدد من المؤسسات متعددة الأطراف.

في حين يرى المحلل السياسي ألكسندر نازاروف أن القمة مليئة بالخطوات الرمزية الواضحة، على الرغم من قلة التغييرات الميدانية، ولعل أبرز هذه الخطوات توقيع اتفاقية لمد خطوط أنابيب غاز أضافية من روسيا إلى الصين. وبرغم أن الحدث يعد مهمًا من الناحية الاقتصادية إلا أن رمزيته أكثر أهمية، حيث يرسّخ التحالف الاستراتيجي بين موسكو وبكين في الحرب المقبلة مع الغرب.

هذه القمة تنتمي إلى «فترة التهديدات» التي من المفترض أن تكون فيها الكلمات أكثر من الأفعال، إلا أنها كلمات ورموز هامة للغاية وتحدد مصير الكوكب في المستقبل.

النتيجة الرئيسية لهذه القمة هي إعطاء شكل لعملية بدأت بزخم نشط قبل بضعة أسابيع، لا تتضمن فحسب انضمام الهند إلى صفوف الدول المقاومة للغرب، بل بتشكيل جبهة من الدول بعد محاولة دونالد ترامب إجبار الصين والهند والبرازيل على التخلي عن تعاونها الاقتصادي مع روسيا. بالطبع، ليس هذا تكتلًا عسكريًا بعد، لكن بداية المقاومة العلنية للغرب من قبل دول لم تكن معروفة سابقًا بذلك تعد خطوة هائلة. أي أن الجنوب العالمي قبل التحدي، وأعرب، ولو جزئيًا عن تضامنه مع روسيا.

فيما يتعلق بالهند، فإنه لا ينصح بالتسرع في الاستنتاجات. ويعتقد أن واشنطن، بمهارة دبلوماسية كافية، قادرة على ضم الهند إلى صف دول محايدة. لكن حتى حياد الهند في الحرب العالمية القادمة سيمثل عاملًا إيجابيًا للغاية للتحالف الروسي الصيني.

و في مقابل ذلك، ثمة احتمال كبير ألا تكون الهند محايدة، وهو ما يؤكده التقارب الهندي الصيني الراهن، بل ستميل نيودلهي إلى التقارب مع موسكو وبكين، نظرًا لعاملين يسهمان في ذلك:
أولًا، سيجعل حياد الهند منها الرابح الأكبر في الحرب العالمية، وهو أمر لا يمكن للغرب السماح به. لذلك، تبدو عدوانية ترامب «غير متوقعه» ضد الهند متوقعة ومنطقية تمامًا.

ثانيًا، في حال اندلاع حرب عالمية، سيتعين على الولايات المتحدة تدمير دول الخليج باعتبارها أحد مصادر الطاقة الرئيسية للصين، لكن هذا سيواجه أيضًا ضربة موجعة للهند، ما يجعلها تلقائيًا خصمًا عسكريًا للغرب، على الأقل في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.

لهذا تصبح الضجة، في الصحافة الروسية والمعادية للغرب حول قمة شنغهاي للتعاون والتحالف الروسي الصيني الهندي المفترض أمرًا مفهومًا. فالقمة، على حد قوله، تمثل نجاحًا باهرًا لكل من موسكو وبكين. وما هو مفهوم على نحو أوضح الضجة في الصحافة الغربية، ولسان حال يقول، كما في المثل الروسي القديم، «الخوف له عيون واسعة».

فقمة منظمة شنغهاي للتعاون كانت حدثًا بارزًا، إلا أن الضجيج حولها سيتلاشى تدريجيًا في سياق الأحداث المقبلة.

في بيانها الختامي دعت المنظمة، إلى نمط جديد من العلاقات الدولية، والالتزام بالسعي نحو إيجاد أرضية مشتركة وترك الاختلافات جانبًا، وإلى التواصل الاستراتيجي والتوافق الجماعي وتعزيز التضامن الدولي والعمل على توسيع نطاق التعاون وتوظيف مزايا الدول المختلفة على نحو جيد لتمثل تكاملًا وتضافرًا وتدفع نحو تحمل المسؤولية المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والازدهار.

وإلى جانب ذلك، رفض البيان سياسة العقوبات والضغوطات والإملاءات، ودعا إلى الالتزام بالعدالة والإنصاف من خلال تكريس المفهوم الصائب لتاريخ الحرب العالمية الثانية، ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات.

الحديث عن أهمية المنظمة ودورها اللاحق يطول، وليس من السهل الإحاطة به، لكن، كما كتب النابه علاء أبوفرّاج في جريدة «قاسيون»، باتت الآن إطارًا مكتمل الأركان، ويرى في نفسه نواة حقيقية لعالم جديد، بعد أن قدّم نموذجًا للتعايش فيه دفنوا فعليًا محاولة التفرقة الأمريكية بينهم، فقد أدركوا أيضًا أنهم يمتلكون الذراع العسكرية الكافية لحماية هذا المشروع، ففي حين ظلت السمة العامة سابقًا لـ«شنغهاي» المرتبطة بكونها منظمة أمنية، كانت «بريكس» إطارًا اقتصاديًا، أما اليوم يمكن أن تتحول شنغهاي مع بنك التنمية الجديد والأطر الاقتصادية والمالية الأخرى، وإلى جانب التفاهمات الأمنية بين أطرافها، ووجود قوى نووية كبرى ضمن صفوفها لتكون جوهر عملية فرض العالم الجديد، وتتحول بريكس إلى إطار أوسع يثبت هذا المسعى، فالثالوث الأساسي لقيام هذا العالم «السياسي- الاقتصادي- العسكري» مع المنصة التقنية المتقدمة، والقاعدة الصناعية الأعظم في العالم، كلّها تعد الأساس المادي اللازم لتحقيق أهداف عظيمة، مثل: بناء نظام عالمي جديد، وهذا تحديدًا ما شكّل صفعة حقيقية للولايات المتحدة التي ظهرت مصدومة أمام مشهد تجمّع فيه قادة دول عظيمة، وهم عاقدون العزم للسير باتجاه ٍ طال انتظاره.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع المساعدات الإنسانية
- صنع الله إبراهيم.. أحد أبرز رموز النقد السياسي والاجتماعي
- تقرير صيني حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في ...
- عبدالمعين الملوحي.. أديبًا ومترجمًا
- تهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية الفلسطينية
- غزّة بين التجويع والإبادة
- المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات
- الاتحاد الأوروبي وحلم الجيش الموحّد
- ترامب وسياسة «الغموض الاستراتيجي»
- مكونات العقل العربي
- القوى المعرقلة لنظام السوق العالمي
- د. أميرة حلمي مطر.. رائدة في الفلسفة في مصر والعالم العربي
- عن التديُّن والسياسة
- الأرجنتين تحت حكم ميلي
- الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية
- المرأة والخطاب الطائفي
- عالم اقتصاد أمريكي: سياسة ترامب أدخلت أمريكا في حروب تجارية ...
- محمد أركون وأهمية نقد الموروث
- لم أشعر يومًا بخوف على مستقبل الولايات المتحدة كما أشعر الآن
- عن معرض «إعادة تدوير الأشياء»


المزيد.....




- شاهد ما حدث لرجل يقود سيارة جيب باربي مخصصة للأطفال على طريق ...
- كتاب يكشف انقسام شرق ألمانيا وغربها بعد 35 عاما على الوحدة ا ...
- 35 عاما على الوحدة.. كتاب جديد يكشف عمق الاستقطاب بين شطري أ ...
- مقال بواشنطن بوست: دول الخليج تشكك في الحماية الأميركية بعد ...
- كل ما تحتاج معرفته عن طرز -آيفون 17- الجديدة
- قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة أبو عاصي ويشرد عائلات نازحة في غزة ...
- ملف الشهر: التجويع كسلاح حرب.. رحلة عبر التاريخ من ناميبيا إ ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل تكسب الحرب لكنها تخسر العالم
- ما وراء اغتيال تشارلي كيرك
- تسليم الدفعة الرابعة من سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - عن قمة منظمة «شنغهاي» للتعاون 2025