أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم مطر - شقاء الذاكرة في رواية شاكر الأنباري - ينام وذهنه مشغول-















المزيد.....



شقاء الذاكرة في رواية شاكر الأنباري - ينام وذهنه مشغول-


هاشم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


في آخر رواياته ، ينام وذهنه مشغول، يوجه الكاتب صدمة ، بمعناها كجرح حسي، لقارئه بدءاً من العنوان المثير الذي يبعث على التساؤل والدهشة، مروراً وانتهاء مع سلسلة أحداث الرواية. ومع هذا الانطباع الأول نتساءل: هل سنجد إسقاطات العنوان على النص بحيث يوفر لدى القارئ قناعة بأن الكاتب سيوظف أحداث الرواية إلى ذات المآل كعنونة غريبة بعض الشيء، وربما غامضة أو ملغزة للبعض مثلما هي ملفتة للناقد؟
إن في تجاوز عقدية العنوان أمر في غاية الأهمية بحيث يضع الاستهلال وأوله العنونة لدى الكاتب مرتكزاً لعمله. أشبّه ذلك باختيارك لموقع قدمك على سلم يبدأ نجاح تسلقه مع أول درجة إلى الأعلى ويتكرر هذا الأمر مع متسلقي الجبال أن يمعنواً كثيراً بموضع القدم قبل التقدم أو الشروع بخطوة أخرى إلى أعلى. وعلى ذلك فنحن أمام عمل يحثنا على تفحصه فربما نقع على تجريبية ذات مواصفات مختلفة للسائد وعلى أقل تقدير بالنسبة للكاتب نفسه. بالطبع هناك بنية سردية تجمع كتابات شاكر الأنباري الروائية من حيث الاسترسال والدخول المباشر وأحياناً غير الممهد للحدث، بمعنى الاختراق، فهو يلاحق بمعظم أعماله هدفاً غير معلن وغير منته، وهذا ما يجعل سرديته مقتحمة للحبكة . فتظهر حيناً بخفة وتختفي أحيانا تحت جناح السرد المزخرف بالجماليات والرقة والعاطفة مما يزيد من فرصة الاستمتاع بالعمل من جوانب أخرى غير الحدث الذي هو بشأنه. غير أن ذلك كله لا يمنعنا، حتى لو حصل في عمله الأخير، من فحص آخر يمتد بموازاة طريقة تناوله للفعل الدرامي في روايته "ينام ورأسه مشغول!" الصادرة في"دار نينوى” للدراسات والنشر والتوزيع 2025 .
انطوت هذه الرواية، بدءًا بعنونتها على أسر الذاكرة ومحاولة تحريرها، لم يستطع على ما يبدو العقل في نشاطه العادي من الوصول إلى أغوارها لسبب كثافتها التراكمية وعدم توقفها، بل بزيادة طردية يصعب معها اخضاع القديم إلى مجريات الحاصل اليومي والمشاكس النفسي المتحصل على تفوقه كلاعب وحيد. وفي حالة تدفقه سيمنع ظهوره أي استرجاع لحيازة الذاكرة لخزينها، فلن تستجيب لسبب إن في الوضع الطبيعي تكون الاستجابة متناسبة مع الأسئلة الذاهبة إلى الدماغ على نحو استرسالي بسيط وغير معقد، فما بالك إنك تعالج الأمر بقوة وربما بقسوة كما وأن الدماغ هو قطعة عضل.
لا أظن أن شاكر قد توقف أو استوقفه ما قلناه آنفاً لكنني أجزم أن عمله الجديد، منذ بدايته ألزمه بتقنية يفتح معها ذاكرة بطله ومعه الراوي وهما يقفان أمام هذا الكم الهائل الذي تدفق في لحظة صمت الجسد لمريض مشلول لم يبق من عمره سوى أيام معدودة. احتار حال سماعه لفظ "ثلاث) يقولها الطبيب لمصطحبيه زوجته براء وابنه بشير، فهل يقصد ثلاث سنوات، ثلاثة شهور أم ثلاثة أسابيع، أم ثلاثة أيام؟ أما ذاكرته فقد بدأت بالتوهج المفاجئ، ترشده إلى مفاصل حياته، والتي مع استعادتها ولدت لديه الكثير من الأسئلة التي فاته مساءلتها في وقتها لشدة اضطرابها وألمعية تحديه كمساهمة وليس على نحو موارب كما يحصل لديه الآن وهو يطل من سريره مقعداً مائلاً بعينيه من شباك غرفته في المستشفى نحو جزء مشاغب لنهر الفرات في مدينته. يبدأ ذلك مع طيف خيال لملاك أو شيطان مشاكس يطل عليه ويعاكسه فلا يرحمه ويتركه لمصيره. بل هو مشاغل ومشاغب أصيل وكأن الرزايا لا تفك صاحبها حتى رمقه الآخير. ومع هذه الملكة الانزياحية المهمة بانتظار معجزة لشفائه لكنها في واقع الحال تزيد من لبنات شقائه وعزلته، مبقية على شؤمها وقتامة صورتها مهما حاول دفعها إلى جوفها المظلم في ثنايا مخه الذي وجد في خمود جسده فرصة لبثها من جديد. جرب تلك التقنيات النفسية باستحضار الصور المعتمة، ينفض عنها ألوانها لدفعها بعيدا بلون باهت من فئة السواد، لكن مجالسه الوحيد كان يطل عليه من خلف الشباك ببشاعة. ألف حضور صورته تدريجا ليصير وجوده محض محاورة لا فائدة منها، ثم في محاولته التملص منه كان امامه فرصة واحدة: ذاكرته التي اصبحت «عالمه الوحيد».
ومع خصوبة ذاكرة "رسول" بطل رواية شاكر، والذي اعتبره البطل الوحيد، بدأت الرواية تفتح آفاقها من جانبين هما جانب المعايشة وجانب الشاهد على الأحداث. وهنا باستطاعتي أن أقول إن شاكر أتلف الكثير من العقد التي قد تمنحه فرصة لكتابة عدد من الأعمال الروائية ذلك لأن جميع الأحداث الدائرة في ذهن بطله لها محاورها الثابتة والقابضة على ثيم مختلفة. لكن شاكر آثر أن يجمع هذا المحتوى كنتاج ذاكرة انسانية لجيل أو أكثر ورث المرارة والخذلان لأجيال متتابعة قد تجهل ماضيها، وهي على الأغلب كذلك، ليجعلها مرشدا لضياعها ومآلاتها اللاحقة. ومن المفيد هنا ان نذكر ان تقنية شاكر بكتابة روايته لم تتأثر بالاحداث الدامية المنتجة للألم حسب، بل سارت الرواية على وفق ما بثته الذاكرة كفصوص من اليأس والموت. لذلك أبعد الرواي/الكاتب، بل الغى المفصل الزمني تواطئا مع ذاكرة رسول، لكنه احتفظ على ترابطها بالسلسلة الاجرائية لمسلسل الدمار لبلاده وضحايا وطنه. وطالما حديثنا هنا عن ما قد تغدقه الرواية للاجيال من انفتاح موازٍ على الأحداث فاننا يمكن وسمها بموسوعية متقنة مُحفة بصناعة ما نسمية بالأقدار لكنها واقع ممنهج مع تساؤل كبير: لماذا؟
في هذه الفسحة يمكننا التمدد إلى حالة ابتكار المدارس الأدبية لمذاهبها بسبب الحاجة لنوع آخر من الأدب فاختلفت الرومانسية عن الكلاسيكية وكذلك فعلت الاتجاهات الأخرى خصوصا في المفاصل المهمة من تاريخ الشعوب. ترى هل انتبه شاكر إلى هذه العقدية وهو يكتب روايته؟ ليس بالضرورة، ولكن جواً من الحصار الذي عاشته تجربته الأدبية، وهي جل عمره، أصبحت رائده المستنير، المثبط والمشجع، برغم التناقض، لينتهي إلى قصاص زمن أو ازمان مرت على بلاده بأكثر من مخيلة شاعر أو كاتب باعتبار العامل النفسي الذي وضعه في رأس بطله كان له التنفيس المبطئ لخزين الدمار والأحقاد ثم توهج الذاكرة مع خمود الجسد قبل خضوعه لمبضع الجراحة لمعرفة الأسباب. وبذلك تناوبت الاحداث تحمل طاقة حضورها بذاتها فلن تعنى بزمنها ولا حتى بجغرافيتها إنما أصبح حضورها وعدم انتهائها بمثابة الفرصة لادلاء شهادة كوثيقة مقاضاة باسلة تتناوب الأجيال على قراءتها. أما سبب كتابتها على نحو رواية فكان بسبب محوريتها لسيرة أنموذج اجتمعت به الفواجع، والأصح فتك به ما اصبح ثابتا برغم التحولات التي كان يؤمل منها العكس وعلى أقل تقدير الابقاء على نوعها.

وصفيات السرد
ومع حالة استرخاء الذاكرة بدأت صور الماضي القريب بذهن رسول تلتمع تحت وهج آخر المآلات وليس آخرها بعد احتلالين لداعش وما اطلق عليه الـ الكرنكو كناية لاحتلال الامريكان، كـ«أرض لا تبيع سوى الحرائق». وهو المشهد الذي قارن فيه الحقول المزهرة بلوحات يأس فان كوخ وغوغان وآمال مواطنيه جواد سليم وفائق حسن بجداريتيهما مع لوحة اخرى رسمها خياله هذه المرة بفعل غاز الخردل والسارين واليورانيوم المنضد قال عنه: «كل ذلك يرسم لوحة ملونة لاحتلال البلد». .
هذه التقنية ساعدت الكاتب أن يكون حرا من حيث الاسترجاعات الزمنية فكثير منها ما كان لذاكرته أن تبثه وهي «عالمه الوحيد» بتداخل بين أزمان مختلفة عرف بطله رسول أنه ضحية إحداها وهو زمن الفتك الداعشي لـ«جزيرته الفراتية لتشل جسده كاملا وابقاءه حيا داخل شرنقته الوحيدة ذاكرته. وإن شئنا أن نقول شيئا بهذا الخصوص فأن ذاكرته بدأت تتنقل حسب تلقائية استشعاره وليس دماغه وهي الذاكرة التي «تنبش في لا وعيه»14 فلا يمتلك مفاتيحها لكنها تنفتح على ملايين الاحتمالات لوحدها بل لا تحتاج سوى إلى وخز طفيف لاشعالها. ولو أسدى الكاتب معرفية عقلية محصنة فلن يتلقى سوى على الكلمة ومعناها. هنا اختلف سرد الكاتب وبدا واضحا التمييز بين الصحفي التقريري وبين صناعة رواية معتمدة على مرجعية واقعية، وهذا لا يقلل من شأن الصحافة فالكاتب ذاته صحفيا متمرسا، وبعلمنا إن الكثير من الكتاب المرموقين قد وجدوا سبيلهم للرواية إبان وبعد خوضهم التجربة الصحفية. إن جلّ ما سجله شاكر سمعناه وقرأناه إن لم يكن عايشناه بأنفسنا، وطالما بسببه تكدرت حيواتنا، واحلامنا اضحت محض كوابيس فما الجديد بالأمر إذن؟

لم تتقدم الأحداث على الذاكرة وهذا جوهر الاختلاف السردي، ذاكرة غير مجبرة على العناية بالتسلسل الزمني، كما اسلفنا، كما اناء من فخار ينضح ما فيه يشبه أصله لكنه يختلف عنه بنقائه. صفاء بريء صاغٍ الى هيوليتة وهذه ليست براءة ولا صفاء في النهاية، بل صديد أزمان بعضها لم يعشها الكاتب. وهنا بدأ انزياح النص واضحا بأن الذاكرة تمتنع عن قح المسرات، عدا بعض الأغاني واسماء بعض الشعراء والأشعار وما يقترن بحالته، ذلك ان ما ترشح عنها أضحى أسيرا يشبه حالة بطله رسول المصابة بعضال لن يشفى منه مهما اختلف العلاج وتناوب المعالجون له بعددهم الطبية واجهزتهم كوصية طبيبه في مدينته أن يُنقل الى بغداد ليشرف على علاجه الدكتور المشهور واثق. ومع تداخل مثير بين الكاتب والراوي يجنح النص الى موازاة خفيفة في رحلته الى ماضيه بل إلى ولادته ونشأته وزواجه وعبثه مع اخيه فؤاد الذي مات في (الكرونا)، وكأنه يمهد إلى مصيره تناسبا مع حكايته بالقدر المؤلم منها، فهي الأرسخ والأكثر وضوحا كاستجابة عاطفية تتغذى من المرارة. .
وهذا ما يشي بالمحمول الدرامي في أن يتفوق بجدارة. فلا نكاد نرى في نص شاكر التماعا مميزا للفرح والبهجة عدا نتف من حياة بطله الجامعية وعلاقته ببراء التي اصبحت زوجته، وجلسات الاصدقاء على ضفة نهر أو زقاق محلة. وهذا ما طبع رواية شاكر بسرعة التنقلات التي اصبحت تدريجيا بنية السرد، وحتى عنونتها الغريبة ينام وذهنه مشغرل. وكأن تلميذا وعى على تأخر اجابته للأسئلة في الربع الأخير من الامتحان. فما أن بدأت ذاكرة رسول بأول حفر حتى أدرك نظره الكنز الذي يبحث عنه، كنز آلام بلده قبل أن يكون كنزه الخاص. وللأسف انه بالغ التعمية لشدة وميضه باشكال انتماءه وحرفية مضائه وشدة ايغاله باللؤم والدناءة، بل الجريمة. ثم اهتدى رسول ان «يكتب في الهواء، علّ شخصا يلتقط ذات يوم حكايته ويدونها على شكل قصة...»29. ذكرني ذلك بـ رواية (بذلة الغوص والفراشة ) للفرنسي "جون دومينيك بوبي" الذي يتعرض لحادث يصيبه بأصابة غريبة تشل جسمه عدا وعيه وذاكرته، ويبقى على تواصل بمن حوله من خلال رمشة عينه اليسرى فقط ليكتب روايته بعد أن طور بنفسه نظاماً غريباً للكتابة، وبرغم غرائبيتها فهي قصة واقعية، فلا نندهش للأحداث المريعة التي يرويها شاكر وبطله.
ارتبط ذلك بمصداقية القول المشبع فلم يحتج الكاتب إلى الاستعانة بمخيال مضاف لينتج سيرة بلاد باسقاطات بعض منها قريب، ذلك ما يتعلق بالمغادرات القريبة كما صديقه (هاتف)، وأخرى لصور من ماض ظنه اختفى من الوجود وذاكرته، لكنه الآن يسيح وكأن مسحاً إلكترونياً يمسح طول البلاد وعرضها بتفاصيلها آنذاك. استعادات لخصت وعورة حياته بين جبال وهضاب، بين ساحات ومدن معاتباً قوله: «آه يا داخلي، يا مرجلي المجبول من هزائم، وخيبات، ومذابح، وحروب». ومع يقظته تمنى أن يستطيع كما في شبابه أن يشعل النار في «الكرة الأرضية عسى أن يأتي جيل من البشر يكره الحروب، والثارات، والعنف، والعبودية...».

العقل واللاعقل
استعان شاكر بذاكرة بطله الموسوعية ليجمل مساحة لا يحدها زمن. سيل بركاني يميد ويبتكر فرصاً لمجارٍ تشبه الأرخبيلات لكنها حارقة وخارقة الطيوف والألوان. وعلى هذا النوع من الشد والارتخاء يسير نص الأنباري محملاً بأسباب كتابته فتنظم تباعاً قصص رسول إلى ما يمكن تسميته بصفة الإلزام القابض على الحلم حيث بدأت تختفي مظاهر الحياة القريبة وتتضاءل، فيما تتسع عشرات المشاهد، إن لم تكن المئات من «ماض موغل في تلافيف الذاكرة القلقة، المضطربة المتصارعة مع روحها...».43 . صور يتداخل فيها الماضي البعيد والماضي القريب. صور تقفل ذاتها على زمنها فيلتهب فيه صوت الشاعر بين حين وآخر. وهذه إضافة تطورت، برغم تمهيده عنها كونه شاعراً، لتحتل جزءاً لا بأس به من مخيلته، ولديه «مخطوطات لقصائد يمكنها أن تشكل خمسة دواوين»46. وظفها شاكر لدرجة الانفعال الداخلي الذي يتطلب التركيز والمسح الحسي لعذابات الحياة التي عاشها وعايش صروفها.
ما نلاحظه هنا تعشيق السرد بين الفواجع والآلام وبين المسرات الطفيفة وكأنه يحاول أن يجد لها معادلاً نفسياً، ففي حياته كذلك غناء لفيرور، وسفرات، ولقاءات جامحة، وثقافة وكتب، غير أنها كادت تختفي، وقد اختفت فعلاً في فصول أخرى من كتابه. فيمكنني القول عنها: حرقاً خفيفاً للأخضر واليابس أوجزهُ مراراً بكلمتين كل شيء ماهو الا «قبضة ريح» كاستدراك من الكاتب عن عبث المحاولة. فما الذي يبقى على غرار فيروزية رحبانية تقول «شو بْيِبْقَى من الرَّوَايِةْ/شو بْيِبْقَى من الشَّجَرْ/شو بْيِبْقَى من الشوارعْ/شو بْيِبْقَى من السَّهَرْ/شو بْيِبْقَى من الليل/من الحبّ من الحَكِي/من الضحك من البِكِي/شو بيبقى شو بيبقى/شو بيبقى يا حبيبي/ بيبقى قصص زغيرِة عم بتشَرِّدْها الريحْ.
وبضربة حجر واحد شرد شاكر طيور الشجرة. لم يكن يبغي إصابة واحد من الطيور لكنه أصاب تجوالها وفرحها وهي الحياة التي أراد لها رسول أن يكون رسولًا لمباهجها، لكنه في لحظة صمت واحدة أصبح رسولاً لمراميها التي خذلت الآمال والأفكار وحتى الأحلام . «كيف تعيش البنات أحلامهن ورغباتهن وأفكارهن في زمن مشوّش مضطرب». وهنا بدأت القصص الضمنية لشاكر بالتدفق في زمن كان مؤهلاً للرخاء لتسقطه حراب الحرس القومي وما رافق ذلك على نحو موت ومصادرة، ليس (للبراءة) من الشيوعيين حسب، وإنما حتى من أنفاسهم، وإجبارهم على الموافقة بدخول «تشكيلات ما أطلقوا عليه (تشكيلات الصف الوطني). الكثير من الأسماء الواقعية: صديقه هاتف/سعدي/ ثامر الرسام وعشرات غيرهم تخللت حبكة الرواية كأحداث لم يتوسع الكاتب بتفاصيلها لكنه ضمها لسياق نصه الذي اعتمد تقنية الانتقال السريع بين الأزمنة كأسلوب كتابة تميزت بها الرواية لسبب أنها صادرة كأصوات من رأس بطله رسول، الذي تهاجمه الذكريات وتقتحم وعيه وعزلته وتمتزج بواقعه الآن بصحبة زوجته براء وابنه بشير في رحلة لا يعرف أو يعرفون أنها رحلة علاج أم نهاية يتقدمها رقم (ثلاثة). وعلى ترجيحه فهي ثلاثة أيام حسب، وعلى ما يبدو إنها ألحّت على ذاكرته أن تدلق قيئها ومصابها بكثافة تصيبنا بالذهول. مما يجعلنا على يقين إن العقل اللا إرادي غير الواعي subconscious يمتلك من الذكاء ما لا يملكه الـعقل الواعي conscious mind. ومع هذا الاستنتاج يؤكد الكاتب طريقته الكتابية وإسقاط اسم كتابه الغريب. فالنائم هو العقل والمتيقظ هو اللاإرادي بفصه الأسفل واشتغاله الدائم ليتعامل مع آلاف وحتى ملايين من الاحتمالات. فهنا اللامعدود يستيقظ من سباته تحت مسمى صحوة الموت، أو أي توصيف مماثل؛ ساعة تعلمه أن أجله حان، وما شريط الذكريات المفعم بالجزئيات والتفاصيل الدقيقة إلا غلالة رقيقة يكفيها نقر خفيف لتشهد حقيقة حياة صاحبها حيث ينسحب الخيال وتظهر الحقائق ساطعة وقاتلة.
ما قدمه شاكر في هذا المنحى المهم من روايته هو ليس ابتكاراً، وإنما كان توظيفاً دقيقاً وكشفاً لحقيقة الاستدراك علمياً وعملياً وليس شططاً فكرياً، أو محض مبالغة لخيال جامح. إنها الحقيقة التي أسدل عليها الزمن حجابه، فعلينا أن نتأمل حجم خسارات البلاد التي تاريخها ما هو إلا تاريخ دماء وحروب وانتحار. «هذه حقيقة البشر يا معتوه» يخاطب نفسه «ليته مات مثل أخيه فؤاد». ثم يعشّق حال وجوده مستدلاً بخيط رفيع وبطريقة مثيرة لاستذكار من قرأ عنهم في كتب التراث والتاريخ قديماً وحديثاً ممن قدموا للانسانية إرثاً لا يستهان به، بحيث تختلط الأزمان ليوصلك إلى متاهة آخرها إن لكل زمن (غرينغو) جديد، ولكل زمن ضحاياه، التشرينيون منهم، عبث البلاد وفوضاها واختفاء ما يلزمها لتبقى على قيد حياة.
ساح شاكر ورسول في بغداد وحاراتها وأسواقها، في البارات والغناء مع المئات من الارتدادات النفسية، قديماً منذ ولادته وقصص الجدات، وحاضراً شاعراً يؤنب نفسه أمام تراكمات لم يستطع فيها من تغيير موضع فاصلة حتى في حياته شخصياً. الاقتتال والأوبئة والعنف والجريمة وما آلت اليه البلاد من كوارث محدقة كاليورانيوم المنضد والنفايات النووية، وكلها كانت تؤدي لذات المتاهة «الحياة متاهة. قلبه متاهة. الزمن في الزقاق متاهة...»69.
ما ميز سرد شاكر في هكذا مواقع هو انتباهه للإيغال في الوصف، برغم أننا لا ننفي هذه الصفة ولا نبررها للكاتب فهي تضعف نص أي كاتب يسعى إلى كتابة عمل ناجح. هنا وضع شاكر حكاياته ضمنياً، وهي حكايات غير ملزمة وغير باحثة عن نهاية، لكنها مساندة لنصه الانزياحي، خصوصاً وأن الكثير من المواقع المروية لا علاقة لها ببطل شاكر (رسول) المصاب صاحب الذاكرة المشعة. وهنا نجد تداخلاً يصعب فرزه أحياناً، فعلى ما يبدو أن الكاتب حمّل بطله وزر ما كان يثقل عليه شخصياً، ولذلك كانت ملاحظتنا الأولى بداية أن تفصايل الرواية كانت تتسع لكتابة أكثر من عمل روائي، وربما ملحمي، لو أراد الكاتب تنسيقها على نحو مجريات حدثية قائمة بذاتها، وعلى علاقة بما يوفر لها مساحة للسرد من جوانب أخرى. حتى استعانة الكاتب ببعض الشخصيات الخادمة كشخصية (جورج) الكاشف لأسرار اليورانيوم وصلتنا على نحو يشبه غيبوبة رسول وامتثاله لشريط الأحداث أمامه. استخدم شاكر أبطاله كوصفة تعاضدية لنصه، ولم تدخل أي منها في بنية النص بثبات واضح تحاشياً للتعتيم الذي قد يصيب شخصيته الأساسية رسول، فكان على شاكر أن يبتدع بعض الشخصيات تتناوب على السرد أو إكمال قصص البلاد الرهيبة.
أنبه هنا إلى مايمكن الاصطلاح عليه بـ (الرواية الدائرية) فهي تدور على وفق ساعة زمنية، ذيل يلحق برأس، في الوقت الذي يتطلب الروي في كثير من الأحيان ساعة رملية تفرغ محتوها. هنا الأمر يتعلق بالكثافة المنتخبة. عللنا سابقاً إصابة رسول كتفعيل للعقل اللا إرادي ولكننا في حال كهذا من المدمج السردي بين الكاتب وبطله شكل لدينا حيرة في بعض المفاصل. وبالعموم كما أسلفت كانت انتباهة الكاتب لعلاجها ببثه لقصص عن الطفولة والنشأة والتراث والأعلام والشعر وغيرها الكثير، لتقول روايته كل شيء، بمثابة مخطط الرواية وتدوين سقوط بلاد.. أظن أن الكاتب سيرجع إلى محتوى روايته مستقبلا ليقدم رواية أكثر هدؤءًا، لا أقول عن عمله هنا صاخباً بل مستأثراً بخزين ماض لم يقلب إلا بالنزر اليسير روائياً، مقارنة بآداب الشعوب كالأدب الياباني والصيني واللاتيني والأدب الشمالي. فيبقى تاريخ العراق السياسي والاجتماعي متطلباً لأبعد حدود.
هنا «بساتين النخيل، وتلك البواخر العملاقة… ومن هنا مر السندباد… ومن هناك جلبوا العبيد.. ومن هنا مرت جيوش الإنكليز...» وإن أكملنا لرجعنا بالعد التنازلي لآلاف السنين، فكانت استرجاعات رسول إلى أبعد من الطفولة والنشأة وكيف أصبح شاعراً. والسؤال من لا يصبح شاعراً وسط هذا الركام ومصاب البلاد الرهيب؟ سؤال معادله سؤال، أسئلة تجتث أنفاسه لـ(موت وطن) وليس (ولادة وطن ) مقابلها إرادة جامحة لشباب (نريد وطن). هذا ما أراده شاكر لبطله. تلك الانقباضات القابضة على مئات القطوب والصروف التي رقشت روايته بمهارة الجمع بين الماضي والحاضر، بين الإرادة والقدر، بين الفكر والعبث، وإن أدركت واحدة منها ستتفتق عشرات أخرى بل مئات وما لا يحصى من غير المباهج والخسارات والدماء، حيث يتقلب رسول بين «الصحو والغيبة» فـ «آمن بعمق بأن ثمة موتاً شيطانياً يتربص بهذا الشعب»123. وإن «الموت والحياة.. ليسا وجهين لعملة واحدة.127. سير كثيرة لشعوب مختلفة من عرب وأزيديين وكرد تحولت أجسادهم بفعاليات انتحارية «إلى أرغفة عملاقة، شبيهة بخبز الأكراد المخبوز على الصاج». حتى أوصلته الأحداث التي ألمّت بوطنه إلى « الجلطة الدماغية التي شلته وأبقته على تداعيات توزعت رثاءه لما تبقى له من عمر، بـ«عينين مغمضتين سارحتين في الأزمان»، قد لا يزيد على الرقم ثلاثة كمثلث لولادة وحياة وموت أكيد. حال ما يشبه الانهيار جعله «يتلبس روح سمكة تنام تحت مياه الفرات»، شاهداً على ثلاثة احتلالات لعصر عاشه بنفسه: احتلال الفكر الأوحد وحروبه العبثية، واحتلال بما أسماه بـ (المغول الجدد) واحتلال داعش لمدينته وقريته فيما يظل هو الشاعر حائراً بعدته فـ «ماذا يفعل الشاعر مثله في زمن الحروب»؟
شق شاكر بطن ذلك السؤال المعرفي بملامة لأعظم منتجي الثقافة، بأسمائهم ومنتجهم الإنساني، لقرينه الشيطاني الإغرائي المشاكس فماذا فعلوا؟
وبمحاورات مع قرينه (الشيطاني) تحضه على الانتحار فلم يجد لذلك سبيلاً لعجزه الجسدي حسب. وكأنه يبرر دائرية نصه فالزمن يعيد نفسه ويفرض غائيته عليه، طريق واحد للهروب مثلما هرب أجداده المثقفون، ولكل له قصته في سبب انتحاره أو جنونه، ومن أمعن بشجاعته فبقتله شر قتلة. لكنه «يدون ذاكرته في صفحة الريح وتلافيف رأسه»157 ، فمن يعلم؟! فتكون له مفتاحاً جديداً لينضو عن الحكايات حجابها. تذكرني هنا سردية شاكر برواية "جون شتاينبك» (عناقيد الغضب) التي أهلكت قارءها بتفاصيلها فلا تسأم أو تستسلم إلى لحظة فراق معها. هنا تعامل الكاتب مع الاسترجاعات الحدثية والماضية والغائلة في التاريخ على نحو تظهر رقمها باهرة، أياً يكون مغزاها، فتميزت بدقتها وأمانتها ووضوحها وحضورها، وهذا حال المُحتضر الذي لن تُطفئ شاشة ذاكرته سوى ضربة ملاك ينجية من ألم ذاكرته اللئيمة الضاغطة ليتمنى، مخاطباً ابنه بشير برأسه: «كنت أتمنى من كل قلبي لو لم أتعلم ولم أكتب الشعر… ولم أمتلك وعيا فيما يدور حولي...» .

التحولات
تحولت سردية شاكر إلى الجزئيات والتفاصيل، مع وصولهم إلى عيادة الدكتور واثق في بغداد، وكأنها قصص ضمنية عن إشراقات بعيدة لمدن وقرى وقصبات، بل أحداث شخصية هذه المرة، معشقة بالمآل العام للثقافة والشعر والفنون، ونمط الحياة الهانئة والصداقة ليقع على هراء المحاولة والجدوى بواقع «خمسة حروب وعشرون حصاراً، وثلثمائة حرب أهلية، ومليون مقتول، وعشرة آلاف تفجير، ونصف مليون جندي قادمون من وراء البحار، ونصف مختطف على الهوية ليكتشف أن الشعر عبث وتخريف، والنقد متاهة لا تؤدي إلى هدف، والمسرح ضحك على الذقون، والتقدم متاهة بحيرة آسنة...»203 . بنظري إن شاكر سعى إلى إسقاطات بيانية، جاءت في فصول روايته في ثلثها الأخير، بمثابة إثبات لذاكرة لاحظنا تقطعها وتنقلاتها السريعة قبلاً، فيما تنحدر هنا إلى التوصيف الدقيق للمعنى المتحول إلى ديمومة الرؤى الأكثر وضوحاً، تنوب عن المتآكلة بفصول سابقة، وهذا ما يعني أن خط الزوال بات ينحدر إلى غروبه. فنجد نصه هنا موشى بالعشرات مما فاته، أو وجد فيها استكمالاً لما تقطعت به ذاكرة رسول المتقدة في وقت آخر لـ« يواصل الكتابة على الهواء» والتي أربكت الدكتور واثق نفسه الذي رجح أيامه المعدودة إلى رقم خمسة، وكأنه يستمع إلى شهادته/هذيانه « «شهادة للتاريخ.. وكأنه عاش بين الكتب» ليسرد عن ظهر غيب تاريخاً أبكى الطبيب نفسه. حديث عن المباهج كـ«الزمن الجميل»215 مثلما هو راصد للمآسي، فلم يترك شاكر بصوت بطله رسول شاردة أو واردة ليذكر نفسه أولاً بأنه شهد كل شيء.
ومع تفوق النص، بمعنى عدم تراجعه، جعلت الحكايات تلتأم وتقيض حالها لغيرها اعتباراً من فصل الرواية العاشر، وقد يُخال أنها معادة أو أنها تسير مرافقة لغيرها، وهي كذلك بمعنى من المعاني، لكن انطواءها على المبنى العام كمعالجة وجودية وأسئلة معرفية متحولة عن أسباب الحياة والموت أهّل سرد الكاتب أن ينتمي بسلاسة لمتن النص بأن دماغاً منظماً وحاوياً على أدق التفاصيل سوف لن تلجمه أية إعاقة جسدية والتي اختارها شاكر أن تكون محطة نهائية Termimal لصاحبه، وسؤال: «ما فائدة الذكريات سوى أنها تعيد شيئاً من الطمأنينة للأحياء»؟255 ، حتى انتهى رسول إلى قراره مع نفسه «أن يستجمع إرادته ويعانق الموت» قرينه الشيطاني/الملائكي مرافقه الرحيم الذي سينقله، مع توجس، إلى عالم آخر وبرأسه منظر واحد «الفرات النهر هو الصورة الأخيرة» 265. ومع انتهاء الرواية يكون قد تكوّن في ذهن القارئ صرح من العذابات والمآسي اختصرتها رحلة معقدة بفترة قد لا تتجاوز الثلاثة أيام ولكنها سنين ضوئية من قدر بلاد، وبشر، وكأنهم ما خلقوا إلا لجحيم كان قدرهم وما يزال . إنها رواية أصاخت إلى حجم الارتدادات النفسية التي أصلتها الوقائع والأحداث؛ لعنة فتكت بهذه الأرض وأهلها. رواية لم تنفتح على بصيص أمل واحد، ومع ذلك فهي محفزة للأسئلة وعلى نحو خاص للأجيال القادمة. ويبقى أن نتأمل الكم التراكمي والانفعالي لكاتبها وجحيم معاناته وهو يكتبها بهذا الوجع الرشيد لتأخذ مكانها المميز بين ما كتب عن شقاء البلاد وأهلها.



#هاشم_مطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -دورك يحدث فرقا- قراءة في كتاب -الدنمارك، نسير سويا، كل بمفر ...
- مغنية الحيرة... حيرة الزمان والمكان في تطابق بين الاسم والتأ ...
- زمن آخر للمكافأة -مجرد وقت وسيمضي- لشاكر الناصري
- سمير الأذى وطير السعد - حياة بين ضفتين
- ما الذي يلح على الكاتب أن يكتب؟ - العيش على الصراط- رواية لل ...
- -أموات في متحف الأحياء-.. ضياع -أثيكا- أم ضياع الإنسان
- - اليوم بالذات لسنا بحاجة لنيرانك- / الأثيري والأرضي في مجمو ...
- العتابي وتحولات المكان -هل الفُل عراقي-؟ نعم (الحزن) عراقي و ...
- خليل - خالد * -وأمانه يا دنيا أمانه تاخذينه للفرح أمانه..-
- عتاق يوم آخر
- - الهند أم العجائب- في عيد الحب
- كيف اكتب بعد غياب!
- بصرة - اورشليم
- -من ذاكرة الصور- صبا مطر بين حربين
- اشتقاقات الغياب - قراءة شعرية في نصوص محدثة
- كوپه-ديناري
- حبيبا الساحةِ
- -قافل-
- -شو بدي بالبلاد الله يخلي لأولاد-
- لنْ نخذلكَ في الخامسِ والعشرين


المزيد.....




- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...
- يقدم نظرة نادرة على حياة العائلة.. فيلم وثائقي عن ميلانيا تر ...
- زهرة الصحراء.. أيقونة في قطر تلهم الفنانين للحفاظ على تراث ا ...
- بطل الخيال العلمي -باك روجرز-.. وفاة الممثل الأمريكي غيل جير ...
- جوائز الأوسكار ستنتقل من البث التلفزيوني التقليدي إلى يوتيوب ...
- فنان هولندي يفوز بجائزة الكاريكاتير الأوروبي عن عمل ينتقد ال ...
- منظمة مغربية تطالب بتمكين اللغة العربية ووضع حد لتغول الفرنس ...
- 4 أفلام عربية من بينها العراقي كعكة الرئيس مرشحة لجائزة الأو ...
- حريق مفتعل أم قضاء وقدر؟ جدل حول وفاة الفنانة المصرية نيفين ...
- -صوت هند رجب- يمضي لمسافة أبعد في منافسات جوائز الأوسكار الـ ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم مطر - شقاء الذاكرة في رواية شاكر الأنباري - ينام وذهنه مشغول-