ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 15:33
المحور:
القضية الفلسطينية
قد لا نلوم المؤيدين لحركة حماس من خارج فلسطين وقد نجد لهم مبرراً لأنهم إما من الجماعات الاسلاموية ،أو لأنهم غير قادرين على التمييز بين المقاومة كحق لشعب فلسطين تكفله كل الشرائع الدينية والدنيوية من جانب، وما تقوم به حركة حماس وكيفية تدبيرها لإدارة القطاع والمقاومة وارتباطاتها الخارجية من جانب آخر، وقد نجد لهم عذراً إن وقفوا لجانب أي طرف يقاتل اسرائيل دون الغوص في التفاصيل والأهداف. وقد لا نستغرب مواقف بقايا اليسار الغلماني الماركسي الذين يريدون إخفاء فشلهم التاريخي بشعارات ومواقف تأييد لحركة حماس الإسلاموية التي طالما كفرتهم ، وبعض هذا اليسار الفلسطيني أوغلوا في الإستفادة من منافع ومال السلطة حتى الثمالة وكانوا جزءاً من حالة الفساد في السلطة ومؤسسات المجتمع المدني .
ولكن لا عذر لأشخاص وقيادات فتحاوية وداخل اللجنة المركزية تعرف حقيقة حركة حماس وما مارسته ضد منظمة التحرير وحركة فتح وانقلابها على السلطة كما يعرفون ارتباطاتها الخارجية، ومع ذلك يؤيدون حركة حماس وطوفانها والمقاومة المسلحة في قطاع غزة تحديداً (الحيطة الواطية) ليس من منطلق عقائدي ديني أو إيماناً منهم بالمقاومة المسلحة التي حاربوها وعادوها وتبرؤوا منها في الضفة بل ليغطوا على فسادهم وفشلهم في الدفاع عن الضفة والقدس وتاريخ بعضهم الذي لا يخلو من شبهات تواطؤ مع الاحتلال.
المواقف السلبية لقيادات في حركة فتح والسلطة تجاه أهالي قطاع غزة والتي تتكشف في الفترة الأخيرة في تأييدهم لحركة حماس بالرغم من جرائمها ضد أهالي غزة، تجعلنا نستحضر ما جرى وقت انقلاب حماس على السلطة صيف ٢٠٠٧.
ففي وقت الانقلاب لم يتواجد في القطاع أي عضو لجنة مركزية أو تنفيذية أو أي مسؤول في الأجهزة الأمنية للسلطة! ، مع أن القطاع كان آنذاك مركز السلطة الفلسطينية وكل مؤسساتها الرسمية ومركز البعثات الدبلوماسية والعاصمة المؤقتة للدولة .
لا تفسير لذلك الا أنهم كانوا على علم بما تخطط له حركة حماس ومنهم من كان متواطئاً مع حماس واسرائيل ودول عربية وخصوصاً قطر لإنجاح الانقلاب وتسليم قطاع غزة لحركة حماس . ومواقفهم الحالية تجاه القطاع تخفي حقداً دفيناً على قطاع غزة وأهله الذين كانوا دوماً في مقدمة حركة التحرر الوطني وحاضنة الوطنية الفلسطينية.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟