أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - بطانة الرئيس وإشكالية إصلاح النظام السياسي الفلسطيني














المزيد.....

بطانة الرئيس وإشكالية إصلاح النظام السياسي الفلسطيني


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 18:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


سنواصل الكتابة عن أزمة النظام السياسي الفلسطيني وأوضاعنا الداخلية، ليس تجاهلاً للخطر الوجودي الذي يمثله الاحتلال وممارساته الإرهابية وما يعانيه شعبنا في القطاع من دمار وموت وجوع وخطر التهجير ووضع أهلنا في الضفة ليس بالأفضل، أيضاً ما تمثله مبادرة ترامب من مخاطر على مشروعنا الوطني لا تقل عن خطر حرب الإبادة الإسرائيلية بل مكملة لها بالرغم من تضمنها كلمات مبهمة عن دولة فلسطينية، كما لا نتجاهل المتغيرات الدولية الشعبية لصالح عدالة قضيتنا.
ولكن كل ذلك يجب ألا ينسينا الاهتمام بأوضاعنا الداخلية لأنه ومهما تطورت الأوضاع ،سلباً أو إيجاباً، فسيبقى هناك الرقم الصعب الذي لن يحدث سلام في المنطقة والعالم بدونه ، وهو الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يكون له عنوان محل توافق الجميع ، وغياب هذا العنوان واستمرار الانقسام يسهل على العدو تمرير مخططاته ويتيح للأطراف الخارجية التدخل في شؤوننا الداخلية سواء بمبررات أيديولوجية قومية أو اسلاموية أو إنسانية الخ، كما أن عدم الاهتمام بأوضاعنا السياسية الداخلية سيترك القضية بيد طبقة سياسة عاجزة ومتهمة بالفساد وتتحدث زوراً باسم الشعب الفلسطيني.
يبدو أن الرئيس أبو مازن بسبب كثرة انشغالاته وتقدمه في السن لم يعد يستطيع متابعة كل ما يجري على الساحة الوطنية والدولية أو التغيرات في توجهات الرأي العام الوطني كما كان سابقاً، لذا يعتمد كثيراً على بطانته، ومن هؤلاء وطنيون صادقون يقيمون الأمور حسب المصلحة الوطنية، ولكن فيها من يقيمون الأمور ويتصرفون حسب مصالحهم الخاصة وارتباطاتهم الخارجية، أيضاً في تقييمهم ورؤيتهم لأبناء الشعب من مثقفين ومفكرين وأصحاب رأي.
هذه الفئة الأخيرة من بطانة الرئيس وهي متغلغلة ومتنفذة في اللجنتين التنفيذية والمركزية والسلطة تحبب الرئيس بأحبائها من الأقارب والخلان ومن ترضى عنهم من المنافقين والانتهازيين، وتُكرهه أو تتجاهل كلياً نقل أخبار من لا ينافقونهم أو يداهنونهم أو ينتقدونهم على سلوكياتهم، حتى وإن كانوا مع الرئيس ونهجه.
لذا هناك فجوة بين الرئيس والشعب وخصوصاً فئة أصحاب الرأي والمفكرين والمثقفين الوطنيين والصادقين في وطنيتهم من أبناء حركة فتح وعموم الشعب.
مشكلة النظام السياسي تكمن في هذه الطبقة السياسية والبطانة الذين لا يتغيرون ولا يتبدلون، لا يمرضون ولا يتقاعدون ولا يتزهمرون ولا يموتون إلا وهم على مقاعد السلطة، طبقة سياسية لا تخطئ أو تخونها حساباتها وكيف يكون ذلك وهم حراس وكهنة المعبد والثابتون على الثوابت التي باتت ملتبسة عند الجمهور!، والبقرة المقدسة التي فقدت قدسيتها، هذه الطبقة تستمر في ضرب طوق حول الرئيس حتى لا يرى إلا ما يرونه ولا يسمع إلا بما يهمسون له.
قد يقول قائل إن التقدم في السن ليس عائقاً أمام القيام بالمهام الوطنية الكبرى والإشراف على تدبير أمور البلاد، فكثير من قادة العالم بلغوا من العمر عتياً وما زالوا على رأس عملهم والأمور تسير في بلدانهم بسلاسة، وهذا صحيح ولكن في دولة المؤسسات حيث تكون الأمور مستقرة وهناك مؤسسات ثابتة ودولة عميقة تساند الرئيس حتى وإن غاب عن المشهد كما يوجد تداول على السلطة، فأين مؤسسات دولة فلسطين؟ وما هي؟ وهل توجد دولة عميقة في الحالة الفلسطينية؟ وممن تتكون؟
عندما انتقدنا طريقة ممارسة حركة حماس للمقاومة تم اتهامنا بأننا ضد مقاومة الاحتلال، وتم الخلط عن قصد بين حركة حماس والمقاومة وحتى بينها وبين الإسلام وأصبح كل من ينتقد حركة حماس وكأنه معادي لحق مقاومة الاحتلال وحتى للإسلام، ولا يجوز انتقاد المقاومة وهي في حالة اشتباكها مع العدو الخ! وقد رأينا ما آلت اليه الأمور بسبب ممارسات حماس ورهاناتها الفاشلة، وسنسمع من يقول لا يجوز انتقاد النظام السياسي الرسمي وهم يتعرضون لتهديد نتنياهو وحكومته اليمينية وحتى من الإدارة الأمريكية، وسيتم اتهام كل من ينتقد القيادة الفلسطينية وكأنه ضد المشروع الوطني وضد الرئيس.
ولكن هل الصمت على ما يجري وبقاء المنظمة والسلطة وبطانة الرئيس وحتى حركة فتح على ما هم عليه سيُخرِج القضية الوطنية من مأزقها؟ وهل يمكن تعريف حركة فتح ومنظمة التحرير الآن بعيداً عن سردية تاريخهم من حيث مبادئهم ومنطلقاتهم وبرنامجهم السياسي الأول؟ وما هو برنامجهم السياسي ودورهم الآن في مواجهة الاحتلال سواء في الضفة أو قطاع غزة؟ ولماذا مواقفهم مترددة وملتبسة تجاه حركة حماس؟ ولماذا يخفون فسادهم وعجزهم بتأييد طوفان الأقصى ومقاومة حركة حماس متجاهلين معاناة أهل قطاع غزة وكأنهم يتفقون مع حماس بأن كل سكان القطاع مشاريع شهادة!؟
ولماذا استنهاض وإصلاح حركة فتح مرهون بعودة المفصولين منها؟ ولماذا إصلاح واستنهاض منظمة التحرير مرهون بانضواء ودخول حماس والجهاد إليها؟ ولماذا هذا الترهل وشبه الموات لهاتين المؤسستين وترك أمرهما لبعض الأشخاص للتلاعب بهما والتحدث باسمهما ويخفون فسادهم وعجزهم بتخوين كل من يعارضهم أو ينتقدهم؟
وإلى متى سيتم الاعتماد والخضوع للرؤية والمطالب الأمريكية لإصلاح السلطة دون مشروع وطني ديمقراطي للوحدة الوطنية وإصلاح واستنهاض مؤسسات السلطة والمنظمة وحركة فتح؟
ننتقد قيادة الدولة والسلطة الفلسطينية وحتى الرئيس لأنهم العنوان الوحيد للشعب في هذه المرحلة بعد فشل كل المراهنات على البدائل سواء كانت حركة حماس وحلفائها أو الهياكل والكيانات البديلة التي جرت محاولة تأسيسها في الخارج.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى بعض العرب
- بين انتصار الشعب والقضية وانتصارات الطبقة السياسية
- مقتل ياسر أبو شباب لا يستحق كل هذا الاهتمام
- ليس اجتهاداً بل خطيئة تستحق المحاسبة
- اسرائيل تمارس الإرهاب وليس الدفاع عن النفس
- في مغزى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
- غياب فضيلة النقد الذاتي ، والاعتقاد أننا استثناء عن بقية الب ...
- قضية عادلة بلا رؤية واضحة
- هل يمكن لواشنطن والغرب الإستغناء عن الإسلام السياسي ؟
- فضائيات تكشف ضحالة الفكر والعقل السياسي العربي
- بين مسؤولية الرئيس أبو مازن ومسؤولية الآخرين
- واشنطن وتل أبيب: خلافات أم مناورات؟
- الفساد فيما تسمى المساعدات الانسانية لغزة
- من يجمع شتات الشعب الفلسطيني؟
- لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
- كيف سننتصر ما دام هذا حالنا؟!
- الطبقة السياسية الفلسطينية غير محصنة من الاختراق
- جذور وأسباب الوصاية الدولية على قطاع غزة
- مالذي تغير في قطاع غزة ، منذ العام 1955 حتى الآن ؟
- التباس مفهوم الدولة والوصاية الدولية المحتملة على قطاع غزة


المزيد.....




- مرتديًا قبعة سانتا.. أوباما يفاجئ طلاب مدرسة في شيكاغو
- من هي لونا الشبل مستشارة الأسد التي ظهرت معه في التسريبات ال ...
- ماذا نعرف عن قوات الدعم السريع التي تسيطر على نصف السودان؟
- كيف يقرأ محرّر الشؤون الدولية في بي بي سي الحياة في سوريا بع ...
- حيوان الرنة لارس تربى يدويا في المملكة المتحدة ينضم إلى القط ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار بنايتين في مدينة بفاس إلى 22 قتيلا ...
- منظمة اليونسكو الأممية تسجل القفطان المغربي تراثا عالميا غير ...
- أي رد فعل أوروبي على انتقادات ترامب اللاذعة؟
- آخر ما نعرفه عن حادث انهيار بنايتين سكنيتين في مدينة فاس
- 22 قتيلا في انهيار مبنيين في مدينة فاس المغربية


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - بطانة الرئيس وإشكالية إصلاح النظام السياسي الفلسطيني