أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - إياد هديش - بين الورم والجراحة وجراح الحب: دماغ المرأة، علاقاتها العاطفية وحياتها المهنية بعد سرطان الدماغ















المزيد.....


بين الورم والجراحة وجراح الحب: دماغ المرأة، علاقاتها العاطفية وحياتها المهنية بعد سرطان الدماغ


إياد هديش

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 12:03
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الدماغ البشري ليس مجرد عضو يتحكم في الحركة والتفكير، بل هو مركز المشاعر والعاطفة، واتخاذ القرار، والحب، والقدرة على التواصل الاجتماعي. وعندما تصاب المرأة بورم دماغي أو تخضع لجراحة لاستئصاله، فإن هذا العضو المعقد يتعرض لتغيرات عميقة تؤثر على حياتها بأبعاد متعددة: المزاج، السلوك، القدرة على التركيز، الأداء المهني، وحتى استقرارها العاطفي.

النساء المصابات بسرطان الدماغ يواجهن تحديات فريدة. فقد تؤدي التغيرات العصبية إلى تقلبات مزاجية حادة، تتراوح بين الحب العميق والكراهية المفاجئة، ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر، انفعال غير مبرر عند رؤية الشريك أو عند الحديث عن الزواج والالتزامات، وحتى ممارسة سلوكيات ابتزازية غير واعية. كما يمكن أن تتأثر الحياة المهنية والقدرات المعرفية بشكل كبير، حيث يعانين من صعوبة في التركيز، ضعف في اتخاذ القرارات، تأخر في الاستجابة للمواقف الحرجة، وإرهاق ذهني سريع قد يؤثر على عملهن القيادي أو النشاط السياسي والاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، تتداخل العوامل الاجتماعية والسياسية مع التغيرات العصبية، فالحملات التشهيرية، الضغوط السياسية، والصراعات الفكرية تزيد من مستويات القلق والاكتئاب، وتفاقم اضطراب المزاج، مما يجعل المرأة المصابة في حالة هشّة عاطفيًا ونفسيًا. في هذا السياق، يمكن أن تصبح العلاقات العاطفية مع الشريك أكثر تعقيدًا، حيث يظهر الانسحاب، إثارة الغيرة، أو رفض الحوار حول الالتزامات المشتركة، حتى في الحالات التي تكون فيها مشاعر الحب عميقة وصادقة.

يهدف هذا المقال الصحفي إلى تقديم صورة شاملة ومبسطة للآليات العصبية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر على المرأة بعد سرطان الدماغ، ويقدم نصائح عملية لإدارة الحياة العاطفية والمهنية، استعادة التوازن النفسي، والحفاظ على العلاقات الصحية. كما يسلط الضوء على أهمية التوقف عن أي سلوكيات ابتزازية أو انفعالية تجاه الشريك، وفهم التغيرات المزاجية كنتيجة للمرض والجراحة وليس كاختيار شخصي.

من خلال هذا المقال الذي سوف يُلحق بعده سلسلة مقالات في جوهره ومضمونه، إذ نسعى إلى أن يجد القارئ، سواء كان شخصًا مصابًا بالمرض أو أحد أفراد أسرته، دليلًا علميًا وعاطفيًا يساعد على فهم التجربة، التعامل معها بحكمة، والحفاظ على الحب والعلاقات المتينة حتى في أصعب الظروف. فالهدف هو تمكين المرأة الناجية من سرطان الدماغ، من دعم استقرارها النفسي والعاطفي، وحماية حياتها المهنية والاجتماعية، لتتمكن من مواصلة الحياة بقوة وثقة، رغم كل ما مرّت به.


■ أولًا: مراكز الدماغ والمكوّنات المسؤولة عن المزاج - مركز تنظيم الدماغ - وتأثير الورم عليها (Brain Regulatory Center):

يُعدّ مركز تنظيم الدماغ، أو ما يمكن اعتباره “شبكة التنظيم العصبي المركزي”، منظومة تكاملية معقّدة تتكوّن من عدد من البنى الحيوية التي تعمل بتناغم دقيق للحفاظ على التوازن بين الإدراك والعاطفة والجسد. وتشمل هذه المنظومة:

القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم التنفيذي، والجهاز الحوفي الذي يُعدّ مركز العاطفة والذاكرة، والوطاء (الهيبوثالاموس) الذي ينظّم الهرمونات والإيقاع البيولوجي، والعقد القاعدية التي تنسّق الحركة والعادات، والحصين (الهيبوكامبس) المسؤول عن الذاكرة والتعلم، إضافة إلى جذع الدماغ الذي يضبط الوظائف الحيوية الأساسية مثل الوعي، والتنفس، وتنظيم اليقظة.

هذه المكوّنات لا تعمل بشكل مستقل، بل كشبكة متشابكة تتبادل المعلومات بصورة مستمرة لضمان قدرة الإنسان على التفكير بوضوح، التنظيم العاطفي، التحكم بالسلوك، التفاعل الاجتماعي، وتوجيه طاقته نحو نشاطات منتجة. وأي اضطراب في جزء من هذه الشبكة - سواء بسبب ورم دماغي أو عملية جراحية - قد يُحدث سلسلة من التغيرات تمتد من الاضطرابات الانفعالية البسيطة إلى الانهيارات السلوكية أو تغيّر الهوية العاطفية.

والمكوّنات المسؤولة عن المزاج هي التالي:

● الفص الجبهي الأمامي (Prefrontal Cortex)

- الوظائف الأساسية: ضبط الانفعالات، المبادرة، التخطيط، والتواصل الاجتماعي.

- التأثير عند الورم والجراحة: ضعف القدرة على ضبط الغضب، اندفاعية في السلوك، صعوبة المبادرة واتخاذ القرارات، تقلب المشاعر بين الحب والكراهية.

- نصائح عملية: تقسيم المهام، تمارين التركيز والانتباه، التأمل الذهني، استخدام أدوات تذكير وجدولة المهام.

● القشرة الحزامية الأمامية (Anterior Cingulate Cortex – ACC):

- الوظائف الأساسية: ربط التفكير بالشعور، تنظيم الألم النفسي، تحفيز المشاعر الإيجابية.

- التأثير عند الورم والجراحة: فقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة، الاكتئاب، العزلة الاجتماعية.

- نصائح عملية: العلاج السلوكي المعرفي، التأمل، نشاطات ترفيهية لتحفيز المشاعر الإيجابية.

● اللوزة الدماغية (Amygdala):

- الوظائف الأساسية: التحكم بالخوف، القلق، الغيرة، التوتر.

- التأثير عند الورم والجراحة: حساسية عاطفية مفرطة، تضخيم المواقف السلبية، نوبات غضب مفاجئة، الانفعال تجاه الشريك.

- نصائح عملية: تسجيل المشاعر اليومية، التمييز بين الانفعال والواقع، تمارين التنفس العميق.

● الحصين (Hippocampus):

- الوظائف الأساسية: تخزين الذاكرة العاطفية وربط التجارب بالمشاعر.

- التأثير عند الورم والجراحة: تقلب سريع بين الحب والكراهية، صعوبة التمييز بين من يحبها بصدق ومن يستغلها، فقدان القدرة على التعلم من التجارب السابقة.

- نصائح عملية: تدوين اليوميات العاطفية، تمارين الذاكرة، تنظيم الوقت.

● تحت المهاد (Hypothalamus):

- الوظائف الأساسية: تنظيم الهرمونات، النوم، الطاقة، الدورة الشهرية.

- التأثير عند الورم والجراحة: انقطاع الطمث، اضطراب المزاج، نوبات غضب، ارتفاع الاكتئاب.

- نصائح عملية: متابعة طبية دورية، نشاط بدني خفيف، نوم منتظم، غذاء متوازن.

● مركز المكافأة وجذع الدماغ:

- الوظائف الأساسية: إنتاج شعور المتعة والتحفيز، ضبط السيروتونين والنورأدرينالين.

- التأثير عند الورم والجراحة: فقدان الدافعية، انخفاض القدرة على الاستمتاع بالحياة، زيادة الاكتئاب والتعب الذهني.

- نصائح عملية: تحفيز النفس بالمكافآت الصغيرة، ممارسة الهوايات، التغذية الصحية، الرياضة الخفيفة.


■ ثانيًا: الوظائف الأساسية لمركز تنظيم الدماغ:

تتمحور الوظائف الأساسية لمركز تنظيم الدماغ حول ثلاثة محاور مركزية: الوظائف التنفيذية، التنظيم العاطفي، وضبط الإيقاع الحيوي للجسم.

● الوظائف التنفيذية: تشمل القدرة على التخطيط، التنظيم، ترتيب الأولويات، اتخاذ القرارات، التحكم بالاندفاع، إدارة الوقت، التركيز، والمرونة الذهنية. وتُعتبر القشرة الجبهية الأمامية حجر الزاوية لهذه العمليات، إذ تعمل كمركز القيادة العليا للدماغ.

● التنظيم العاطفي: يتحكم الجهاز الحوفي - خصوصًا اللوزة الدماغية - بردود الفعل العاطفية مثل الخوف، الغضب، الحزن، التعلّق، والارتباط. كما يشارك الحصين في دمج العاطفة بالذاكرة، ما يفسر كيفية تشكّل الخبرات المؤلمة أو الدافئة في هوية الإنسان.

● تنظيم الهرمونات والوظائف الحيوية: يلعب الوطاء دورًا في التحكم بضغط الدم، الشهية، النوم، وظائف الغدة النخامية، وتنظيم توازن الهرمونات التي ترتبط مباشرة بالحالة المزاجية والطاقة العامة للجسم.

● التكامل الاجتماعي: تتداخل القشرة الجبهية مع الجهاز الحوفي لتفسير الإشارات الاجتماعية، قراءة النوايا، فهم مشاعر الآخرين، والتحكم بردود الفعل في العلاقات.

● خلق الانسجام الذهني: يعمل مركز التنظيم على مواءمة الانتباه، العاطفة، الذاكرة، الحركة، والهرمونات في وحدة واحدة تُشعر الإنسان بالاتزان الداخلي، القدرة على التفاعل، والقدرة على الشعور بوجود معنى وهدف.


■ ثالثًا: أثر الورم الدماغي والجراحة على هذه الوظائف بشكل عام:

عندما يتكوّن ورم في الدماغ، أو عندما تُجرى عملية جراحية لاستئصاله، فإن التأثير لا يقتصر على المنطقة المصابة فحسب، بل يمتد إلى الشبكات العصبية المرتبطة بها. فقد يضغط الورم على القشرة الجبهية، أو يعيق تدفق الدم، أو يقطع الاتصالات بين الجهاز الحوفي والقشرة التنفيذية، ما يؤدي إلى:

- اضطراب القدرة على اتخاذ القرار أو فقدان البصيرة.

- تغيّر في الشخصية أو الاستجابة العاطفية.

- صعوبة في التركيز، فقدان الذاكرة، أو تشتت الانتباه.

- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق أو فقدان القدرة على الشعور بالبهجة.

- اضطراب النوم أو الشهية بسبب تأثر الوطاء.

- بطء في الحركة أو صعوبة في ضبط السلوك نتيجة إصابة العقد القاعدية.

- اضطراب في التفاعل الاجتماعي والانفعالي.

وقد تتفاقم هذه التأثيرات بعد الجراحة بسبب الالتهاب، التورّم، إعادة تشكّل الشبكات العصبية، أو نتيجة إزالة جزء من البنى القريبة من الورم. وهذا يفسّر لماذا يتطلب التعافي فترة طويلة من إعادة التأهيل على المستويين المعرفي والعاطفي.

● تأثير الورم والجراحة على المزاج:

- اضطراب نواقل السيروتونين والدوبامين يضعف المزاج ويزيد الاكتئاب.

- الضغط النفسي الناتج عن المرض والجراحة يزيد القلق والعصبية.

- التهابات ما بعد العملية تؤثر على الكيمياء العصبية وتفاقم التغيرات المزاجية.

● النتيجة: تقلبات مزاجية شديدة، غضب مفاجئ، صعوبة التحكم بالمشاعر، انخفاض الدافعية، تأثير على الأداء العاطفي والمستوى المهني.


■ رابعًا: أثر الورم والجراحة على الحياة العاطفية بشكل عام:

تلعب المراكز الدماغية المرتبطة بالتعاطف، الارتباط، الذاكرة العاطفية، والاستجابات الوجدانية دورًا محوريًا في العلاقات الإنسانية. وعند تأثرها، يظهر ذلك في:

- انخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر أو فهمها.

- تغير نمط الارتباط العاطفي بالشريك أو العائلة.

- الحساسية الزائدة أو الانفعالات الحادّة.

- جفاف عاطفي أو فقدان القدرة على المبادرة الوجدانية.

- الشعور بعدم الاستقرار الداخلي أو الخوف من الهجر.

- اضطراب الحاجة إلى الدعم مقابل الشعور بالذنب تجاه الشريك أو الأسرة.

● في بعض الحالات، تشعر المريضة أو المريض بأنهم “أشخاص مختلفون”، وهذا الشعور ليس وهماً بل نتيجة فعلية لتغيرات في الشبكات العصبية التي تُشكّل أساس الهوية العاطفية للإنسان.


■ خامسًا: أثر الورم والجراحة على الحياة العاطفية لدى النساء تحديدًا:

● عند النساء، يتضاعف الأثر لأسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية:

- بيولوجيًا: تتفاعل الهرمونات الأنثوية مع الجهاز الحوفي، ما يجعل تأثير الجراحة أو الورم أكثر بروزًا في المزاج، الارتباط، والتعاطف.

- نفسيًا: تتأثر الصورة الذاتية، خاصة في سياق السرطان، مما يزيد من القلق العاطفي.

- اجتماعيًا: قد تتعرض المرأة لضغط مجتمعي يحمّلها مسؤولية الحفاظ على الاستقرار العاطفي للأسرة حتى أثناء مرضها.

- عاطفيًا: تشعر كثير من المريضات بأنهن فقدن جزءًا من قدرتهن على الحب أو الاحتواء أو المبادرة، ما يخلق شعورًا عميقًا بالذنب لا يظهر عادة عند الرجال بنفس الحدة.

- وقد تشهد المرأة تقلبات مزاجية غير مفهومة، أو فقدانًا جزئيًا للدفء العاطفي، أو تشوّشًا في طريقة إدراك العلاقة، وهو أثر حقيقي يرتبط بالمراكز الدماغية التي تمت معالجتها خلال الجراحة.

● اضطراب المشاعر العاطفية لدى النساء المصابات:

- فقدان القدرة على التعبير عن الحب رغم شعور داخلي عميق.

- تحول الحب أحيانًا إلى كراهية مؤقتة.

- صعوبة التمييز بين من يحبها بصدق ومن يستغلها.

- سلوكيات إيذائية غير واعية: الانسحاب، إثارة الغيرة، الغضب عند رؤية صور الشريك، رفض الحديث عن الزواج.

- انقطاع الطمث واضطراب الهرمونات يزيد الاكتئاب والحساسية العاطفية.

* الحملات السياسية أو التشهيرية تزيد القلق والاكتئاب والانغلاق الاجتماعي.

● إدارة العلاقات العاطفية:

- الانسحاب وعدم الرد على الرسائل.

- إثارة الغيرة بلا سبب.

- غضب عند رؤية صور الشريك.

- رفض مناقشة الزواج أو الالتزامات.

● نصائح عملية:

- متابعة علاج نفسي متخصص.

- تدوين اليوميات العاطفية.

- ممارسة التأمل والتنفس العميق.

- التدرج في الحوار العاطفي مع الشريك.

● استراتيجيات لإعادة بناء العلاقة مع الناجيات من سرطان الدماغ:

- التحلي بالصبر وعدم أخذ أي تصرف على محمل شخصي.

- تقديم دعم نفسي عاطفي غير ضاغط.

- التدرج في الحوار العاطفي، مع التركيز على الاستماع الفعال.

- تشجيع العلاج النفسي والسلوكي.


■ سادسًا: أثر الورم والجراحة على الحياة المهنية:

● تؤثر اضطرابات مركز التنظيم الدماغي على:

- القدرة على الاستمرار في العمل لفترات طويلة.

- سرعة اتخاذ القرار ودقته.

- الذاكرة قصيرة المدى والتخطيط.

- التركيز والقدرة على تحمل الضغوط.

- الفعالية الإنتاجية والقدرة على ترتيب المهام.

- الثقة بالذات في بيئة العمل.

- القدرة على التفاعل الاجتماعي أو قيادة فريق.

● وقد يُواجه الناجي من سرطان الدماغ مشكلات في تنظيم الوقت، تأجيل المهام، أو الشعور بالإرهاق الذهني المستمر.

● التحديات المعرفية

- ضعف التركيز والانتباه.

- صعوبة اتخاذ القرارات الدقيقة.

- تأخر الاستجابة للمواقف الحرجة.

- إرهاق ذهني سريع.

● نصائح عملية:

- تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة.

- استخدام أدوات تنظيم الوقت والتذكير بالمواعيد.

- ممارسة التمارين الذهنية والقراءة المركزة.

- الحفاظ على نمط حياة صحي.


■ سابعًا: الأثر المهني على النساء تحديدًا:

المرأة العاملة المصابة بورم في مناطق التنظيم الدماغي تواجه طبقات إضافية من التحديات:

- التمييز غير المرئي: يُساء تفسير التغيرات العصبية على أنها “تقصير” أو “ضعف في الانضباط”.

- العبء المزدوج: العمل + مسؤوليات المنزل، مما يعمّق الإرهاق.

- صعوبة طلب المساندة: بسبب الخوف من فقدان الوظيفة أو النظرة السلبية.

- اضطراب الثقة المهنية: تتأثر نظرتها لذاتها في سياق الدور الوظيفي والاجتماعي.

- تذبذب الأداء: نتيجة التغيرات العصبية التي لا يمكن التنبؤ بها يوميًا.


■ ثامنًا: نصائح عامة للمرأة بعد سرطان الدماغ:

- الحفاظ على نوم منتظم لتعزيز استعادة الشبكات العصبية.

- الالتزام بالمتابعة الطبية الدورية.

- العلاج الطبيعي العصبي لتحسين وظائف الدماغ.

- تنظيم المهام اليومية لتقليل الضغط النفسي.

- تجنب المجهود الذهني الطويل دون راحة.

- تقبل الحاجة للراحة والاسترخاء.

- الاهتمام بالغذاء المتوازن والغني بمضادات الأكسدة.

- ممارسة تمارين الذاكرة والتركيز.

- ممارسة الرياضة الخفيفة.

- الحفاظ على علاقات داعمة وآمنة.

- تجنّب العزلة والاندماج التدريجي في الحياة الاجتماعية.

- مراقبة أي تغيّر نفسي أو مزاجي ومراجعة طبيب.

- متابعة نفسية وهرمونية دورية.

- التوقف عن السلوكيات الابتزازية أو الانفعالية تجاه الشريك.


■ استعادة التوازن والحب بعد النجاة من سرطان الدماغ:

عزيزتي، إن ما مررت به من تجربة الورم الدماغي والجراحة لم يكن سهلاً، وقد ترك أثرًا عميقًا على حياتك بمستويات متعددة: جسدية، نفسية، عاطفية، ومهنية. قد تشعرين أحيانًا بتقلبات مزاجية شديدة، تتراوح بين الحب العميق والكراهية المفاجئة، غضب عند رؤية صور الحبيب، شعور بالعجز أمام مواقف بسيطة، أو حتى سلوكيات ابتزازية غير واعية تجاه من تحبين، وكلها انعكاسات طبيعية للتغيرات العصبية والهرمونية الناتجة عن الورم والجراحة. هذه المشاعر ليست اختيارك، ولا تعكس ضعفك أو قلة إحساسك، بل هي نتيجة طبيعية للتغيرات التي أصابت دماغك، وللضغوط النفسية والاجتماعية والسياسية المحيطة بك.

تذكري دائمًا أن مشاعرك الحقيقية موجودة، والحب الذي بداخلك لم يختفِ. هو يحتاج فقط إلى أن يجد مساره الصحيح بعيدًا عن الغضب والانفعال أو أي سلوك ابتزازي. امنحي نفسك الحق في التعبير عن الحب بطريقة واعية وصحية، وامنحي قلبك فرصة لإعادة التواصل مع الشريك بهدوء وصبر. فتوازنك النفسي والعاطفي هو المفتاح الذي يضمن لك استقرار حياتك العاطفية والمهنية، ويمكّنك من مواجهة التحديات التي قد يفرضها المرض أو الظروف المحيطة.

كوني لطيفة مع نفسك، واحترمي مشاعرك، ولا تلومي نفسك على الانفعالات الناتجة عن التغيرات العصبية. فالتقلبات المزاجية التي تواجهينها ليست دليلاً على ضعفك، بل هي انعكاس طبيعي للدماغ الذي يحاول إعادة ضبط نفسه بعد تجربة صعبة ومؤلمة. امنحي نفسك الوقت والصبر، واعلمي أن كل خطوة صغيرة نحو الهدوء العاطفي والأمان العاطفي والتوازن النفسي والسلام الداخلي هي نجاح كبير في رحلة شفائك.

كما يجب أن تتذكري أن العلاقات العاطفية ليست لعبة أو اختبارًا، بل هي مساحة للنمو، الحب، والدعم المتبادل. والتوقف عن أي سلوكيات ابتزازية أو انفعالية تجاه الشريك هو جزء من حماية علاقتك والحفاظ على الحب الحقيقي الذي بداخلك. الحب الذي تمنحين وتستقبلينه هو أداة للشفاء النفسي، وتقوية الثقة بالنفس، واستعادة حياتك بشكل طبيعي.

ولا تنسي أن الحفاظ على استقلاليتك المهنية والاجتماعية هو جزء لا يتجزأ من هويتك وقوتك. وقدرتك على اتخاذ القرارات المهنية، المشاركة في العمل القيادي، أو نشاطك السياسي والاجتماعي لا تقل أهمية عن حياتك العاطفية، بل هي دعم لكِ لتكوني امرأة متكاملة، قادرة على الحب، العمل، والنمو الشخصي في آن واحد.

احرصي على ممارسة الرياضة الخفيفة، الاهتمام بالنوم والتغذية المتوازنة، متابعة العلاج النفسي والهرموني الدوري، وممارسة تمارين التأمل والتنفس العميق. هذه الممارسات اليومية ستساعدك على استعادة طاقتك، تخفيف الاكتئاب، تقليل التوتر، واستعادة القدرة على التحكم في الانفعالات.

تذكري أن الحب ليس معركة، بل هو رحلة تتطلب الصبر، الرحمة، والفهم العميق لنفسك وللآخر. اعملي على إعادة بناء التوازن بين قلبك، حياتك المهنية، وعلاقاتك الاجتماعية، واعلمي أن الحب الذي تمنحين وتستقبلينه هو سر شفائك ونموك الشخصي، ومصدر قوتك الداخلي.

أنتِ قادرة على الحب، الاستقرار، وحماية حياتك وعلاقاتك. توازنك العاطفي هو قوتك الحقيقية، والحب الذي تمنحين وتستقبلينه هو شعاع الضوء الذي يقودك نحو الشفاء، النمو، والعيش بحرية وسعادة رغم كل الصعوبات. امنحي قلبك الثقة، واحمي روحك، واعلمي أن كل تجربة صعبة مَررتِ بها يمكن تحويلها إلى قوة داخلية تدفعك نحو حياة أكثر صحة واستقرارًا، حياة تجمع بين الحب الحقيقي، الإنجاز المهني، والتوازن النفسي الكامل.



#إياد_هديش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضاءة بالغاز: كأداة استراتيجية لدى التنظيمات الإرهابية لتف ...
- مقاومة نسوية لعاطفة مختطفة: من عبلة الصامتة إلى الشابات الرق ...
- الدين والأفيون الحديث والمعاصر
- قوة الحب أقوى من حب القوة
- الإقصاء الممنهج: التشهير كأداة للهيمنة على المرأة اليمنية
- وجوه العار: تفكك الحماية الأسرية تحت وطأة التشهير
- الجريمة النفسية التي لا تترك أثرًا على الجلد: تشريح نفسي لضح ...
- التشهير الرقمي: حين تُصبح الكلمة أداة قتل باردة
- بين شاشة وهشاشة: قمع النساء عبر التكنولوجيا في مجتمع يجرّم ا ...
- العودة إلى هوية العشاق: رسالة امرأة غادرت عالم الحرية باسم ا ...
- باسم الهوية.. ذهبت
- حين تُختطف الحرية: المرأة ما بين التمكين والتحريض
- المرأة ما بين الحرية وهشاشة الهوية الذاتية
- ادعاء التحرر والعودة إلى السجون القديمة: بين الصخب الظاهري و ...
- حين تُقمع المشاعر تتهاوى المواقف
- المرأة واختيار شريك عمرها: بين قسوة التحريم وفطرة الحب
- الحجاب والتمييز الطبقي: كشف العلاقة بين الستر والعبودية في ا ...
- قراءة في كتاب النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي لهش ...
- هل يعود اليمن سعيداً؟
- الأيام السبعة ورمزية الرقم (7)


المزيد.....




- إيران تعتقل الناشطة “نرجس محمدي” الفائزة بجائزة نوبل للسلام ...
- بعد 10 سنوات من الغموض: “شيرين عساكر” قُتلت ولم تنتحر
- مقتل67  صحافيًا/ة خلال عام واحد وغزة تتصدر قائمة الأخطر على ...
- ” نساء القرن الإفريقي” توثق 1294 جريمة عنف جنسي في السودان
- من غرفة الدرس إلى الاعتداء جنسي.. حكاية طفلة شبرا الخيمة
- البرلمان النمساوي يقر قانون حظر الحجاب في المدارس الابتدائية ...
- برلمان النمسا يحظر حجاب الفتيات ومنظمات حقوقية تندد
- النمسا تحظر الحجاب في المدارس لمن هن دون 14 عاماً
- -كل المهاجرين يدفعون مالاً للمهرب، لكن يطلب من النساء دفع ال ...
- النمسا تقر حظر ارتداء الحجاب في المدارس لمن هن دون 14 عاما


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - إياد هديش - بين الورم والجراحة وجراح الحب: دماغ المرأة، علاقاتها العاطفية وحياتها المهنية بعد سرطان الدماغ