إياد هديش
الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 23:35
المحور:
الادب والفن
في زمنٍ يلهثُ فيه الناسُ خلفَ المناصب، وتُسكبُ الدماءُ على مذابحِ الكراسي، وقفَ إياد على حافةِ الحُب، يحملُ قلبًا لا يُريد أن يحكم، بل أن يَحب.
آمنَ أن قوةَ الحبِّ أقوى من حبِّ القوة.. فمضى.
هو لا يَطلبُ من الدنيا سوى سكينةٍ تُشبهُ ابتسامتها، ولا يسعى لانتصارٍ إلا على قلبٍ أقفرَ من الحنان.
يرى في العناق انتصارًا، وفي الدمعِ اعترافًا، وفي النبضِ رايةً لا تُرفع إلا في حضرةِ من يُشبه الوطن.
وحين ضجّت الأصواتُ بالعِداء، وصاحَت راياتُ الأحزاب، لم يصغِ السمعَ إلا لنداءِ واحد:
"حيا على السلام."
قالها كمن يُصلي للحياة، كمن يُشعل شمعةً في نفقٍ طويل، كمن يكتبُ على جبينِ الحرب: "لن تكسري قلبي".
ثم كانت حنان..
خصمًا في عرفِ السياسة، لكنها في قلبه.. كانت القصيدة.
ينتميان إلى ضفتين، وتفصلهما خرائطُ الانتماء، وأعلامُ الولاء، وخطاباتُ التخوين،
لكنّ الحبَّ، حين يسكنُ القلب، يُسقطُ كلّ رايةٍ لا تُشبه العيون التي نحب.
كانت حنان صوته حين يسكت، وسُكناه حين يُنفى من وطنه الداخلي.
هي التي، وإن خالفتْه حزبًا، وافقته قلبًا.
هي التي، وإن خالفها الناسُ مذهبًا، صافحتْه بالحبِّ مذهبًا آخر، لا يُكَفِّر أحدًا، ولا يُقصي روحًا.
رآها كما يرى الحلمُ مرآته، وكما يرى الطفلُ أمّه في ليلٍ طويل.
قالوا له: "كيف تهوى من ليست منك؟!"
فأجابهم: "لأنها مني أكثر مما أدرك، ولأنها، في خصومتها، كانت أحنَّ من كلّ حليف".
حنان، التي انتصر بها على طعناتِ الخذلان، وغسل بها وجهَ حزنه،
حنان، التي لم تكن من حزبه.. لكنها كانت حزبه الأجمل، وانتماءه الأصدق.
في حضرةِ هذا الحب، تسقطُ الأوراقُ الصفراء من دفاترِ الكراهية،
ويبدأ موسمُ الورد،
ويُصبح الاختلافُ لحنًا.. لا عاصفة.
حيا على السلام،
وعلى حنان،
وعلى قلوبٍ لا ترى في الحب خيانة،
بل خلاصًا.
⚓
إِسمِيّ إِيَاد
⚓
#إياد_هديش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟