أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - اليوم الدولي لمكافحة الفساد














المزيد.....

اليوم الدولي لمكافحة الفساد


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 00:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعد الفساد جريمة أخلاقية واقتصادية وسياسية واجتماعية، تصيب مرافق الدولة فتشل مفاصلها وتعطل التنمية فيها وتؤثر في الحياة السياسية،بل قد ترافقها انهيارات في البنية السياسية للدولة وتهز مكانتها وسمعتها في المجتمع الدولي.
نتيجة لما تشكله ظاهرة الفساد من تبديد للثروات في اية دولة يصيبها هذا المرض الفتاك، فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في 31 تشرين الاول 2003، واعتمدت الجمعية أيضا القرار 4/58، باعتبار يوم 9 كانون الأول يوما دوليا لمكافحة الفساد، لزيادة الوعي بالفساد ودور الاتفاقية في مكافحته ومنعه، ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ في كانون
الاول 2005.
وفي دراسة عن موضوع الفساد، اشارت الى ان قيمة الرشى تصل إلى تريليون دولار، بينما تصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد إلى ما يزيد على تريليونين ونصف الترليون دولار، وهذا مبلغ يساوي 5 % من الناتج المحلي العالمي، وفي البلدان النامية بحسب ما يشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقدر قيمة الفاقد بسبب الفساد بعشرة أضعاف إجمالي مبالغ المساعدة الإنمائية
المقدمة.
وقد يصبح الفساد الاداري المالي فسادا سياسيا حين يتم التخادم بين الفاسدين والسياسيين، او حين تجري عمليات الفساد في ظل آلية لتقاسم الثروات بين الحاكمين وفق آليات التحاصص، فيتم التغاضي والسكوت عن الفاسدين، او كما يقول الباحث (نادر فرجاني) يؤدي إلى قيام تزاوج خبيث بين السلطة السياسية والثروة، بحيث تصبح غاية نسق الحكم ضمان مصالح القلة المهيمنة على مقاليد السلطة السياسية والثروة وليس الصالح العام، الأمر الذي ينعكس في تهميش الغالبية أو إقصائها.
وقد اشارت الى هذا الامر (ديليا فيريرا روبيو ) رئيسة منظمة الشفافية الدولية التي قالت"تشير أبحاثنا إلى وجود علاقة واضحة ما بين وجود ديمقراطية سليمة والنجاح في مكافحة الفساد في القطاع العام"، وأضافت أنه يمكن للفساد أن يستشري بشكل واسع، حين تستند الديمقراطيات إلى أسس هشة، وحين يستغل ذلك السياسيون الشعبويون والمناهضون للديمقراطية لمصلحتهم، وهو ما رأيناه في عدة بلدان.
وربما ينطبق بعض ما قلناه على الواقع السياسي في العراق، رغم وجود مؤسسات متخصصة لمحاربة الفساد وملاحقة مرتكبي هذه الجريمة.
لكن تراكم قضايا الفساد وضعف المنظومة القانونية والتشريعية يوفران للفسادين فرصة للإفلات من العقاب.
وهنا يبرز دور الجهات الرقابية كمجلس النواب وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة في مكافحة الفساد، وتقديم الفاسدين للقضاء واسترداد الاموال، التي سرقوها وهذا يستدعي قوتها واستقلاليتها عن المؤثرات والضغوط السياسية واستنادها الى منظومة قانونية وتشريعية حازمة غير متهاونة، مع الفاسدين وحماتهم وداعميهم وشركائهم، ولايمكن ان يتم هذا من دون توفر مبدأين مهمين هما المساءلة والشفافية .
كما ان للاعلام ومنظمات المجتمع المدني دورا كبيرا في تعزيز دور مؤسسات الدولة المعنية واسنادها وممارسة دور توعوي تثقيفي لمواجهة هذا الوباء الفتاك. في العراق وفي ظل غياب الارادة السياسية في محاربة الفاسدين وغياب القانون وغياب مؤسسات الدولة يتراجع الحافز الذاتي لمحاربة الفساد وتحت وطأت التهديد بالقتل والاختطاف والتهميش والإقصاء الوظيفي ؛وسطوة الأحزاب والميليشيات والتكتلات الطائفية والعشائرية والمناطقية ؛مما يجعل من ظاهرة الفساد ظاهرة يتعايش معها ثم يتبناها كسلوك وظيفي ؛ فيتحول هذا السلوك تلقائيا الى جزء من منظومة القيم المجتمعية الجديدة ؛ ويصبح بالتالي سلوكا مقبولا ومشروعا لدى الوسط الوظيفي بأسره ؛ واستمراره لفترة طويلة دون علاج له آثار بنيوية في المجتمع العراقي بمعنى أن آلياته وممارساته تتماسس وتترسخ في عمق الممارسة اليومية الاجتماعية ؛ فتحوز آلياته على الاعتراف الاجتماعي وتتغلغل في الحس الجمعي للناس ؛وبنيوية أية ظاهرة هو مكمن خطورتها لان زوالها يصبح صعبا بل مستحيلا وإذا زالت فإنها تظهر بكيفيات مختلفة.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي لحقوق الانسان ...إعرف حقك
- من اين يستمد فريق التفاوض قوته؟
- رئيس الوزراء في النظام البرلماني
- اسئلة ليست صعبة.. عليك ان تعرف حقك
- قياس الأثر التشريعي
- إدارة التعدد والتعايش في مجتمعات التنوع
- دور التشبيك في دعم عمل منظمات المجتمع المدني
- الانتخابات لاتعبر عن رأي الجمهور دائما
- الثقافة الذكوريَّة التي غيبت الشريعة السمحاء
- تمويل منظمات المجتمع المدني بين الهيمنة والاحتواء السياسي
- إعلام الدولة
- خطاب الكراهية..محتوى هابط
- أرامل العراق: واقع مرير وتطلعات انسانية
- من يحمي الفاسدين؟
- النظام التحاصصي
- اسكات صوت الاحتجاج والمعارضة
- زيارة الأربعين.. ذروة العمل التطوعي وموسم العطاء الإنساني
- عاشوراء ايقونة الثورة ومثابة الثوار
- عقلنا نائم لعن الله من ايقظه
- (فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي


المزيد.....




- أسرة عبدالحليم حافظ تطالب بمنع عرض حفل يحمل اسمه في الكويت
- -دخول قوات يمنية إلى مناطق سيطرة الحوثيين-.. هذه حقيقة الفيد ...
- وجهة نظر ألمانية: واشنطن تخلت عن أوروبا وعليها الاعتماد على ...
- الكشري والبشت والقفطان في قائمة التراث العالمي اللامادي
- اليمن : ماذا عن خطر التقسيم ؟
- مشعل: غزة قدمت ما عليها ولدينا تصور لسلاح المقاومة
- خالد مشعل يكشف لـ-موازين- إستراتيجية غزة القادمة وخيارات الم ...
- محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
- سوريا تطالب بوقف خروقات إسرائيل وساعر يستبعد اتفاقا قريبا
- السيول تفاقم معاناة 250 ألف أسرة فلسطينية في غزة


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - اليوم الدولي لمكافحة الفساد